تبین مما سبق ان الامام الهادى علیهالسلام قتل بالسم على ید طاغیة زمانه و لکن اختلف فى من قتله. فقال الصدوق فى رسالته فى الاعتقاد: قتله المتوکل لعنه الله بالسم(1)
و قال الحافظ بن عبدالعزیز: کان فى زمن المنتصر(2) و قال المسعودى(3) و الخطیب(4) و ابنالجوزى(5) و ابنطلحة(6) و ابنالصباغ المالکى(7) و غیرهم: انه قبض فى خلافة المعتز. و قال ابنشهراشوب: انه استشهد فى آخر ملک
المعتمد(8) أقول: لا شک انه علیهالسلام استشهد فى عهد المعتز، و کان هو الذى تولى قتل الامام لا المتوکل و لا المنتصر و لا المعتمد کما اعتقد به الحافظ عبدالعزیز و الصدوق و ابنشهراشوب. و الذى یدل على ذلک: أن المتوکل العباسى قتل فى سنة 247(9) اى سبع سنوات قبل استشهاد الامام الهادى علیهالسلام و المنتصر توفى فى سنة 248(10) اى قبل الامام بست سنین. و بویع للمعتمد العباسى فى سنة 255(11) او 256(12) اى بعد وفاة الامام بسنة او سنتین، فکیف سمه المتوکل أو المنتصر أو المعتمد.
اذا فلم یبق الا قول واحد و هو ما علیه الأکثر من أنه قتل فى عهد المعتز العباسى.
نعم یحتمل الآخذ بقول الصدوق علیه الرحمة حیث قال: و سمه المعتمد، بأن نقول: ان المعتمد العباسى سم الامام الهادى علیهالسلام بأمر أخیه المعتز الذى کان خلیفه فى ذلک الیوم. فکان المعتز هو الآمر و المعتمد المباشر لذلک.
1) الاعتقاد، ص 100.
2) کشف الغمة، ج، ص، مسند الامام الهادى، ص 56.
3) مروج الذهب، ج 4، ص 169.
4) تاریخ بغداد، ج 12، ص 56.
5) تذکرة الخواص، ص 362.
6) مطالب السؤل، ص 88.
7) الفصول المهمة، ص 283.
8) مناقب آل أبىطالب، ج 4، ص 401.
9) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 492.
10) نفس المصدر، ص 493.
11) اثبات الوصیة، ص 238.
12) دولت عباسیان، ص 181.