عده الشیخ من أصحاب الامام العسکرى (علیهالسلام)
و روى الکشى بسنده عن اسحاق بن محمد البصرى قال: حدثنى الفضل بن الحارث قال: کنت بسر من رأى وقت خروج (أى وفاة) سیدى ابىالحسن (الهادى) فرأینا أبامحمد (العسکرى) علیهماالسلام ماشیا، قد شق ثیابه، فجعلت أتعجب من جلالته، و ما هو له أهل، و من شده اللون و الأدمة (1) و اشفق علیه من التعب؛
فلما کان اللیل، رأیته (علیهالسلام) فى منامى، فقال:
اللون الذى تعجبت منه اختیار من الله لخلقه، یختبر به کیف یشاء، انها لعبرة لاولى الأبصار، لا یقع فیه على المختبر ذم، و لسنا کالناس فنتعب کما یتعبون، نسأل الله الثبات و التفکر فى خلق الله، فان فیه متسعا.
و اعلم أن کلامنا فى النوم مثل کلامنا فى الیقظة (2).
قال الکشى: فدل هذا الخبر على أن الفضل (بن الحارث) مؤتمن فى القول. والله العالم.
أقول: لعل الحدیث یحتاج الى شىء من الشرح:
لقد تعجب الفضل بن الحارث من سمرة لون الامام العسکرى (علیهالسلام) ان صح کلامه، و کان یتوقع أن یکون لون الامام أبیضا أو أحمرا، لمکانته العالیة عند الله تعالى، لأن ذلک یقتضى ان یختار الله تعالى أحسن الألوان لولیه، فرأى الفضل فى المنام الامام العسکرى (علیهالسلام) و قال له الامام.
«ان الله تعالى اختار لى هذه اللون، و لا یقع ذم و لا لوم على فعل خارج عن اختیار العبد، و لسنا نتعب بالأعمال التى تتعب الناس، بسبب قوة الروح و تصرفها فى البدن.
1) یستفاد من هذا الکلام ان الامام العسکرى (علیهالسلام) کان أسمر اللون.
2) رجال الکشى / 481.