جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التحصین الاقتصادی

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

عرفنا ممّا ذکر أن التحصین الاقتصادی هو أحد الأهداف المنظورة فی تخطیط أهل البیت(علیهم السلام) للجماعة الصالحة التی أرادوا لها أن تستقل فی کیانها وتبتعد عن عوامل الضعف والانهیار التی تفرضها الظروف السیاسیة أو الاقتصادیة العامة.

ولنظام الوکلاء دور مهم فی هذا التحصین، کما أن الإمام(علیه السلام) بنفسه کان یباشر قضاء حوائجهم المادیة فی جملة من الأحیان.

دخل أبو عمرو عثمان بن سعید وأحمد بن اسحاق الأشعری وعلیّ بن جعفر الهمدانی على أبی الحسن العسکریّ فشکا إلیه أحمد بن إسحاق دیناً علیه، فقال: یا أبا عمر ـ وکان وکیله ـ إدفع إلیه ثلاثین ألف دینار والى علیّ بن جعفر ثلاین ألف دینار وخذ أنت ثلاثین ألف دینار(1)

وعن أبی هاشم قال: شکوت إلیه قصور یدی فأهوى بیده الى رمل کان علیه جالساً فناولنی منه کفّاً وقال: اتّسع بهذا. فقلت لصایغ: اسبک هذا فسبکه وقال: ما رأیت ذهباً أشدّ حمرة منه(1)

وعن عبدالله بن عبدالرحمن الصّالحی أنّه شکا أبوهاشم الى أبی الحسن(علیه السلام) ما لقى من السوق إلیه إذا انحدر من عنده الى بغداد وقال: یا سیّدی اُدع الله لی فمالی مرکوب سوى برذونی هذا على ضعفه. قال: قوّاک الله یا أبا هاشم وقوى برذونک. قال: وکان أبو هاشم یصلی الفجر ببغداد والظهر بسر من رأى والمغرب ببغداد إذا شاء(2)

وبهذا نختم الکلام عن الخطوط العامة لدور الإمام(علیه السلام) فی إکمال بناء الجماعة الصالحة وتحصینها واعدادها للدخول الى عصر الغیبة الذی سوف تقترب منه بسرعة.


1) المناقب: 2 / 488.

2) المناقب: 2 / 448.