و اضغط على الشیعة أیضا أیام العباسیین من خلال سجنهم و مصادرة أموالهم کما اجرى ذلک بحق کثیر منهم. و من جملتهم محمد بن الفرج الرخجى حیث کتب له الامام الهادى و أخبره بذلک.
قال ابن شهر اشوب: محمد بن الفرج الرخجى قال: کتب أبوالحسن اجمع أمرک، و خذ حذرک، فبینا أنا فى حذرى، اذ صفد بى و ضرب على کل ما أملک.
فمکثت فى السجن ثمان سنین، ثم ورد على کتاب منه فى السجن: یا محمد لا تنزل فى ناحیة الجانب الغربى، ففرج عنى بعد یوم. فکتبت الیه أن یسأل الله أن یرد على ضیعتى فکتب الى سوف یرد الیک و ما یضرک ألا یرد علیک.
قال النوفلى: کتب له برد ضیاعه فلم یصل الکتاب حتى مات.(1)
و أضاف المفید: فقرأت الکتاب و قلت فى نفسى یکتب أبوالحسن الى بهذا و أنا فى السجن، ان هذا العجب فما مکثت الا أیاما یسیره حتى افرج عنى و حلت قیودى و خلى سبیلى….(2)
و فى مهج الدعوات: عن محمد بن جعفر بن هشام الأصبغى عن الیسع بن حمزة القمى، قال: أخبرنى عمرو بن مسعدة وزیر المعتصم الخلیفه أنه جاء على بالمکروه الفظیع حتى تخوفته على اراقة دمى و فقر عقبى فکتبت الى سیدى أبى
الحسن العسکرى علیهالسلام أشکوا الیه ما حل بى.
فکتب الى: لا روع علیک و لا بأس فادع الله بهذه الکلمات یخلصک الله و شیکا مما وقعت فیه و یجعل لک فرجا فان آل محمد علیهالسلام یدعون بها عند اشراف البلاء ظهور الأعداء و عند تخوف الفقر و ضیق الصدر.
قال الیسع بن حمزه فدعوت الله بالکلمات التى کتب الى سیدى بها فى صدر النهار، فوالله ما مضى شطره حتى جاءنى رسول عمرو بن مسعدة، فقال لى: أجب الوزیر فنهضت و دخلت علیه. فلما بصر بى تبسم الى و أمر بالحدید ففک عنى و الأغلال فحلت منى و أمرنى بخلعة من فاخر ثیابه و أتحفنى بطیب ثم أدنانى و قربنى و جعل یحدثنى و یعتذر الى ورد على جمیع ما کان استخرجه منى و أحسن رفدى وردنى الى الناحیه التى کنت أتقلدها، و أضاف الیه الکورة التى تلیها ثم ذکر الدعاء….(3)
1) مناقب آل أبى طالب،ج 4، ص 414.
2) الارشاد، ص 311.
3) مهج الدعوات، ص 338، بحار الأنوار، ج 50، ص 324.