سجن الامام الهادى علیهالسلام أیام المتوکل أکثر من مرة، و کان یودع کل مرة عند شخص آخر، فمرة دفعه الى على بن کرکر و اخرى عند الزرافى و ثالثة الى سعید الحاجب.
فقضى علیهالسلام أیاما و لیالى فى سجون سامراء ففى کل مرة کان یطلق سراحه ثم یلقى القبض علیه مرة اخرى.
1 – روى الصدوق بسنده عن، ابن المتوکل عن على بن ابراهیم، عن عبدالله بن أحمد الموصلى، عن الصقر بن أبى دلف الکرخى، قال: لما حمل المتوکل سیدنا أباالحسن العسکرى علیهالسلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر الى الزرافى و کان حاجبا للمتوکل، فأمر أن أدخل الیه، فادخلت الیه، فقال: یا صقر ما شأنک؟
فقلت خیر أیها الأستاد.
فقال: اقعد فأخذنى ما تقدم و ما تأخر، و قلت: أخطأت فى المجىء.
قال: فوحى الناس عنه، ثم قال لى: ما شأنک و فیم جئت؟
قلت لخیر ما. فقال: لعلک تسأل عن خبر مولاک؟
فقلت له: و من مولاى؟ مولاى أمیرالمؤمنین.
فقال: اسکت! مولاک هو الحق، فلا تحتشمنى فانى على مذهبک.
فقلت: الحمدلله.
قال: أتحب أن تراه؟
قلت نعم. قال: اجلس حتى یخرج صاحب البرید من عنده.
قال: فجلست فلما خرج، قال لغلام له: خذ بید الصقر و أدخله الى الحجرة التى فیها العلوى المحبوس و خل بینه و بینه، قال: فأدخلنى الى الحجرة و أوما الى بیت فدخلت فاذا هو جالس على صدر حصیر و بحذاه قبر محفور، قال: فسلمت علیه فرد على ثم أمرنى بالجلوس ثم قال لى، یا صقر ما أتى بک؟
قلت: سیدى جئت أتعرف خبرک؟
قال: ثم نظرت الى القبر فبکیت فنظر الى فقال: یا صقر لا علیک لن یصلوا الینا بسوء الآن.
فقلت: الحمدلله. ثم قلت: یا سیدى حدیث یروى عن النبى صلى الله علیه و آله أعرف معناه.
قال: و ما هو؟ فقلت قوله صلى الله علیه و آله: «لا تعادوا الأیام فتعادیکم» ما معناه؟
فقال: نعم الأیام نحن ما قامت السماوات و الأرض، فالسبت اسم رسول الله صلى الله علیه و آله، الأحد کنایة عن أمیرالمؤمنین علیهالسلام، و الاثنین الحسن و الحسین، و الثلاثاء على بن الحسین و محمد بن على و جعفر بن محمد، و الأربعاء موسى بن جعفر و على بن موسى و محمد بن على و أنا، و الخمیس ابنى الحسن بن على، و الجمعه ابنى الیه تجمع عصابة الحق و هو الذى یملأها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما
و جورا، فهذا معنى الأیام: فلا تعادوهم فى الدنیا فیعادوکم فى الآخرة ثم قال علیهالسلام و دع و اخرج، فلا آمن علیک.(1)
2 – روى القطب الراوندى هذا الحدیث مع اضافة فى أوله عن أبىسلیمان عن ابن أورمه. و جاء فى هذا الحدیث اسم سعید الحاجب بدل الزرافى و ابن أورمه بدل الصقر.
قال ابن أورمة: خرجت أیام المتوکل الى سر من رأى فدخلت على سعید الحاجب و دفع المتوکل أباالحسن الیه لیقتله، فلما دخلت علیه، قال: أتحب أن تنظر الى الهک؟
قلت: سبحان الله الذى لا تدرکه الأبصار.
قال: هذا الذى تزعمون أنه امامکم!
قلت ما اکره ذلک.
قال: قد امرت بقتله، و أنا فاعله غدا، و عنده صاحب البرید، فاذا خرج فادخل الیه و لم ألبث أن خرج، قال: ادخل.
فدخلت الدار التى کان فیها محبوسا، فاذا بحیاله قبر یحفر، فدخلت و سلمت بکیت بکاءا شدیدا.
فقال: ما یبکیک؟ قلت: لما أرى،
قال: لاتبک لذلک، لا یتم لهم ذلک، فسکن ما کان بى فقال: انه لا یلبث أکثر من یومین، حتى یسفک الله دمه و دم صاحبه الذى رأیته قال: فوالله ما مضى غیر یومین حتى قتل…. الى آخر الحدیث.(2)
1) الخصال، ص 394، معانى الأخبار، ص 123، اعلام الورى، ص 411.
2) الخرایج و الجرایح، ج 1، ص 412، بحارالأنوار، ج 50، ص 195.