و فى سنة (1282) قام الملک ناصر الدین شاه القاجارى بالتعمیر و التجدید و حمل الى الروضة، أحسن انواع الرخام الأخضر، و رصفوا داخل الشباک، و کذلک الروضة و الرواق و الصحن، وقام بتذهیب القبة المنورة، و ترمیم بعض جوانب الصحن.
أقول: اقتطفنا و اقتبسنا هذه المواد التاریخیة من الجزء الأول و الثانى من کتاب (مآثر الکبراء فى تاریخ سامراء) للمرحوم العلامة الشیخ ذبیح الله المحلاتى انتهى.
و البناء الموجود حالیا صرح جمیل بهیج یملأ القلوب انشراحا، و یشعر الزائر بالروحانیة و المهابة حینما ینظر الى المنظر الداخلى و الخارجى.
قد ذکرنا ان فى کل مرة کان المشهد یزداد اتساعا، و یضاف الیها اضافات حتى صارت مساحة الصحن الشریف حوالى ثلاثة عشر الف متر.
لأن طول الصحن 112 متر و عرضه 108 متر، و ارتفاع السور سبعة أمتار، و هو مفروش بالرخام الأبیض، و الجدران مکسوة بالرخام الأبیض حوالى مترین، و الباقى مکسو بالقاشانى ذى الالوان البدیعة.
و من الصحیح أن نقول: ان روضة الامامین العسکریین (علیهماالسلام) أوسع من جمیع روضات الأئمة الطاهرین المدفونین فى العراق.
و قد اهدیت الى تلک الناحیة خلال هذه القرون هدایا ثمینة من الملوک و العظماء و الامراء و غیرهم، من انواع الفرش و المعلقات و المصاحف و غیرها و لا تسأل عن مصیر تلک الهدایا!!
أقول: و لقد ظهرت کرامات کثیرة جدا لا تحصى من ذلک المشهد المبارک
خلال هذه القرون، من شفاء المرضى و قضاء الحوائج، و کشف المهمات ولو اردنا استعراض تلک الامور لطال بنا الکلام، و حجم الکتاب لا یسع أکثر من هذا، و یمکن لمن یرید التفاصیل مراجعة کتاب (تاریخ سامراء) للمرحوم المحلاتى.