جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تفتیش بیت الامام لیلا

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و من دلائل خوفه من الامام الهادى علیه‏السلام أنه لما سعى الیه أن فى منزله کتبا و سلاحا من أهل قم أمر بالهجوم على بیته.

قال المسعودى فى مروج الذهب: سعى الى المتوکل بعلى بن محمد الجواد علیه‏السلام ان فى منزله کتبا و سلاحا من شیعته من أهل قم و أنه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث الیه جماعة من الأتراک فهجموا داره لیلأ فلم یجدوا فیها شیئا و وجدوه فى بیت مغلق علیه و علیه مدرعة من صوف و هو جالس على الرمل و الحصار و هو متوجه الى الله تعالى تیلو آیات من القرآن.

فحمل على تلک الحالة الى المتوکل، و قالوا له: لم نجد فى بیته شیئا و وجدناه یقرأ القرآن، مستقبل القبلة و کان المتوکل جالسا فى مجلس الشرب فدخل علیه و الکأس فى ید المتوکل، فلما رآه‏ها به و عظمه و أجلسه الى جانبه و ناوله الکأس

التى کانت فى یده.

فقال: والله ما یخامر لحمى و دمى قط، فاعفنى فأعفاه،

فقال: أنشدنى شعرا فقال علیه‏السلام: انى قلیل الروایة للشعر، فقال: لابد، فأنشده علیه‏السلام و هو جالس عنده:

با تو على قلل الأجبال تحرسهم‏++

غلب الرجال فلم تنفعهم القلل‏

و استنزلوا بعد عز من معاقلهم‏++

و اسکنوا حفرا یا بئسما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم‏++

أین الأسادر و التیجان و الحلل‏

أین الوجوه التى کانت منعمة++

من دونها تخرب الأستار و الکلل‏

فأفصح القبر عنهم حین ساءلهم‏++

تلک الوجوه علیها الدود تقتتل‏

قد طال ما أکلوا دهرا و قد شربوا++

و أصبحوا بعد الأکل قد أکلوا

قال: فبکى المتوکل حتى بلت لحیته دموع عینیه و بکى الحاضرون و دفع الى على أربعه الآف دینار ثم رده الى منزله مکرما.(1)

اقول: روى ابن شهر اشوب فى المناقب هذه القصة مختصرا ولکن لم یذکر فیه حمل الامام الهادى الى المتوکل و یحتمل انه لم یذکر بقیه ما جرى على الامام علیه‏السلام کما یحتمل تعدد القضیة.

فقال فیه: ثم انه سعى الیه ان عنده أموالا و سلاحا فتقدم المتوکل الى سعید الحاجب أن یهجم علیه لیلا و یأخذ ما یجد عنده فصعد سعید سقف داره و لم یهتد أن ینزل، فنادى أبوالحسن علیه‏السلام یا سعید مکانک حتى یأتوک بشمعة، فلما دخل الدار، قال دونک و البیوت، فما وجد الا کیسا مختوما و بدرة مختومة و سیفا تحت مصلاه فأتى به المتوکل، فلما رأى ختم امه سألها عنها فحکت نذرها

فخجل ضاعف بذلک و رد الیه،

فقال الحاجب: أعزز على بدخولى دارک بغیر اذنک ولکننى مأمور.

فقال: یا سعید و سیعلم الذین ظلموا أى منقلب ینقلبون.(2)

و نسب المفید فى الارشاد هذه السعایة الى البطحائى و ان الامام لما أمر سعید الحاجب أن یفتش البیوت، أمره أیضا أن یفتش تحت مصلاه حیث قال فیه: فقال أبوالحسن علیه‏السلام دونک المصلى، فرفعت فوجدت سیفا فى جفن غیر ملبوس، فأخذت ذلک و صرت الیه….(3)


1) مروج الذهب، ج 4، ص 11، بحارالأنوار، ج 50، ص 211، تذکرة الخواص، ص 223.

2) مناقب آل أبى‏طالب، ج 4، ص 416.

3) الارشاد، ص 310.