و ممن عاصرهم الامام أیام امامته و اقامته فى سامراء هو المستعین أحمد بن
محمد بن محمد المعتصم العباسى. بویع له فى الیوم الذى توفى فیه المنتصر و هو یوم السبت لأربع خلون من شهر ربیع الآخر.(1)
قال الیعقوبى: و لم یؤهل للخلافة، و لکنه لما توفى المنتصر استوحش الأتراک من ولد المتوکل و خشوا سوء العاقبة، فأشار علیهم أحمد بن الخصیب أن یبایعوا أحمد بن محمد المعتصم، فبایعوه، و أنکر بعض القواد البیعة و جرى بین الأتراک و الأبناء، منازعات حتى تحاربوا ثلاثة أیام، ثم ضعف أمر الأبناء، و فرق المستعین فى الناس أموالا کثیرة، و استقامت اموره و غلب على أمره اوتامش الترکى، و شجاع بن القاسم کاتب اوتامش و أحمد بن الخصیب، حتى لم یبق لأحد معهم أمر، ثم تحامل الأتراک على أحمد بن الخصیب فسخط المستعین علیه و نفاه الى المغرب بعد أشهر من ولایته….(2)
و کما وصفه الیعقوبى لنا انه لم یکن أهلا للخلافة، و کان أمره بیده غیره یدیرونه کیف شاءوا، فکثرت الحروب و الاختلافات، و کثر القتل و النهب فى أیامه فى خراسان و سجستان، و الاردن و حمص و الصائفة و أرمینیة و تنوخ و قنسرین و الکوفه و شاهى، و المدینة و مکة و غیره من البلدان.(3) و وثب الجند بسر من رأى مرة بعد مرة و تحاربوا و تحاملوا على اوتامش و قالوا أخذ أرزاقنا و أزال مراتبنا و خرجت عصبة من الأتراک و الموالى الى الکرخ، فخرج الیهم اوتامش لیسکنهم، فقتلوه، و قتلوا کاتبه شجاع بن القاسم ذلک فى شهر ربیع الآخر سنه 249 و نهبت دورهما، فوقع ذلک بموافقه المستعین و کتب الى الآفاق بلعنه.(4)
1) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 494.
2) نفس المصدر.
3) راجع تاریخ الیعقوبى، ج 2 من، ص 495 الى 498.
4) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 496.