کان من أصحاب الامام العسکرى (علیهالسلام) و قد روى للامام العسکرى (علیهالسلام) معجزة طى الأرض، و قد ذکرنا شیئا من هذا الحدیث فى ترجمة ابراهیم بن اسماعیل الجرجانى من هذا الکتاب، و هنا نذکر الحدیث کله، عن (کشف الغمة):
عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن الشریف الجرجانى، قال: حججت سنة فدخلت على أبىمحمد (علیهالسلام) بسر من رأى، و قد کان أصحابنا حملوا معى شیئا من المال، فأردت أن أسأل (الامام) الى من أدفعه؟ فقال – قبل أن أقول ذلک -: ادفع ما معک الى المبارک خادمى.
قال: ففعلت، و خرجت و قلت: ان شیعتک بجرجان یقرأون علیک السلام قال: أولست منصرفا بعد فراغک من الحج؟ قلت: بلى.
قال: فانک تصیر الى جرجان من یومک هذا الى مائة و سبعین (تسعین خ ل) یوما و تدخلها (أى جرجان) یوم الجمعة لثلاث لیال یمضین من شهر ربیع الآخر فى أول النهار، و أعلمهم أنى اوافیهم فى ذلک الیوم، فى آخر النهار، و امض راشدا فان سیسلمک، و یسلم ما معک، فتقدم على أهلک و ولدک، و یولد لولدک الشریف ابن فسمه الصلت بن الشریف بن جعفر بن الشریف، و سیبلغ الله به، و یکون من أولیائنا؛
فقلت: یابن رسول الله، ان ابراهیم بن اسماعیل الخلنجى الجرجانى و هو من شیعتک کثیر المعروف الى أولیائک، یخرج الیهم فى السنة من ماله أکثر من مائة ألف درهم، و هو أحد المتقلبین فى نعم الله بجرجان.
فقال: شکر الله، – لأبى اسحاق: ابراهیم بن اسماعیل – صنیعه الى شیعتنا و غفر له ذنوبه، و رزقه ذکرا سویا، قائلا بالحق، فقل له: یقول لک الحسن بن على: سم ابنک أحمد؛
فانصرفت من عنده، و ححجت، فسلمنى الله حتى وافیت جرجان یوم الجمعة فى أول النهار لثلاث لیال مضین من شهر ربیع الآخر، على ما ذکره (علیهالسلام).
و جاءنى أصحابنا یهنؤنى، فأعلمتهم أن الامام (علیهالسلام) وعدنى أن یوافیکم فى آخر هذا الیوم، فتأهبوا لما تحتاجون الیه، و أعدوا مسائلکم و حوائجکم کلها.
فلما صلوا الظهر و العصر، اجتمعوا کلهم فى دارى، فوالله ما شعرنا الا وافانا أبومحمد (علیهالسلام) فدخل الینا، و نحن مجتمعون، فسلم هو أولا علینا فاستقبلناه، و قبلنا یده، ثم قال:
انى کنت وعدت جعفر بن الشریف أن اوافیکم فى آخر هذا الیوم، فصلیت الظهر و العصر بسر من رأى، و صرت الیکم لا جدد بکم عهدا، و ها أنا قد جئتکم الآن، فاجمعوا مسائلکم و حوائجکم کلها؛
فأول من ابتدأ (انتدب خ ل) لمسألته: النضر بن جابر، قال: یابن رسول الله ان ابنى جابرا اصیب ببصره منذ شهر، فادع الله له أنى یرد الیه عینیه.
قال: فهاته. فمسح بیده على عینیه، فعاد بصیرا.
ثم تقدم رجل فرجل، یسألونه حوائجهم، فأجابهم الى کل ما سألوه، حتى قضى حوائج الجمیع، و دعا لهم بخیر، فانصرف من یومه ذلک (1).
أقول: ان دار جعفر بن الشریف التى حضر فیه الامام العسکرى (علیهالسلام) صارت مسجدا.
1) کشف الغمة ج 2 / 427.