جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

المشهد الشریف و المرقد المنیف

زمان مطالعه: 2 دقیقه

بعد أن دفن الامام الهادى (علیه‏السلام) فى حجرة من حجرات بیته، أو فى صحن داره بأمر المعتمد العباسى، و ازداد المکان به شرفا و قداسة، و کرامة، دفن ابنه الامام العسکرى (علیه‏السلام) أیضا بجنب مرقد والده.

ثم توفى منهم من توفى کالسیدة الجدة والدة الامام العسکرى، ثم السیدة حکیمة عمة الامام، و السیدة نرجس، و الحسین بن الامام على الهادى، و أبى‏هاشم الجعفرى و غیرهم، و دفنوا بجوار المرقدین الشریفین.

و من ذلک الیوم الى هذا الیوم دفن حوالى تلک المراقد جم غفیر، و جمع کثیر من العلماء و الامراء، و الشخصیات المرموقة؛

و قد طرأت تغییرات على ذلک المشهد، من هدم و بناء و توسیع، نذکر بعض ذلک مع رعایة الاختصار:

ان الدار التى کان الامام الهادى (علیه‏السلام) یسکنها مع عائلته فى سامراء اشتراه من دلیل بن یعقوب النصرانى، و عاش فیها، و دفن فى وسط الدار، ثم دفن بعض رجالات الاسرة و سیداتها.

و حدثت حوادث فى مدینة سامراء فى ایام المعتمد، و هاجر الکثیرون من الناس، فبعد أن کانت مدینة سامراء من اکبر بلاد العالم و أجملها، و أکثرها ازدهارا فاذا بها انقلبت الى مدینة مهجورة، قل ساکنوها، و بقیت محله

(العسکر) مأهولة.

و کانت دار الامام التى انتقلت الى اولاده، و أحفاده لم یسکن فیها أحد من الاسرة سوى مولانا الامام المهدى (علیه‏السلام).

ففى سنة 280 أرسل المعتضد العباسى من بغداد جماعة الى سامراء لاقتحام دار الامام، و القاء القبض على الامام المهدى و حمله الى بغداد.

فاستعان الامام المهدى (علیه‏السلام) بالمعجزة، فترائى البیت – لتلک الجماعة – کأنه بحر، و رأوا فى أقصى البیت الامام المهدى و هو قائم یصلى على حصیر.

فاقتحم أحد الجماعة البحر، فغرق فى الماء و اضطرب، فأنقذه أصحابه، و أراد الثانى أن یفعل ما فعله الأول، فجرى علیه ما جرى على الأول.

فرجعت الجماعة خائبین، و بائوا بالفشل، و بعد ذلک مات المعتضد.

فنصبوا على حائط الدار شباکا مشرفا على الشارع، و کان بعض الناس یزور الامامین (علیهماالسلام) من وراء الشباک، و لا یدخل البیت.

حتى صارت سنة 328 و لم یبق من مدینة سامراء الا خان و بقال للمارة، و سقطت سامراء عن مرکزیتها، و فقدت جمالها و بهاءها؛

فتعین بعض الناس فى بغداد لیقوموا بسدانة تلک الروضة، فکان اولئک الأفراد یرافقون الزوار الى سامراء، و یرجعون معهم.