نقل المؤرخون اخبارات غیبیة عن الامام الهادى علیهالسلام بقتل المتوکل بعد أن استهان به خلال أیام اقامته علیهالسلام فى سامراء و حبسه غیر مرة و ارادة قتله. و فى کل مرة کان الامام یسلم من کیده و فى المرة الأخیرة لما عزم على قتله و سلمه الى على بن کرکر، أو الفتح بن خاقان لیقتله بعد ثلاثه أیام دعا علیه الامام و قتل المتوکل اثر دعاءه بعد ثلاثه أیام.
1 – فى المناقب عن الحسین بن محمد قال: لما حبس المتوکل أباالحسن
و دفعه الى على بن کرکر، قال أبوالحسن علیهالسلام، أنا أکرم على الله من ناقه صالح: تمتعوا فى دارکم ثلاثة أیام وعد غیر مکذوب.(1) قال: فلما کان من الغد أطلقه و اعتذر الیه، فلما کان فى الیوم الثالث وثب علیه باغز و تامش و معلون فقتلوه و أقعدوا المنتصر ولده، خلیفة.(2)
2 – و عن على بن جعفر قال: قلت لأبى الحسن علیهالسلام: أینا أشد حبا لدینه؟
قال: أشدکم حبا لصاحبه فى حدیث طویل ثم قال: یا على ان هذا المتوکل یبنى بین المدینة بناءا لا یتم و یکون هلاکه قبل تمامه على ید فرعون من فراعنة الترک.(3)
3 – و فى عیون المعجزات: و روى أن رجلا من أهل المداین کتب الیه یسأله عما بقى من ملک المتوکل، فکتب علیهالسلام بسم الله الرحمن الرحیم قال تزرعون سبع سنین دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله الا قلیلا مما تحصنون ثم یأتى من بعد ذلک عام فیه یغاث الناس و فیه یعصرون،(4) فقتل فى أول الخامس عشر.(5)
4 – و فى روایة أبىسالم أن المتوکل أمر الفتح بسبه، فذکر له، فقال: قل له: تمتعوا فى دارکم ثلاثه أیام،(6) فأنهى ذلک الى المتوکل، فقال: اقتله بعد ثلاثه أیام، فلما کان فى الیوم الثالث قتل المتوکل و الفتح.(2)
5 – و فى الخرایج أیضا: روى ابوالقاسم البغدادى عن زرارة قال: أراد المتوکل أن یمشى على بن محمد بن الرضا علیهمالسلام یوم السلام. فقال له وزیره: ان فى
هذا شناعة علیک و سوء قالة، فلا تفعل. قال: لابد من هذا. قال: فان لم یکن بد من هذا، فتقدم بأن یمشى القواد و الأشراف کلهم حتى لا یظن الناس أنک قصدته بهذا دون غیره، ففعل، و مشى علیهالسلام و کان الصیف فوافى الدهلیز و قد عرق.
قال: فلقیته فأجلسة فى الدهلیز و مسحت وجهه بمندیل و قلت ابن عمک لم یقصدک بهذا دون غیرک، فلا تجد علیه فى قلبک، فقال: ایها عنک «تمتعوا فى دارکم ثلاثه أیام، ذلک وعد غیر مکذوب»(7) قال زرارة و کان عندى معلم یتشیع کنت کثیرا امازحه بالرافضى، فانصرفت الى منزلى وقت العشاء و قلت: تعال یا رافضى حتى احدثک بشىء سمعته الیوم من امامکم، قال لى و ما سمعت؟ فأخبرته بما قال.
فقال: أقول لک فاقبل نصیحتى.
قلت: هاتها، قال: ان کان على بن محمد قال بما قلت، فاحترز و اخزن کل ما تملکه، فان المتوکل یموت أو یقتل بعد ثلاثه أیام. فغضبت علیه و شتمته طردته من بین یدى فخرج. فلما خلوت بنفسى، تفکرت و قلت: ما یضرنى أن آخذ بالحزم، فان کان من هذا شىء کنت قد أخذت بالحزم و ان لم یکن لم یضرنى ذلک. قال: فرکبت الى دار المتوکل، فأخرجت کل ما کان لى فیها و فرقت کل ما کان فى دارى الى عند أقوام أثق بهم و لم أترک فى دارى الا حصیرا أقعد علیه. فلما کانت اللیلة الرابعة، قتل المتوکل و سلمت أنا و مالى و تشیعت عند ذلک فصرت الیه و لزمت خدمته و سألته أن یدعو لى و توالیته حق الولایة.(8)
1) سورة هود، الآیة 65.
2) مناقب آل أبىطالب، ج 4، ص 407.
3) بحارالأنوار، ج 50، ص 152.
4) سورة یوسف، الایة 47.
5) عیون المعجزات، ص، بحارالأنوار، ج 50، ص 186.
6) سورة هود، الایة 65.
7) سورة هود الآیة 65.
8) بحارالأنوار، ج 50، ص 147.