جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

حزن الشیعة فى مصاب الامام

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

کان الهاشمیون و سائر الشیعة دائما فى قلق و اضطراب من سلامة امامهم الهادى علیه‏السلام، و کان یزید قلقهم حینما کانوا یسمعون أنه حبس مرة أخرى أو احضر، أو هجم علیه لیلا فى بیته، کما هاج بصقر بن دلف أو ابن‏أورمة الاحزان و بکى بکاءا شدیدا حینما دخل على الامام و هو محبوس و قد رأى بحیاله قبر.

قال ابن‏أورمة: فدخلت الدار التى کان فیها محبوسا، فاذا بحیاله قبر یحفر

فدخلت و سلمت و بکیت بکاءا شدیدا.

فقال: ما یبکیک؟

فقلت: لما أرى.

قال: لاتبک لذلک، لا یتم لهم ذلک فسکن ما کان بى…(1)

و کما اضطرب الجعفرى و دخله الحزن الشدید حینما سمع بعلة الامام علیه‏السلام و قال فى شأنه ما أعرب عن شدة ما دخله من الحزن فقال:

ما دت الأرض بى و أدت فؤادى‏++

و اعترتنى موارد العرواء

حین قیل الامام نضو علیل‏++

قلت نفسى فدته کل الفداء

مرض الدین لاعتلالک و++

اعتل و غارت له نجوم السماء

عجبا أن منیت بالداء و السقم‏++

و أنت الامام حسم الداء

أنت آسى الأدواء فى الدین‏++

و الدنیا و محیى الأموات(2)

و اشتد حزن الشیعة حینما وافاهم خبر موته، علیه‏السلام فأسرعوا الى بیته للمشارکه فى هذا المصاب الجلل و الرزیة العظمى.

قال المسعودى: و حدثنا جماعة کل واحد منهم یحکى أنه دخل الدار و قد اجتمع فیها جملة بنى هاشم من الطالبیین و العباسین و اجتمع خلق من الشیعة و لم یظهر عندهم أمر أبى‏محمد علیه‏السلام و لا عرف خبرهم الا الثقات الذین نص أبوالحسن عندهم، فحکوا أنهم کانوا فى مصیبة و حیرة…(3)

و قال الیعقوبى: فلما کثر الناس و اجتمعوا کثر بکاؤهم و ضجتهم، فرد النعش الى داره فدفن فیها…(4)


1) الخرایج و الجرایح، ج 1، ص 411.

2) اعلام الورى، ص 348.

3) اثبات الوصیة، ص 234.

4) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 503.