یکنى أباجعفر، یقال: انه کان واقفیا ثم رجع الى الحق، و قد ذکرناه فى کتاب (الامام الجواد) و (الامام الهادى) علیهماالسلام و عاش مائة و اربع عشرة سنة و له مکاتبة مع الامام العسکرى (علیهالسلام) کما ذکرها الکشى بسنده عن محمد بن الحسن بن شمون انه قال: کتبت الى أبىمحمد (علیهالسلام) أشکو الیه الفقر، ثم قلت: – فى نفسى -: الیس قال ابوعبدالله (الصادق) علیهالسلام: الفقر معنا خیر من الغنى مع عدونا، و القتل معنا خیر من الحیاة مع عدونا؟
فرجع الجواب: «ان الله یمحص أولیاءنا – اذا تکاثفت ذنوبهم – بالفقر، و قد یعفو عن کثیر، و هو کما حدثتک نفسک: الفقر معنا خیر من الغنى مع عدونا؛
و نحن کهف لمن التجأ الینا، و نور لمن استضاء بنا، و عصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا کان معنا فى السنام الأعلى، و من انحرف عنا فالى النار؛
قال أبوعبدالله (الصادق) علیهالسلام: «تشهدون على عدوکم بالنار و لا تشهدون لولیکم بالجنة؟ ما یمنعکم من ذلک الا الضعف.
و قال محمد بن الحسن أیضا: لقیت من علة عینى شدة، و کتبت الى أبىمحمد (علیهالسلام) أسأله أن یدعو لى، فلما نفذ الکتاب قلت – فى نفسى -: لیتنى کنت أسأله أن یصف لى کحلا أکحلها به.
فوقع بخطه، یدعو لى بسلامتها، اذ کانت احداهما ذاهبة.
و کتب بعده: أردت أن أصف لک کحلا: علیک بصبر مع الاثمد، و کافور أو توتیا، فانه یجلو ما فیها من الغشاء، و ییبس الرطوبة.
قال: فاستعملت ما أمرنى، فصحت (عینى) و الحمدلله (1).
و فى (الکافى) بسنده عن محمد بن الحسن بن شمون قال: کتبت الى أبىمحمد (علیهالسلام) أسأله أن یدعو الله لى من وجع عینى، و کانت احدى عینى ذاهبة، و الاخرى على شرف ذهاب.
فکتب الى: «حبس الله علیک عینک» فأفاقت الصحیحة.
و وقع فى آخر الکتاب: «آجرک الله، و أحسن ثوابک» فاغتممت لذلک، و لم أعرف فى أهلى أحدا مات، فلما کان بعد ایام جاءتنى وفاة ابنى: طیب، فعلمت ان التعزیة له (2).
و فى (المناقب): و کتب محمد بن شمون البصرى فسأل أبامحمد [العسکرى] عن الحال، و قد اشتد على الموالى من محمد المهتدى؛
فکتب [الامام] الیه: «عد من یومک خمسة ایام، فانه یقتل فى الیوم السادس، من بعد هوان یلاقیه» فکان کما قال (3).
1) رجال الکشى / 448.
2) الکافى ج 1 / 510 و فى المناقب روى هذا الحدیث بعینه عن اشجع ابن الأقرع ج 4 / 432.
3) مناقب ابنشهرآشوب ج 4 / 436.