و من الخلفاء الذین عاصرهم الامام على بن محمد العسکرى علیهالسلام هو المنتصر العباسى ابنالمتوکل فبویع له فى اللیلة التى قتل أبوه فیها و هى لیلة الأربعاء لأربع خلون من شوال سنه 247.(1)
قال ابنالاثیر: قال بعضهم و ذکر أن المنتصر کان شاور فى قتل أبیه جماعة من الفقهاء و أعلمهم بمذاهبه و حکى عنه امورا قبیحة کرهت ذکرها، فأشاروا بقتله، فکان کما ذکرنا بعضه….(2)
و قیل فى سیرته انه کان کثیر الانصاف، حسن العشرة وأمر الناس بزیارة قبر على و الحسین علیهماالسلام و آمن العلویین و کانوا خائفین أیام أبیه و أطلق وقوفهم، وأمر برد فدک الى ولد الحسین و الحسن ابنى على بن أبىطالب علیهالسلام.
و ذکر ان المنتصر لما ولى الخلافة کان أول ما أحدث أن عزل صالح بن على عن المدینة و استعمل علیها على بن الحسن بن اسماعیل بن العباس بن محمد. قال على: فلما دخلت أودعه قال لى: یا على انى اوجهک الى لحمى و دمى و مد ساعده و قال: الى هذا أوجه بک، فانظر کیف تکون للقوم و کیف تعاملهم – یعنى آل أبىطالب – فقال: أرجوا أن أمتثل أمر أمیرالمؤمنین ان شاء الله تعالى. فقال: اذا تسعد عندى….(3)
قال الیعقوبى: و رکب الى دار العامة و أعطى الجند رزق عشره أشهر، و انصرف من الجعفرى(4) الى سر من رأى، وأمر بتخریب تلک القصور فنقل الناس عنها، عطل تلک المدینة، فصارت خرابا، و رجع الناس الى منازلهم بسر من رأى…(1) و کانت خلافته ستة أشهر، و توفى یوم السبت لأربع خلون من شهر ربیع الآخر سنة 248 و کانت سنة خمسا و عشرین سنة و سته أشهر.(5)
و استظهر المسعودى فى التنبیه و الأشراف: بأنه مات مسموما و قال: و توفى بسر من رأى لأربع خلون من شهر ربیع الآخر و له ثمان عشرون سنة مسموما فیما قیل و أن الموالى لما علموا سوء نیته، و أنه على التدبیر علیهم بادروه بذلک فکانت خلافته سته أشهر و یوما.(6)
1) تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 493.
2) الکامل فى التاریخ، ج 6، ص 148.
3) نفس المصدر، ص 149.
4) مدنیة بناها المتوکل فى الماحوزه على ثلاثه فراسخ من قصر سر من رأى و سماها الجعفریة انظر تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 492.
5) نفس المصدر.
6) التنبیه و الأشراف، ص 314.