و اشتدت شوکة بابک و کان معه محمد بن البعیث قد شایعه و عصمه الکردى صاحب مرند فى طاعته فوجه المعتصم طاهر بن ابراهیم… و امره بمحاربة القوم فلما قدم البلد کتب ابنالبعیث الى المعتصم انه فى الطاعة و انه فى التدبیر على بابک و اصحابه ثم مکر بعصمه الکردى صاحب مرند فتزوج ابنته
و صار الى مرند ثم دعاه الى منزله فحمل علیه و على من معه فى الشراب فلما سکروا حملهم فى اللیل الى قلعته التى یقال لها شاهى ثم انفذهم الى المعتصم فاجازه المعتصم و حباه و اعطاه… و وجه الأفشین حیدر بن کاوس الاشروسنى و عقد له على جمیع ما اجتاز به من الاعمال و حملت معه الاموال و خزائن السلاح فلما صار الأفشین الى الجبل أخذ ما کان به من الصعالیک و الوجوه فنفذ فکانت بینه و بین بابک وقائع… و هرب بابک و ستة من اصحابه… فصار الى رجل من البطارقة… فأخذه و کتب الى الافشین بخبره فانفذ فأخذه و کتب بالفتح و بما کان من تدبیره فقرىء الفتح و کتب به الى الاوقاف… و قدم على المعتصم و هو بسر من رأى فتلقاه القواد و الناس على مراحل و دخلها للیلتین خلتا من صفر سنة 223 و بابک بین یدیه على القیل حتى دخل الى المعتصم فأمر بقطع یدى بابک و رجلیه ثم قتله و صلبه بسر من رأى…(1)
1) تاریخ الیعقوبى ج 2 ص 212- 214.
