کان الهاشمیون و سائر الشیعة دائما فى قلق و اضطراب من سلامة امامهم الهادى علیهالسلام، و کان یزید قلقهم حینما کانوا یسمعون أنه حبس مرة أخرى أو احضر، أو هجم علیه لیلا فى بیته، کما هاج بصقر بن دلف أو ابنأورمة الاحزان و بکى بکاءا شدیدا حینما دخل على الامام و هو محبوس و قد رأى بحیاله قبر.
قال ابنأورمة: فدخلت الدار التى کان فیها محبوسا، فاذا بحیاله قبر یحفر
فدخلت و سلمت و بکیت بکاءا شدیدا.
فقال: ما یبکیک؟
فقلت: لما أرى.
قال: لاتبک لذلک، لا یتم لهم ذلک فسکن ما کان بى…(1)
و کما اضطرب الجعفرى و دخله الحزن الشدید حینما سمع بعلة الامام علیهالسلام و قال فى شأنه ما أعرب عن شدة ما دخله من الحزن فقال:
ما دت الأرض بى و أدت فؤادى++
و اعترتنى موارد العرواء
حین قیل الامام نضو علیل++
قلت نفسى فدته کل الفداء
مرض الدین لاعتلالک و++
اعتل و غارت له نجوم السماء
عجبا أن منیت بالداء و السقم++
و أنت الامام حسم الداء
أنت آسى الأدواء فى الدین++
و الدنیا و محیى الأموات(2)
و اشتد حزن الشیعة حینما وافاهم خبر موته، علیهالسلام فأسرعوا الى بیته للمشارکه فى هذا المصاب الجلل و الرزیة العظمى.
قال المسعودى: و حدثنا جماعة کل واحد منهم یحکى أنه دخل الدار و قد اجتمع فیها جملة بنى هاشم من الطالبیین و العباسین و اجتمع خلق من الشیعة و لم یظهر عندهم أمر أبىمحمد علیهالسلام و لا عرف خبرهم الا الثقات الذین نص أبوالحسن عندهم، فحکوا أنهم کانوا فى مصیبة و حیرة…(3)
و قال الیعقوبى: فلما کثر الناس و اجتمعوا کثر بکاؤهم و ضجتهم، فرد النعش الى داره فدفن فیها…(4)
1) الخرایج و الجرایح، ج 1، ص 411.
2) اعلام الورى، ص 348.
3) اثبات الوصیة، ص 234.
4) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 503.