جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تجنب إثارة الحکام وعمالهم

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

اتّسم سلوک الإمام الهادی(علیه السلام) طوال فترة إمامته بالتجنّب من أیّة إثارة للسلطة بدءً بما فرض علیه من مُؤدّب یتولى أمره ثم الاستجابة لدعوة المتوکل واستقدامه الى سامراء وفسح المجال للتفتیش الذی قد تکرر فی المدینة وسامراء بل تعدى ذلک الى تطمین المتوکل بأنّ الإمام(علیه السلام) لا یقصد الثورة علیه حین استعرض المتوکل قواته وقدرته العسکریة وأحضر الإمام فی هذا الاستعراض لیطلعه على ما یملکه من قوّة لئلاّ یفکر واحد من أهل بیته(علیهم السلام) بالخروج على الخلیفة. وإذا بالإمام الهادی(علیه السلام) یجیبه بأنا لا نناقشکم فی الدنیا نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا علیک شیء ممّا تظن(1)

ولم یحصل المتوکل على أی مستمسک ضد الإمام بالرغم من التفتیش المفاجئ والمتکرر.

وقد لاحظنا کیف یتجنّب الإمام(علیه السلام) مثل هذه الإثارات الى جانب تقدیمه للنصح والارشاد والموعظة للمتوکل.

روى ابن شهرآشوب باسناده عن أبی محمد الفحام أ نّه قال: سأل المتوکل ابن الجهم من أشعر الناس ؟ فذکر الجاهلیة والإسلام. ثم انّه سأل أبا الحسن(علیه السلام)، فقال(علیه السلام) الحمّانی حیث یقول:

لقد فاخرتنا من قریش عصابة++

بمدّ خدود وامتداد أصابع

فلما تنازعنا المقال قضى لنا++

علیهم بما نهوى نداء الصوامع

ترانا سکوتاً والشّهید بفضلنا++

علیهم جهیر الصوت فی کل جامع

فإن رسول الله احمد جدّنا++

ونحن بنوه کالنجوم الطوالع

قال: وما نداء الصوامع یا أبا الحسن ؟

قال: أشهد ان لا إله إلاّ الله، واشهد ان محمداً رسول الله جدّی أم جدّک ؟

فضحک المتوکل ثم قال: هو جدّک لا ندفعک عنه(2)

ولم یبخل الإمام الهادی(علیه السلام) بالإجابة العلمیة فیما کان یشکل علیهم أمره کما لاحظنا، بل تعدّى ذلک الى وصف دواء ناجع لداء عدوّه المتوکل حین أیس من معالجات أطبّائه بالرغم من تظاهره بالعداء للعلویین(3)


1) بحار الأنوار: 50 / 155.

2) أمالی الطوسی: 287 ح 557 ومناقب آل أبی طالب: 4 / 438.

3) راجع الکافی: 1 / 499.