لقد عمت الاُمة فتنة کبرى زمن المأمون والمعتصم والواثق بامتحان الناس بخلق القرآن وکانت هذه المسألة مسألة یتوقف علیها مصیر الاُمة الإسلامیة، وقد بیّن الإمام الهادی (علیه السلام) الرأی السدید فی هذه المناورة السیاسیة التی ابتدعتها السلطة فقد روی عن محمد بن عیسى بن عبید الیقطین أنه قال: کتب علی بن محمد بن علی بن موسى الرضا (علیه السلام) إلى بعض شیعته ببغداد:
«بسم الله الرحمن الرحیم، عصمنا الله وایاک من الفتنة فإن یفعل فاعظم بها نعمة وإلاّ یفعل فهی الهلکة. نحن نرى ان الجدال فی القرآن بدعة اشترک فیها السائل والمجیب فتعاطى السائل ما لیس له وتکلف المجیب ما لیس علیه، ولیس الخالق إلاّ الله وما سواه مخلوق، والقرآن کلام الله لا تجعل له اسماً من عندک فتکون من الضالّین. جعلنا الله وإیاک من الذین یخشون ربهم بالغیب وهم من الساعة مشفقون»(1)
1) أمالی الشیخ الصدوق: 489.