لا ریب ان المتوکل العباسى کان واجب القتل من جهات عدیدة منها أنه جرد السیف على آل أبىطالب و قتل کثیرا منهم، و قتل أیضا زائرى الحسین بن على علیهالسلام حقدا منه و حسدا لأهل البیت، منها انه کان شدید البغض و العداوة لعلى بن أبىطالب و کان أحد ندمائه یستهزء بالامام و هو یضحک فروى انه کان أحد ندمائه یسمى بعبادة یتمثل له مثال على و کان یشد بطنه تحت ثیابه مخدة و یکشف رأسه و هو أصلح و یرقص بین یدیه و المغنیون یغنون قد أقبل الأصلح البطین خلیفة المسلمین و اللعین یشرب الخمر و یضحک.
ففعل ذلک یوما و کان المنتصر حاضرا، فأوما الى عبادة یتهد ده فسکت خوفا منه، فقال المتوکل: ما حالک؟ فقام و أخبره.
فقال المنتصر: یا أمیرالمؤمنین ان الذى یحکیه هذا الکلب و یضحک منه الناس، هو ابن عمک و شیخ أهل بیتک و به فخرک، فکل لحمه أنت ما شئت و لا تطعم هذا الکلب و أمثاله منه.
فقال اللعین للمغنین غنوا جمیعا:
غار الفتى لابن عمه++
رأس الفتى فى حرامه(1)
و منها أنه کان یشتم فاطمة ابنة رسول الله صلى الله علیه و آله. و ممن سمع المتوکل یشتم فاطمة ولده المنتصر. فسأل رجلا من الناس عن ذلک، فقال له قد وجب علیه القتل الا أنه من قتل أباه لم یطل عمره.
قال: ما أبالى اذا أطعت الله بقتله، أن لا یطول لى عمر، فقتله و عاش بعده سبعة أشهر.(2)
و قد مر علیک انه شاور الفقهاء فى ذلک فأشاروا بقتله.
فلو کان کباقى الخلفاء لما أشاروا الیه بقتله. و یحتمل ان الذى استشاره المنتصر هو الامام الهادى علیهالسلام و ان لم یثبت ذلک.
لأنه کان یمیل الى العلویین و العباسیین و خصوصا الامام على بن محمد العسکرى علیهالسلام و کان المتوکل یعلم بذلک و یقول له: یا رافضى و یسمى الهادى ربا استهزاءا بالامام علیهالسلام.
روى الطوسى فى الثاقب: بسنده عن المنتصر بن المتوکل، قال زرع والدى الاس فى بستان و أکرمته، فلما استوى الاس کله و حسن، أمر الفراشین أن یفرشوا له على مکان فى وسط البستان و أنا قائم على رأسه، فرفع رأسه الى و قال: یا رافضى سل ربک الا یرد على هذا الأصل الأصفر ماله مرتین، ما ینبغى هذا البستان قدا صفر فانک تزعم أنه یعلم الغیب.
فقلت یا أمیرالمؤمنین انه لیس یعلم الغیب. فأصبحت الى أبىالحسن علیهالسلام من الغد و أخبرته بالاس، فقال: یا بنى امض أنت و احضر الأصل فان تحته جحمة بخرة و اصفراره لبخارها و نتنها.
قال: ففعلت ذلک فواجهته کما قال: یا بنى لا تخبرن أحدا بهذا الا لمن
یحدثک بمثله.(3)
اذا فالمسئلة ثابتة فقهیا بأن من سب النبى أو أحد الأئمة الاثنى عشر أو استهزء بهم فدمه هدر، کما أفتى به جمیع فقهاءنا الامامیه. و الیک بعض النصوص الفقهیه: قال الصدوق: من سب رسول الله أو أمیرالمؤمنین أو أحد من الأئمة صلوات الله علیهم فقد حل دمه من ساعته.(4)
و قال الشیخ الطوسى: و من سب رسول الله أو أحدا من الأئمة صار دمه هدرا و حل لمن سمعه ذلک منه قتله.(5)
1) شجرة طوبى، ص 157.
2) بحارالأنوار، ج 45، ص 396.
3) الثاقب فى المناقب، ص 214 و عنه مسند الامام الهادى، ص 139.
4) الهدایة، 76.
5) النهایة، ص 730.