جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مضاعفات الانحراف بعد الرسول

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

لقد واجه الإسلام بعد وفاة النبی (صلى الله علیه وآله) انحرافاً خطیراً فی صمیم التجربة الإسلامیة التی أنشأها هذا النبی العظیم (صلى الله علیه وآله) لاُمته. وهذا الانحراف فی التجربة الاجتماعیة والسیاسیة للأمّة والدولة الإسلامیة کان بحسب طبیعة الاشیاء من المفروض أن یتسع لیتعمق بالتدریج على مرّ الزمن; اذ الانحراف یبدأ بذرة ثمّ تنمو هذه البذرة، وکلما تحققت مرحلة من الانحراف; مهّدت هذه المرحلة لمرحلة أوسع وأرحب.

فکان من المفروض أن یصل هذا الانحراف إلى خط منحن طوال عملیة تاریخیة زمنیة طویلة المدى یصل به إلى الهاویة حین تستمر التجربة الإسلامیة فی طریق منحرف لتصبح ملیئة بالتناقضات من کل جهة، وتصبح عاجزة عن تحقیق الحدّ الأدنى من متطلبات الاُمّة ومصالحها الإسلامیّة.

وحینما یتسلسل الانحراف فی خط تصاعدی فمن المنطقی أن تتعرض التجربة لانهیار کامل ولو بعد زمن طویل. إذن فالدولة الإسلامیة والمجتمع الإسلامی والحضارة الإسلامیة کان من المفروض أن تتعرض کلّها للانهیار الکامل; لأن هذه التجربة حین تصبح ملیئة بالتناقضات وحین تصبح عاجزة عن مواجهة وظائفها الحقیقیة; تصبح عاجزة عن حمایة نفسها; لأن التجربة تکون قد استنفدت إمکانیة البقاء والاستمرار على مسرح التاریخ، کما أن الاُمّة لیست على مستوى حمایتها; لأن الاُمّة لا تجنی من هذه التجربة الخیر الذی تفکّر فیه ولا تحقق عن طریق هذه التجربة الآمال التی تصبو الیها فلا ترتبط بأی ارتباط حیاتی حقیقی معها، فالمفروض أن تنهار هذه التجربة فی مدى من الزمن کنتیجة نهائیة حتمیة لبذرة الانحراف التی غرست فیها.