جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

دعاء الامام على المتوکل

زمان مطالعه: 5 دقیقه

لما علا و اشتد طغیان المتوکل و أمر بسبب الامام و قتله بعد ثلاثة أیام، دعا علیه الامام بدعاء سریعا لاجابة فما دخل الیوم الثالث حتى هجم المنتصر و معه بغا و وصیف و الأتراک على المتوکل فقتلوه و قطعوه و الفتح بن خاقان جمیعا قطعا، حتى لم یعرف أحدهما من الآخر و أزال الله نعمته و مملکته و الدعاء ما رواه ابن طاووس فى مهج الدعوات کما یلى: حدثنا الشریف أبوالحسن محمد بن محمد بن الحسن بن یحیى بن الرضا… حدثنى أبوروح النسائى عن أبى‏الحسن على بن

محمد علیهم‏السلام انه دعا على المتوکل فقال… اللهم انى و فلان بن فلان عبدان من عبیدک نواصینا بیدک، تعلم مستقرنا و مستودعنا، و تعلم منقلبنا و مثوانا، و سرنا و علانیتنا، و تطلع على نیاتنا و تحیط بضمائرنا. علمک بما نبدیه کعلمک بما نخفیه و معرفتک بما نبطنه کمعرفتک بما نظهره، و لا ینطوى عنک شى من امورنا، و لا یستتر دونک حال من أحوالنا.

و لا لنا منک معقل یحصننا و لا حرز یحرزنا، و لا هارب یفوتک منا، و یمتتع الظالم منک بسلطانه و لا یجاهدک عنه جنوده، و یغالبک مغالب بمنعة، و لا یعازک متعزز بکثرة، أنت مدرکه أین ما سلک، و قادر علیه أین لجا، فمعاذ المظلوم منا بک و توکل المقهور منا علیک و رجوعه الیک. و یستغیث بک اذا خذله المغیث، و یستصرخک اذا قعد عنه النصیر، و یلوذ بک اذا نفته الأفنیة، و یطرق بابک اذا أغلقت دونه الأبواب المرتحة، و یصل الیک اذا احتجبت عنه الملوک الغافله، تعلم ما حل به قبل أن یشکوه الیک، و تعرف ما یصلحه قبل أن یدعوک له، فلک الحمد سمعیا بصیرا لطیفا قدیرا.

أللهم انه قد کان فى سابق علمک و محکم قضاءک، و جارى قدرک، و ماضى حکمک، و نافذ مشیئتک فى خلقک أجمعین، سعیدهم و شقیهم و برهم و فاجرهم، ان جعلت لفلان بن فلان على قدرة فظلمنى بها و بغى على لمکانها و تعزز على بسلطانه الذى خولته ایاه و تجبر على بعلو حاله التى جعلتها له و غرة املاءک له و اطفاه حلمک عنه.

فقصدین بمکروه عجزت عن الصبر علیه، و تغمدنى بشر ضعفت عن احتماله، و لم أقدر على الانصار منه لضعفى، و الانتصاف منه لذلى، فوکلته الیک و توکلت فى أمره علیک، و توعدته بعقوبتک و خدرته سطوتک و خوفته نقمتک.

فظن أن حلمک عنه من ضعف، و حسب ان املاک له من عجز، و لم تنهه واحدة

عن اخرى و لا انزجر، عن ثانیة باولى، ولکنه تمادى فى غیه و تتابع فى ظلمه و لج فى عدوانه و استشرى فى طغیانه، جرأة علیک یا سیدى، و تعرضا لسخطک الذى لا ترده عن الظالمین، و قلة اکثرات ببأسک الذى لا تحبسه عن الباغین.

فها أنا ذا یا سیدى مستضعف فى یدیه، مستضام تحت سلطانه، مستذل بعنائه، مغلوب مبغى على مغضوب و جل خائف مروع مقهور، قد قل صبرى و ضاقت حیلتى، و انغلقت على المذاهب الا الیک، و انسدت على الجهات الا جهتک، و التبست على امورى فى دفع مکروهه عنى.

و اشتبهت على الآراء فى ازالة ظلمه، و خذلنى من استنصرته من عبادک، و أسلمنى من تعلقت به من خلقک طرا، و استشرت نصیحى فشار الى بالرغبة الیک، و استرشدت دلیلى فلم یدلنى الا علیک، فرجعت الیک یا مولاى صاغرا راغما مستکینا، عالما، انه لا فرج الا عندک، و لا خلاص لى الا بک انتجز وعدک فى نصرتى و اجابة دعائى.

فانک قلت و قولک الحق الذى لا یرد و لا یبدل و من عاقب بمثل ما عوقب به. ثم بغى علیه لینصرنه الله و قلت جل جلالک و تقدست أسماءک «ادعونى أستجب لکم» و أنا فاعل ما أمرتنى به لا منا علیک، و کیف أمن به و أنت علیه دللتنى.

فصل على محمد و آل محمد فاستجب لى کما وعدتنى، یا من لا یخلف المیعاد، و انى لأعلم یا سیدى ان لک یوما تننقم فیه من الظالم للمظلوم، و أتیقن لک وقتا تاخذ فیه من الغاصب للمغصوب، لأنک لا یسبقک معاند، و لا یخرج عن قبضتک منابذ و لا تخاف فوت فائت، ولکن جزعى وهلعى لا یبلغان بى الصبر على اناک و انتظار حلمک. فقدرتک على یا سیدى و مولاى فوق کل قدرة، و سلطانک غالب على کل سلطان، و معاد کل أحد الیک و ان أمهلته، و رجوع کل ظالم الیک و ان أنظرته، و قد أضرنى یا رب حلمک عن فلان بن فلان، و طول أناتک

له و امهالک ایاه و کاد القنوط یستولى على لولا الثقة بک و الیقین بوعدک. فان کان فى قضاءک النافذ و قدرتک الماضیة أن ینیب أو یتوب أو یرجع عن ظلمى، و یکف مرکوهه عنى و ینتقل عن عظیم ما رکب منى.

فصل اللهم على محمد و آل محمد، و أوقع ذلک فى قلبه الساعة الساعة، قبل ازالة نعمتک التى أنعمت بها على، و تکدیره معروفک الذى صنعته عندى، و ان کان فى علمک به غیر ذلک من مقام على ظلمى.

فأسئلک یا ناصر المظلوم المبغى علیه اجابة دعوتى، فصل على محمد و آل محمد و خذه من مأمنه أخذ عزیز مقتدر، و أفجائه فى غفلته مفاجاة ملیک منتصر به و اسلبه نعمته و سلطانه، و افضض عنه جموعه و أعوانه، و مزق ملکه کل ممزق، و فرق أنصاره کل مغرق، و أعره من نعمتک التى لم یقابلها بالشکر، و انزع عنه سربال عزک الذى لم یجازه بالاحسان.

و اقصمه یا قاصم الجبابرة، و اهلکه یا مهلک القرون، و أبره یا مییر الامم الظالمة، و اخذل یا خاذل الفئات الباغیة، و ابتره عمره، و ابتز ملکه، و عف اثره، و اقطع خبره، و اطف ناره و اظلم نهاره و کور شمسه و ازهق نفسه و اهشم شدته وجب سنامه و ارغم أنفه و عجل حتفه. و لا تدع له جنة الا هتکتها و لا دعامة الا قصمتها، و لا کلمة مجتمعة الا فرقتها و لا قائمة علو الا وضعتها، و لا رکنا الا وهنته و لا سببا الا قطعته، و أرنا أنصاره و جنده و أحبائه و أرحامه عبادید بعد الالفة، و شتى بعد اجتماع الکلمة و مقنعى الرؤس بعد الظهور على الامة، و اشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة و الأفئدة اللهفة و الأمة المتحیرة و البریة الضایعة.

و أول ببواره الحدود المعطلة، و الأحکام المهملة، و السنن الداثرة، و المعالم المغیرة و التلاوات المتغیرة، و الآیات المحرفة و المدارس المهجورة، و المحاریب المجفوة و المساجد المهدومة، و أرح به الأقدام المتعبة و أشبع به الخماص

الساغبة، و أرو به اللهوات اللاغیه، و الأکباد الظامیة و أرح به الأقدام المتعبة.

و اطرق بلیلة لا اخت لها و ساعة لا شفاء منها، و بنکبة لا انتعاش معها، و بعثرة الا اقالة منها، و أبح حریمه و نغص نعیمه، و أره بطشتک الکبرى، و نقمتک المثلى و قدرتک التى هى فوق کل قدرة، و سلطانک الذى هو أغرق من سلطانه، و اغلبه لى بقوتک القویة و مما لک الشدید، و امنعنى منه بمنعتک التى کل خلق فیها ذلیل.

و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره وکله الى نفسه فیما یرید، انک فعال لما ترید و ابرئه من حولک و قوتک، و أحوجه الى حوله و قوته و أذل مکره بمکرک، و ادفع مشیئته بمشیئتک و اسقم جسده و أیتم ولده و انقص أجله و خیب أمله.

و أزل دولته، و أطل عولته، و اجعل شغله فى بدنه، و لا تفکه من حزنه و صیر کیده فى ضلال و أمره الى زوال، و نعمته الى انتقال، و جده فى سقال، و سلطانه فى اضمحلال، و عاقبته الى شر مال، و أمته بغیظه اذا أمته و أبقه لحزنه ان أبقیته، و قنى شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته، و ألمحه لمحة تدمرها علیه، فانک أشد بأسا و أشد تنکیلا، و الحمد لله رب العالمین.(1)


1) مهج الدعوات، ص 265 و عنه مسند الامام الهادى، ص 188.