فى (المناقب)… و کان فى سنى امامته بقیة أیام المعتز أشهرا، ثم ملک المهتدى و المعتمد، و بعد مضى خمس سنین من ملک المعتمد قبض (علیهالسلام) و یقال: استشهد، و دفن مع أبیه بسر من رأى، و قد کمل عمره تسعة و عشرین سنة، و یقال: ثمان و عشرین سنة؛
مرض فى أول شهر ربیع الأول سنة ستین و مائتین، و توفى یوم الجمعة لثمان خلون منه (1).
و قال عبدالعزیز الجنابذى… و توفى سنة ستین و مائتین… و قبره الى جانب قبر أبیه بسر من رأى.
و فى (اعلام الورى) و قبض (علیهالسلام) بسر من رأى لثمان خلون من شهر ربیع الأول سنة ستین و مائتین، و له یومئذ ثمان و عشرون سنة.
و هناک أقوال اخرى للمحدثین، أمثال: الطبرى الامامى و الشیخ المفید، و الخشاب، و الشهید و الکلینى و الفتال و غیرهم، و کلهم متفقون على تاریخ وفاة الامام فى الثامن من شهر ربیع الأول سنة ستین و مائتین، و ان اختلفت أقوالهم فى یوم الجمعة أو الأربعاء، و الأمر سهل.
و فى الیوم الثامن من شهر ربیع الأول فى کل سنة تقام الآلاف من المجالس و المآتم فى ذکرى وفاة الامام العسکرى (علیهالسلام) فى البلاد الشیعیة، الواعیة أهلها، المثقفة بالثقافة الدینیة، و تعطل الاسواق و المحلات التجاریة، و تخرج مواکب العزاء، و یقوم الخطباء بذکر فضائل الامام و ترجمة حیاته و مصائبه و شهادته.
و فى العراق تتوجه مواکب العزاء الى مدینة سامراء لاحیاء هذه الذکرى، و تکتظ المدینة بالزوار و یغص المشهد الشریف بالناس، و ترتفع أصوات المؤمنین بالبکاء حزنا على ما جرى على الامام، و تعبیرا عن حبهم و ولائهم لآل رسول الله (سلام الله علیهم).
قال الطبرسى فى (اعلام الورى)…: و ذهب کثیر من أصحابنا الى أنه (علیهالسلام) قبض مسموما و کذلک أبوه وجده، و جمیع الأئمة (علیهمالسلام) خرجوا من الدنیا على الشهادة؛
و استدلوا فى ذلک بما روى عن الصادق (علیهالسلام) من قوله: «والله ما منا الا مقتول أو شهید» (2).
و ذکر ابنالصباغ المالکى فى (الفصول المهمة) کلاما قریبا من هذا الکلام.
أقول: من الامور الثابتة المشهورة عند الشیعة أن الأئمة الطاهرین لم یموتوا حتف أنفهم، و انما قتلوا اما بالسیف و اما بالسم، و قذ ذکرنا شیئا یتعلق بهذا الموضوع فى کتاب (الامام الجواد من المهد الى اللحد).
و روى الشیخ الطوسى فى (الغیبة) عن ابىنصر هبة الله ابن أحمد الکاتب ابن بنت أبىجعفر العمرى (قدس الله روحه و أرضاه) عن شیوخه:
انه لما مات الحسن بن على (علیهماالسلام) حضر غسله عثمان بن سعید (رضى الله عنه و أرضاه) و تولى جمیع أمره فى تکفینه و تحنیطه و تقبیره، مأمورا
بذلک للظاهر من الحال التى لا یمکن جحدها و لا دفعها… الى آخره (3).
و قد ذکرنا فى کتاب (الامام المهدى من المهد الى الظهور) کلمة حول الصلاة على جثمان الامام و نقول – هنا -:
ان من جملة عقائد الشیعة – قدیما و حدیثا – ان الامام لایغسله الا الامام، و لا یصلى علیه الا الامام.
و ذکر الکلینى فى (الکافى) «باب: ان الامام لا یغسله الا امام من الأئمة (علیهمالسلام)».
1- بسنده عن أحمد بن عمر الحلال أو غیره عن الرضا (علیهالسلام) قال: قلت له [الامام]:
«انهم یحاجوننا، یقولون: ان الامام لا یغسله الا الامام… الى أن قال [الامام الرضا]: قل لهم: انى غسلته. فقلت له: أقول لهم: انک غسلته؟ فقال: نعم (4).
2 – بسنده عن أبىمعمر قال: سألت الرضا (علیهالسلام) عن الامام یغسله الامام؟ قال: سنة موسى بن عمران. (علیهالسلام) (5).
أى غسله وصیه و حضر عند موته.
و أما الحدیث الذى رواه الطوسى فى (الغیبة) فانه یدل على حضور عثمان بن سعید عند غسل الامام لا مباشرته بتغسیل الامام.
و أما الذى قام بتغسیل الامام العسکرى (علیهالسلام) فهو ابنه الامام المهدى (علیهالسلام) کما أنه قام بالصلاة على جثمان والده، و قد ذکرنا ذلک فى ترجمة أبى الأدیان من فصل الکنى من هذا الکتاب.
1) المناقب ج 4 / 422.
2) اعلام الورى / 367.
3) غیبة الطوسى / 216.
4) الکافى ج 1 / 384.
5) الکافى ج 1 / 385.