المشهور عند الأطباء القدامى: أن الانسان اذا حدثت له حادثة مؤلمة
لقلبه، تشتد حرارة قلبه، و لا یکفى الهواء الموجود فى الرئتین لتخفیف حرارة القلب، فیضطر الانسان – بفطرته – الى أن یشق جیبه (فتحة الثوب على الصدر) حتى یصل الهواء الى قلبه من الخارج.
ان مصیبة شهادة الامام الهادى (علیهالسلام) من حیث الکیفیة و الزمان و المکان کانت شدیدة التأثیر على قلب الامام العسکرى (علیهالسلام).
فلقد قضى والده نحبه مسموما، و لم یمت حتف أنفه، و فى سن الکهولة لا الشیخوخة، و بلاد الغربة المحاطة بالأعداء الألداء، لا فى وطنه و مسقط رأسه؛
و کانت حیاته ملیئة بالمآسى و المکاره، و أنواع الأذى و الاهانة، و انتهت تلک الحیاة بدس السم الیه، أفلا تعظم هذه الفاجعة على قلب الامام العسکرى (علیهالسلام) بحیث یلتهب قلبه من صدمة الواقعة؟
افلا یحق له أن یشق جیبه من شدة المصیبة؟
و لا ینافى هذا العمل الصبر فى المصیبة، و التسلیم أمام المقدرات، فان المطلوب من الانسان المفجوع أن لا یتکلم بکلام فیه سخط الله تعالى، و اما اظهار آثار الفاجعة على النفس فلا مانع منه.