جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

داود بن القاسم (أبوهاشم الجعفرى)

زمان مطالعه: 11 دقیقه

کان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادى و الامام العسکرى و صاحب الأمر (علیهم‏السلام) و قد ذکرناه فى کتاب (الامام الجواد) و (الامام الهادى).

کان من أهل بغداد، و کان جلیل القدر، عظیم المنزلة عند الأئمة (علیهم‏السلام) و یروى عن الأئمة الذین عاصرهم أحادیث و کرامات و معاجز کثیرة.

و فى التهذیب: بسنده عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: قال لى أبومحمد: الحسن بن على (العسکرى) علیه‏السلام: قبرى بسر من رأى أمان لأهل الجانبین (1).

و فى (الکافى) بسنده عن ابى‏هاشم الجعفرى قال: قلت لأبى محمد [الحسن] (علیه‏السلام): جلالتک تمنعنى من مسألتک، فتأذن لى أن أسألک؟ فقال: سل، قلت: یا سیدى هل لک ولد؟ فقال: نعم، فقلت: فان حدث بک حدث فأین أسأل عنه؟ قال: بالمدینة (2).

و فى (الکافى) أیضا بسنده عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: شکوت الى أبى‏محمد (علیه‏السلام) الحاجة، فحک بسوطه الأرض، قال: و أحسبه غطاه بمندیل، و أخرج خمسمائة دینار فقال: یا اباهاشم خذ، و اعذرنا (3).

و فى (الکافى) أیضا: عن اسحاق قال: حدثنى أبوهاشم الجعفرى قال: شکوت الى أبى‏محمد ضیق الحبس، و کتل القید (4) فکتب الى: أنت تصلى الیوم الظهر فى منزلک.

فاخرجت وقت الظهر، فصلیت فى منزلى کما قال (علیه‏السلام)؛

و کنت مضیقا فأردت أن أطلب منه دنانیر فى الکتاب، فاستحییت، فلما صرت الى منزلى وجه الى بمائة دینار، و کتب الى: اذا کانت لک حاجة فلا تستحى و لا تحتشم، و اطلبها، فانک ترى ما تحب ان شاء الله (5).

و أما أحادیثه عن الامام العسکرى (علیه‏السلام) فقد روى فى الکافى بسنده عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: دخلت على أبى‏محمد (العسکرى) یوما، و أنا ارید أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرک به، فجلست، و انسیت ما جئت له؛

فلما ودعت و نهضت، رمى الى بالخاتم، فقال: أردت فضة فأعطیناک خاتما، ربحت الفص و الکرا (أى اجرة الصائغ).

هناک الله یا اباهاشم، فقلت: یا سیدى، أشهد أنک ولى الله و امامى الذى أدین الله بطاعته. فقال: غفر الله لک یا اباهاشم (6).

و فى الکافى أیضا: بسنده عن اسحاق بن محمد النخعى عن أبى‏هاشم داود بن القاسم الجعفرى قال: کنت عند أبى‏محمد (العسکرى) علیه‏السلام، فاستؤذن لرجل – من أهل الیمن – علیه، فدخل رجل عبل (أى ضخم) طویل، جسیم، فسلم علیه بالولایة (أى قال: السلام علیک یا ولى الله) أو (السلام علیک یا مولاى) فرد علیه بالقبول، و أمره بالجلوس، فجلس ملاصقا لى.

فقلت – فى نفسى -: لیت شعرى من هذا؟ فقال أبومحمد (علیه‏السلام): هذا من ولد الأعرابیة، صاحبة الحصاة التى طبع آبائى (علیهم‏السلام) فیها بخواتیمهم فانطبعت، و قد جاء بها، معه، یرید أن أطبع فیها؛

ثم قال: هاتها. فأخرج حصاة، و فى جانب منها موضع أملس، فأخذها أبومحمد (علیه‏السلام) ثم أخرج خاتمه، فطبع فیها فانطبع، فکأنى ارى نقش خاتمه الساعة: «الحسن بن على».

فقلت – للیمانى -: رأیته قبل هذا قط؟ قال: لا والله، و انى لمنذ دهر حریص على رؤیته، حتى کأن الساعة أتانى شاب لست أراه فقال لى: قم فادخل. فدخلت؛

ثم نهض الیمانى، و هو یقول: «رحمة الله و برکاته علیکم أهل البیت، ذریة بعضها من بعض، أشهد بالله أن حقک لواجب کوجوب حق أمیرالمؤمنین (علیه‏السلام) و الأئمة من بعده، صلوات الله علیهم أجمعین» (7).

ثم مضى، فلم أره بعد ذلک.

قال: اسحاق: قال أبوهاشم الجعفرى: و سألته عن اسمه؟ فقال: اسمى: مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم‏غانم، و هى الأعرابیة الیمانیة، صاحبة الحصاة التى طبع فیها أمیرالمؤمنین (علیه‏السلام) و السبط، الى وقت أبى‏الحسن (أى الامام الهادى) علیه‏السلام (8).

و فى اعلام الورى:

و قال ابوهاشم الجعفرى فى ذلک:

بدرب الحصا مولى لنا یختم الحصى‏++

له الله أصفى بالدلیل و أخلصا

و أعطاه آیات الامامة کلها++

کموسى، و فلق البحر و الید و العصا

و ما قمص الله النبیین حجة++

و معجزة، الا الوصیین قمصا

فمن کان مرتابا بذاک فقصره‏++

من الأمر: أن یتلو الدلیل و یفحصا

قال أبوعبدالله بن عیاش: هذه ام‏غانم صاحبة الحصاة غیر تلک صاحبة الحصاة، و هى ام‏الندى، حبابة بنت جعفر الوالبیة الأسدیة، و هى غیر صاحبة الحصاة الاولى التى طبع فیها رسول الله (صلى الله علیه و آله) و أمیرالمؤمنین، فانها ام‏سلیم، و کانت وارثة الکتب، فهن ثلاث، و لکل واحدة منهن خبر، قد رویته و لم اطل الکتاب بذکره (9).

و عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: کنت عند أبى‏محمد (علیه‏السلام) فقال:

«اذا قام القائم [الامام المهدى] أمر بهدم المنائر و المقاصیر التى فى المساجد» فقلت: – فى نفسى -: لأى معنى هذا؟ فأقبل على فقال: «معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم یبنها نبى و لا حجة [امام]». (10).

و عن ابى‏هاشم الجعفرى أیضا قال: سمعت أبامحمد (علیه‏السلام) یقول:

«من الذنوب التى لا تغفر: قول الرجل: «لیتنى لا اؤاخذ الا بهذا».

فقلت – فى نفسى -: ان هذا لهو الدقیق (11) و قد ینبغى للرجل أن یتفقد من نفسه کل شى‏ء.

فأقبل على فقال: صدقت – یا أباهاشم – الزم ما حدثتک نفسک، فان الاشراک – فى الناس – أخفى من دبیب النمل على الصفاء (12) فى اللیلة الظلماء، و من دبیب الذر على المسح الأسود (13) (10).

و عن أبى‏هاشم الجعفرى أیضا قال: سمعت أبامحمد یقول:

«ان فى الجنة لبابا یقال له: (المعروف) لا یدخله الا أهل المعروف».

فحمدت الله – فى نفسى – و فرحت بما أتکلفه من حوائج الناس: فنظر الى أبومحمد و قال:.

«نعم، فدم (14) على ما أنت علیه، فان أهل المعروف – فى الدنیا – هم أهل المعروف فى الآخرة، جعلک الله منهم – یا اباهاشم – و رحمک» (15).

و عن أبى‏هاشم أیضا قال: سمعت أبامحمد یقول: «بسم الله الرحمن الرحیم: أقرب الى اسم الله الأعظم من سواد العین الى بیاضها» (15).

و عن أبى‏هاشم أیضا: سئل أبومحمد: ما بال المرأة المسکینة الضعیفة تأخذ سهما واحدا [فى الارث] و یأخذ الرجل سهمین؟

فقال: «ان المرأة لیست علیها جهاد و لا نفقة، و لا علیها معقلة (16) انما ذلک على الرجل».

فقلت – فى نفسى -: قد کان قیل لى: ان ابن أبى‏العوجاء سأل أباعبدالله [الصادق] عن هذه المسألة، فأجابه بهذا الجواب.

فأقبل – أبومحمد – على فقال: «نعم، هذه مسألة ابن أبى‏العوجاء، و الجواب منا واحد، اذا کان معنى المسألة واحدا، جرى لآخرنا ما جرى لأولنا، و أولنا و آخرنا فى العلم سواء، و لرسول الله (علیه و آله السلام) و لأمیرالمؤمنین فضلهما» (17).

و عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: کتب بعض موالیه [الامام العسکرى]

یسأله أن یعلمه دعاء فکتب الیه: ادغ بهذا الدعاء:

«یا أسمع السامعین، و یا أبصر المبصرین، و یا عز الناظرین، و یا أسرع الحاسبین و یا أرحم الراحمین، و یا أحکم الحاکمین، صل على محمد و ال محمد، و أوسع لى فى رزقى، و مد لى فى عمرى، و امنن على برحمتک، و اجعلنى ممن تنتصر به لدینک، و لا تستبدل بى غیرى».

قال أبوهاشم: فقلت – فى نفسى -: اللهم اجعلنى فى حزبک و فى زمرتک.

فأقبل على أبومحمد فقال: «أنت فى حزبه و فى زمرته، اذ کنت بالله مؤمنا و لرسوله مصدقا، و لأولیائه عارفا، و لهم تابعا، فابشر ثم ابشر» (18).

و قال أبوهاشم: سمعت أبامحمد یقول: «ان لکلام الله فضلا على الکلام کفضل الله على خلقه، و لکلامنا فضل على کلام الناس کفضلنا علیهم» (18).

و عن أبى‏هاشم – داود بن القاسم – الجعفرى قال: سألت أبامحمد عن قول الله (عزوجل): «ثم أورثنا الکتاب الذین اصطفینا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخیرات باذن الله» (19) قال [الامام]: کلهم من آل محمد؛

الظالم لنفسه الذى لا یقر بالامام؛

فدمعت عینى، و جعلت افکر فى نفسى فى عظم ما أعطى الله آل محمد (على محمد و اله السلام) فنظر الى أبومحمد فقال: «الأمر أعظم مما حدثتک نفسک من عظیم شأن آل محمد فاحمد الله، فقد جعلت متمسکا بحبلهم، تدعى یوم القیامة بهم، اذا دعى کل اناس بامامهم، فابشر یا أباهاشم فانک على خیر» (20).

و عن أبى‏هاشم قال: سأل محمد بن صالح الأرمنى [من] أبى‏محمد عن قول الله: «یمحو الله ما یشاء و یثبت و عنده ام الکتاب»؟ (21).

فقال أبومحمد: «هل یمحو الا ما کان، و هل یثبت الا ما لم یکن؟».

فقلت – فى نفسى -: هذا خلاف ما یقول هشام بن الحکم: لا یعلم [الله] الشى‏ء حتى یکون! فنظر الى أبومحمد فقال: «تعالى الجبار الحاکم العالم بالأشیاء قبل کونها، الخالق اذ لا مخلوق، و الرب اذ لا مربوب، و القادر قبل المقدور علیه».

فقلت: «أشهد أنک ولى الله و حجته، و القائم بقسطه، و أنک على منهاج أمیرالمؤمنین و علمه» (20).

و عن أبى‏هاشم أیضا: قال: کنت عند أبى‏محمد فسأله محمد بن صالح الأرمنى عن قول الله: «و اذ أخذ ربک من بنى‏آدم من ظهورهم ذریتهم، و أشهدهم على أنفسهم ألست بربکم قالوا بلى شهدنا» (22) قال أبومحمد: «ثبتت المعرفة، و نسوا ذلک الموقف، و سیذکرونه، و لولا ذلک لم یدر أحد من خالقه و لا من رازقه».

قال أبوهاشم: فجعلت أتعجب – فى نفسى – من عظیم ما أعطى الله ولیه، و جزیل ما حمله، فأقبل – أبومحمد – على فقال:

«الأمر أعجب مما عجبت منه – یا أباهاشم – و أعظم! ما ظنک بقوم من عرفهم عرف الله، و من أنکرهم أنکر الله، فلا مؤمن الا و هو بهم مصدق، و بمعرفتهم موقن» (20).

و عن أبى‏هاشم ایضا قال: سأل محمد بن صالح الأرمنى [من] أبى‏محمد عن قول الله: «لله الأمر من قبل و من بعد»؟ (23) فقال أبومحمد:

«له الأمر من قبل أن یأمر به، و له الأمر من بعد أن یأمر بما یشاء».

فقلت – فى نفسى -: هذا قول الله: «ألا: له الخلق و الأمر تبارک الله رب العالمین» (24) قال: فنظر الى و تبسم ثم قال: «ألا: له الخلق و الأمر تبارک الله رب العالمین» قلت: أشهد أنک حجة الله و ابن‏حجته فى خلقه» (25).

و حدث أبوهاشم داود بن القاسم الجعفرى قال: کنت فى الحبس المعروف بحبس حسیس فى الجوسق الأحمر، أنا و الحسن بن محمد العقیقى، و محمد بن ابراهیم العمرى، و فلان و فلان، اذ دخل علینا أبومحمد: الحسن و أخوه جعفر [الکذاب] فخففنا له (26).

و کان المتولى لحبسه صالح بن وصیف، و کان معنا فى الحبس رجل جمحى (27) یقول [یدعى] انه علوى.

قال [أبوهاشم]: فالتفت أبومحمد فقال: «لولا أن فیکم من لیس منکم لأعلمتکم متى یفرج عنکم» و أومأ الى الجمحى أن یخرج، فخرج.

فقال أبومحمد: هذا لیس منکم [من الشیعة] فاحذروه، فان فى ثیابه قصة [تقریرا] قد کتبها الى السلطان، یخبره فیها بما تقولون فیه [السلطان].

فقام بعضهم ففتش ثیابه فوجد القصة [التقریر] یذکرنا فیها بکل عظیمة!! «و یعلمه [السلطان] أنا نرید أن ننقب الحبس و نهرب» (28).

و کان الحسن (علیه‏السلام) یصوم، فاذا أفطر أکلنا معه من طعام کان یحمله غلامه الیه فى جونة (29) مختومة، و کنت أصوم معه؛

فلما کان ذات یوم ضعفت [عن الصوم] فأفطرت فى بیت [مکان] آخر على کعکة (30) و ما شعر – و الله – به أحد، ثم جئت فجلست معه.

فقال [الامام] لغلامه: أطعم أباهاشم شیئا فانه مفطر! فتبسمت فقال: ما یضحکک یا أباهاشم؟ اذا أردت القوة فکل اللحم، فان الکعک لا قوة فیه.

فقلت: صدق الله و رسوله و أنتم. فقال لى: افطر ثلاثا، فان المنة (31) لا ترجع – اذا انهکها الصوم – فى أقل من ثلاث [ایام].

فلما کان الیوم الذى اراد الله أن یفرج عنه جاء الغلام فقال: یا سیدى! أحمل فطورک؟ (32) فقال: احمل، و ما أحسب أنا نأکل منه!

فحمل الغلام الطعام للظهر، و اطلق عنه عند العصر – و هو صائم – فقال: کلوا هنأکم الله (33).

و عن أبى‏هاشم: خطر ببالى أن القرآن مخلوق أم غیر مخلوق؟ فقال أبومحمد (علیه‏السلام): یا أباهاشم! الله خالق کل شى‏ء، و ما سواه مخلوق (34).

اقول: لقد ذکرنا فى (کتاب الامام الهادى) بحثا حول هذه المحنة العقائدیة التى ابتلى بها بعض المسلمین.

و عن أبى‏هاشم الجعفرى قال: لما مضى أبوالحسن [الهادى] علیه‏السلام صاحب العسکر اشتغل أبومحمد: ابنه بغسله و شأنه.

و أخرج بعض الخدم الى أشیاء احتملوها من ثیاب و دراهم و غیرهما.

فلما فرغ أبومحمد من شأنه [أبیه] صار الى مجلسه فجلس، ثم دعا اولئک الخدم فقال: ان صدقتمونى فیما أسألکم عنه فأنتم آمنون من عقوبتى، و ان أصررتم على الجحود دللت على کل ما أخذه کل واحد منکم، و عاقبتکم عند ذلک بما تستحقونه منى؛

ثم قال: یا فلان أخذت کذا و کذا، و أنت یا فلان أخذت کذا و کذا قالوا: نعم.

قالوا فردوه، فذکر لکل واحد منهم ما أخذه و صار الیه، حتى ردوا

جمیع ما أخذوه (35).

و فى (الخرائج): روى أبوهاشم أنه رکب أبومحمد [العسکرى] علیه‏السلام یوما الى الصحراء فرکبت معه، فبینما یسیر قدامى و أنا خلفه، اذ عرض لى فکر فى دین کان على، قد حان أجله [حضر وقت أدائه] فجعلت افکر فى أى وجه قضاؤه؟ [کیفیة اداء الدین] فالتفت [الامام] الى و قال: «الله یقضیه».

ثم انحنى على قربوس سرجه، فخط بسوطه خطة فى الأرض فقال: یا أباهاشم انزل فخذه، و اکتم.

فنزلت و اذا سبیکة ذهب. قال: فوضعتها فى خفى، و سرنا.

فعرض لى الفکر فقلت: ان کان فیها تمام الدین، و الا فانى ارضى صاحبه بها [السبیکة] و یجب أن ننظر فى وجه نفقة الشتاء، و ما نحتاج الیه فیه من کسوة و غیرها، فالتفت الى، ثم انحنى ثانیة، فخط بسوطه مثل الاولى، ثم قال: انزل و خذ، و اکتم.

قال: فنزلت، فاذا سبیکة [فضة] فجعلتها فى الخف الآخر، و سرنا یسیرا ثم انصرف الى منزله، و انصرفت الى منزلى؛

فجلست و حسبت ذلک الدین، و عرفت مبلغه، ثم وزنت سبیکة الذهب فخرج بقسط ذلک الدین، ما زادت و لا نقصت، ثم نظرت ما نحتاج الیه لشتوتى (36) من کل وجه، فعرفت مبلغه الذى لم یکن بد منه على الاقتصاد بلا تقتیر و لا اسراف ثم وزنت سبیکة الفضة، فخرجت على ما قدرته ما زادت و لا نقصت (37) (38).

و روى السید ابن طاووس فى (مهج الدعوات) عن على بن محمد بن

زیاد الصیمرى، عن أبى‏هاشم قال: کنت محبوسا عند أبى‏محمد، فى حبس المهتدى، فقال لى:«یا أباهاشم ان هذا الطاغى أراد أن یعبث بالله عزوجل فى هذه اللیلة، و قد بتر الله عمره، و جعله للمتولى بعده، و لیس لى ولد، و سیرزقنى الله ولدا بکرمه و لطفه».

فلما أصبحنا شغب (سعت خ ل) الأتراک على المهتدى، و أعانهم العامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال و القدر، و قتلوه، و نصبوا مکانه المعتمد، و بایعوا له؛

و کان المهتدى قد صحح العزم على قتل أبى‏محمد (علیه‏السلام) فشغله الله بنفسه حتى قتل و مضى الى ألیم عذاب الله (39).

و فى کتاب (حدیقة الشیعة) قال:

حدثنا سیدنا المرتضى ابن الداعى الحسینى الرازى (رحمة الله علیه) عن الشیخ المفید (رضوان الله علیه) عن أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید، عن أبیه محمد بن الحسن، عن سعید (سعد) بن عبدالله عن عبدالجبار: ان الامام العسکرى (علیه‏السلام) خاطب أباهاشم الجعفرى فقال:

یا أباهاشم! سیأتى زمان على الناس وجوههم ضاحکة مستبشرة، و قلوبهم مظلمة منکدرة السنة فیهم بدعة، و البدعة فیهم سنة، المؤمن بینهم محقر، و الفاسق بینهم موقر، امراؤهم جاهلون جائرون، و علماؤهم فى أبواب الظلمة سائرون؛

أغنیاؤهم یسرقون زاد الفقراء، و أصاغرهم یتقدمون على الکبراء، و کل جاهل عندهم: خبیر، و کل محیل عندهم: فقیر، لا یتمیزون (40) بین المخلص و المرتاب، و لا یعرفون الضأن من الذئاب؛

علماؤهم: شرار خلق الله على وجه الأرض، لأنهم یمیلون الى الفلسفة و التصوف، و أیم الله! انهم من أهل العدول و التحرف.

یبالغون فى حب مخالفینا، و یضلون شیعتنا و موالینا، فان نالوا منصبا لم یشبعوا عن الرشاء، و ان خذلوا عبدوا الله على الریاء.

ألا: انهم قطاع طریق المؤمنین، و الدعاة الى نحلة الملحدین، فمن أدرکهم فلیحذرهم، و لیصن دینه و ایمانه».

ثم قال: یا أباهاشم! هذا ما حدثنى أبى عن آبائه، عن جعفر بن محمد (علیهم‏السلام) و هو من اسرارنا، فاکتمه الا عن أهله» (41).

و روى الشیخ الطوسى فى (الغیبة) عن سعد بن عبدالله قال:

حدثنى جماعة منهم: – أبوهاشم داود بن القاسم الجعفرى، و القاسم بن محمد العباسى و محمد بن عبیدالله، و محمد بن ابراهیم العمرى، و غیرهم ممن کان حبس بسبب قتل عبدالله بن محمد العباسى – أن أبامحمد (علیه‏السلام) و أخاه جعفرا دخلا علیهم لیلا قالوا:

کنا لیلة من اللیالى جلوسا نتحدث ان سمعنا حرکة باب السجن، فراعنا ذلک و کان أبوهاشم علیلا، فقال – لبعضنا -: اطلع و انظر ما ترى؟

فاطلع الى موضع الباب، فاذا الباب قد فتح، و اذا هو برجلین قد ادخلا الى السجن، و رد الباب و اقفل.

فدنا منهما فقال: من أنتما؟ (42) فقال: انا الحسن بن على، و هذا جعفر بن على فقال لهما: جعلنى الله فداکما! ان رأیتما أن تدخلا البیت [الذى فى السجن].

و بادر [الرجل] الینا و الى أبى‏هاشم، فأعلمنا، و دخلا [الامام و اخوه] فلما نظر الیهما أبوهاشم قام عن مضربة (43) کانت تحته، فقبل وجه أبى‏محمد (علیه‏السلام) و أجلسه علیها، و جلس جعفر قریبا منه، فقال جعفر: و اشطناه – بأعلى

صوته – یعنى جاریة له [یقصد جاریة له اسمها شطن].

فزجرة أبومحمد (علیه‏السلام) و قال له: اسکت.

و انهم رأوا فیه آثار السکر، و أن النوم غلبه و هو جالس معهم، فنام على تلک الحال (44).


1) التهذیب ج 6 / 93 حدث 176.

2) الکافى ج 1 / 328.

3) الکافى ج 1 / 507.

4) و فى نسخة (کلب القید) و هو مسماره الذى یشد به.

5) الکافى ج 1 / 508.

6) الکافى ج 1 / 512.

7) و فى (اعلام الورى): و الیک انتهت الحکمة و الامامة، و انک ولى الله الذى لا عذر لأحد فى الجهل به.

8) الکافى ج 1 / 347.

9) اعلام الورى للطبرسى / 302.

10) غیبة الطوسى / 123.

11) لعل المقصود من الدقیق – هنا -: الشى‏ء الخفى الذى لا یکاد یفهمه الأذکیاء، أو التدقیق فى المحاسبة.

12) الصفاء: الحجر الأملس.

13) المسح – بکسر المیم -: کساء معروف.

14) أمره بالمداومة.

15) کشف الغمة ج 2 / 420.

16) المعقلة و العقل: دیة المقتول خطأ و العاقلة هم أقارب القاتل عن طریق أبیه کالاخوة و الأعمام و أولادهم، و هم یتحملون دیة المقتول خطا عن القاتل.

17) کشف الغمة ج 2 / 421 و (اعلام الورى) 355.

18) کشف الغمة ج 2 / 421.

19) سورة فاطر 35: 32.

20) کشف الغمة ج 2 / 419.

21) سورة الرعد 13: 39.

22) سورة الأعراف 7: 172.

23) سورة الروم 30: 4.

24) سورة الأعراف 7: 54.

25) کشف الغمة ج 2 / 420 و الخرائج.

26) خففنا له: أسرعنا الى خدمته. و فى نسخة: فحففنا به.

27) جمحى: منسوب الى جمح و هو ابوبطن من قریش.

28) بین القوسین من کتاب (الخرائج).

29) الجونة: السفط المغشى بالجلد.

30) الکعکة: مفردة الکعک.

31) المنة – بضم المیم -: القوة.

32) الفطور – بفتح الفاء – ما یفطر به.

33) کشف الغمة ج 2 / 432.

34) مناقب ابن‏شهرآشوب ج 4 / 436.

35) الخرائج و الجرائح ج 1 / 420.

36) أى لشتائى.

37) أى کان وزن السبیکة و قیمتها بمقدار المال الذى قدرته لتکالیف الشتاء.

38) الخرائج و الجرائح ج 1 / 421، ح 2.

39) مهج الدعوات / 275.

40) هکذا وجدنا فى المصدر، و لعل الأصح: لا یمیزون.

41) حدیقة الشیعة / 592.

42) فى المصدر: فقال أحدهما: نحن قوم من الطالبیة، حبسنا فقال: من أنتما.

43) المضربة – بفتح المیم – فرش مصنوع من القطن.

44) غیبة الطوسى / 136.