لقد قرأت فیما مضى فى فصل خلفاء عصره، کیفیة تعاملهم مع الامام الهادى علیهالسلام و اشخاصه الى سامراء و ایذائه و التضیق علیه و حبسه غیر مرة و صدور الأمر بقتله من قبل المتوکل و غیره من الخلفاء و القضاء علیه. کل ذلک یدل بوضوح على أنه علیهالسلام لم یمت بالموت الطبیعى بل تربصوا به الدوائر الى أن قتلوه بالسم.
و یشهد بذلک أولا: شدة الحقد الذى خیم على خلفاء بنى العباس الذى جعلهم أن یرتکبوا أبشع الجرائم و أشنعها بحق العلویین و آل أبىطالب.
و ثانیا: وجود کثرة القتلى من آل أبىطالب فى ذلک العصر من أقوى الدلائل على أنه کان فى قائمتهم للقضاء علیه و قد سرد أسماءهم الأصبهانى فى کتابه مقاتل الطالبین فراجع.
و ثالثا الروایات المرویة عن الحسن و الصادق و الرضا علیهالسلام بأنه ما منا الا مقتول أو شهید(1) أدل دلیل على أنه مقتول بالسم.
و رابعا: تصریح علماءنا، کالصدوق و ابنشهراشوب و بعض المؤرخین من أهل السنة، کابن الجوزى و غیره، بأنه قضى مسموما.
قال ابنشهراشوب: و استشهد مسموما(2) و قال الصدوق: و على بن محمد علیهالسلام قتله المتوکل لعنه الله بالسم.(3) و عن ابنشهراشوب عن الصدوق أیضا: انه سمه المعتمد(4) و قال سبط ابنالجوزى: و کانت وفاته فى أیام المعتز بالله… و قیل انه مات مسموما.(5)
1) اعلام الورى، ص 349، بحارالأنوار، ج 27، ص 217، عیون أخبار الرضا، ج 2، ص 200.
2) مناقب آل أبىطالب، ج 4، ص 401.
3) الاعتقاد للصدوق، ص 100.
4) مناقب آل أبىطالب، ج 4، ص 401، منتهى الأمال، ج 2، ص 385.
5) تذکرة الخواص، ص 362.