جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تفصیل القصة بشکل آخر

زمان مطالعه: 2 دقیقه

روى السید فى مهج الدعوات عن زرافة حاجب المتوکل و کان شیعیا أنه قال: کان المتوکل لخطوة الفتح بن خاقان عنده و قربه منه دون الناس جمیعا و دون ولده أهله، و أراد أن یبین موضعه عندهم فأمر جمیع مملکته من الأشراف من أهله، و غیرهم و الوزراء و الامراء و القواد و سائر العساکر و وجوه الناس أن یزینوا بأحسن التزیین و یظهروا فى أفخر عددهم و ذخائرهم و یخرجوا مشاة بین یدیه و أن لا یرکب أحد الا هو و الفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى، و مشى الناس بین أیدیهما على مراتبهم رجالة و کان یوما قائظا شدید الحر و أخرجوا فى جملة الأشراف، أباالحسن على بن محمد علیه‏السلام و شق علیه مالقیه من الحر و الزحمة.

قال زرافة: فأقبلت الیه و قلت له: یا سیدى یعز والله على ما تلقى من هذه‏

الطغاة، و ما قد تکلفته من المشقة و أخذت بیده فتوکأ على و قال: یا زرافة ما ناقة صالح عند الله بأکرم منى، أو قال: بأعظم قدرا منى و لم أزل أسأله و أستفید منه و احادثه الى أن نزل المتوکل من الرکوب و أمر الناس الانصراف، فقدمت الیهم دوابهم فرکبوا منازلهم و قدمت بغلة له فرکبها و رکبت معه الى داره فنزل و ودعته و انصرفت الى دارى و لولدى مؤدب یتشیع من أهل العلم و الفضل و کانت لى عادة باحضاره عند الطعام، فحضر عند ذلک و تجارینا الحدیث و ما جرى من رکوب المتوکل و الفتح و مشى الأشراف و ذوى الأقدار بین أیدیهما و ذکرت له ما شاهدته من أبى‏الحسن على بن محمد علیه‏السلام و ما سمعته من قوله: ما ناقة صالح عند الله بأعظم قدرا منى. و کان المؤدب یأکل معى فرفع یده و قال: بالله انک سمعت هذا اللفظ منه؟

فقلت له: والله انى سمعته یقول. فقال لى: اعلم أن المتوکل لا یبقى فى مملکته أکثر من ثلاثه أیام و یهلک فانظر فى أمرک و احرز ما ترید احرازه و تأهب لأمرک کى لا یفجؤکم هلاک هذا الرجل فتهلک أموالکم بحادثه تحدث أو سبب یجرى.

فقلت له: من أین لک ذلک؟

فقال لى: أما قرأت القرآن فى قصة الناقة و قوله تعالى «تمتعوا فى دارکم ثلاثة أیام ذلک وعد غیر مکذوب»(1) و لا یجوز أن تبطل قول الامام قال زرافة فوالله ما جاء الیوم الثالث حتى هجم المنتصر و معه بغاء و وصیف و الأتراک على المتوکل فقتلوه و قطعوه و الفتح به خاقان جمیعا قطعا حتى لم یعرف أحدهما من الآخر. و أزال الله نعمته و مملکته.

فلقیت الامام أباالحسن بعد ذلک و عرفته ما جرى مع المؤدب و ما قال له.

فقال: صدق انه لما بلغ منى الجهد رجعت الى کنوز نتوارثها من آباءنا هى أعز من الحصون السلاح و الجفن و هو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت الله به علیه، فأهلک الله. فقلت یا سیدى ان رأیت أن تعلمنیه، فعلمنیه الى آخر ما أوردته فى کتاب الدعاء….(2)


1) سورة هود، الآیة 65.

2) مهج الدعوات، ص 267، بحارالأنوار، ج 50، ص 192.