مکتب آیة الله العظمى سید محمد حسینى الشاهرودى (دام ظله)
بسم الله الرحمن الرحیم
انا لله و انا الیه راجعون
(و سیعلم الذین ظلموا أى منقلب ینقلبون)
(فى بیوت اذن الله أن ترفع و یذکر فیها اسمه یسبح له فیها بالغدو و الآصال)(1)
نتقدم الى امامنا الحجة صاحب العصر و الزمان الحجة بن الحسن العسکرى عجل الله تعالى فرجه الشریف بالتعازى بهذا المصاب الجلل.
لقد وصلنا نبا الجریمة الارهابیة النکراء التى تهز ضمیر کل مومن، بل کل انسان، و تکشف عن العداء المطلق و الحقد الدفین للانسانیة و للاسلام و لأهل البیت علیهمالسلام، ألا و هى العملیة الوحشیة الاجرامیة الجبانة التى استهدفت
تفجیر مرقد الامامین الامام الهادى و الامام الحسن العسکرى علیهماالسلام.
و نحن نخاطب الضمیر العالمى و نخاطب کل مسلم و کل انسان، لماذا هذا الصمت، بل لماذا هذا الدعم من بعض الخارجین عن الاسلام و الانسانیة لأمثال هذه العملیات المجرمة و الارهابیة الکافرة، التى تستهدف الابریاء و أهل بیت علیهمالسلام؟ ألم یأمر الاسلام بحفظ دماء النفوس المحترمة و الابریاء.
ألم یأمر القرآن الکریم بمودة أهل البیت و جعلها أجر الرسالة (قل لا اسئلکم علیه اجرا الا المودة فى القربى).
ألم یأمر الرسول صلى الله علیه و اله فى الکثیر من أحادیثه بمحبة أهل البیت و التمسک بهم؟
فهل هذا العملیات الاجرامیة الکافرة تمثل الاسلام أو الانسانیة؟!
ففى الوقت الذى یمد فیه اتباع أهل البیت علیهمالسلام ید التالف و التعاون لجمیع المخلصین یقوم المجرمون بنسف هذا التآلف و التعاون بهذه العملیات الاجرامیه.
أیها المجرمون! ان لم یکن لکم دین فکونوا أحرارا فى دنیاکم و لا تستهدفوا بالعملیات الارهابیة معادن الوحى و مراکز الشرف و الفضیلة، فلماذا فقدتم الشرف و کل القیم الانسانیة، فقد تحولتم الى وحوش کاسرة بل أضل (ان هم الا کالأنعام بل هم أضل سبیلا).
و نحن نعلم أن الکثیر من المؤمنین و الشرفاء فى العالم و کل المظلومین و الابریاء الذین تعرضوا لهذه العملیات الاجرامیة، یتطلعون للانتقام و الثار من هؤلاء الجناة الکفرة، الذین یقومون کل یوم بهذه العملیات الاجرامیة التى تستهدف الایمان و الشرف و معالم الاسلام.
و انا نطلب من الجمیع الالتزام بارشادات المرجعیة الرشیدة المخلصة، و خاصة فى هذه المرحلة الحرجة التى یتطلع فیها الجمیع فى العراق الجریح و المظلوم الى الأمن و الاستقرار و ممارسة الأحکام و الشعائر الاسلامیة بکل
حریة و أمان و بینما هؤلاء المجرمون یحاولون القضاء على الأمان الحریة و الاسلام فى العراق، ألا لعنة الله على القوم الظالمین.
و فى النهایة ندعو الله مخلصین بتعجیل الفرج بحق محمد و آله الطیبین الطاهرین.
قم المقدسة 23 محرم الحرام 1427
مکتب آیة الله العظمى الشاهرودى (دام ظله )
1) سوره نور، 36.