جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

رسالة غیر مقروءة الى المدینة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و فى الخرایج: روى عن أحمد بن هارون، قال: کنت جالسا اعلم غلاما من غلمانه فى فازة داره اذ دخل علینا أبوالحسن علیه‏السلام راکبا على فرس له، فقمنا الیه

فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه، فأخذ عنان فرسه بیده فعلقه فى طنب من أطناب الفازة، ثم دخل فجلس معنا، فأقبل على و قال: متى رأیک أن تنصرف الى المدینة؟

فقلت: اللیلة.

قال: فأکتب اذا کتابا معک توصله الى فلان التاجر. قلت: نعم.

قال یا غلام هات الدوات و القرطاس، فخرج الغلام لیأتى بهما من دار اخرى.

فلما غاب الغلام صهل الفرس و ضرب بذنبه، فقال له بالفارسیة ما هذا الغلق؟

فصهل الثانیة، فضرب بیده، فقال له بالفارسیة: اقلع فامض الى ناحیة البستان و بل هناک ورث و ارجع فقف هناک مکانک، فرفع الفرس رأسه و أخرج العنان من موضعه، ثم مضى الى ناحیة البستان حتى لا نراه فى ظهر الفازه فبال وراث و عاد الى مکانه.

فدخلنى من ذلک ما الله به علیم، فوسوس الشیطان فى قلبى فقال: یا أحمد لا یعظم علیک ما رأیت ان ما أعطى الله محمدا و آل محمد أکثر مما أعطى داود و آل داود.

قلت: صدق ابن رسول الله صلى الله علیه و آله. فما قال لک؟ و ما قلت له فقد فهمته.

فقال: قال لى الفرس: قم فارکب الى البیت حتى تفرغ عنى.

قلت: ما هذا الغلق؟

قال: قد تعبت. قلت لى حاجة ارید أن أکتب کتابا الى المدینة فاذا فرغت رکبتک.

قال: انى ارید أن أروث و أبول و أکره أن أفعل ذلک بین یدیک. فقلت أذهب ناحیة البستان، فافعل ما أردت، ثم عد الى مکانک ففعل الذى رأیت.

ثم أقبل الغلام بالدوات و القرطاس، و قد غابت الشمس، فوضعها بین یدیه

فأخذ فى الکتابة حتى أظلم اللیل فیما بینى و بینه، فلم أر الکتاب، و ظننت أنه أصابه الذى أصابنى، فقلت للغلام قم فهات شمعة من الدار حتى یبصر مولاک کیف یکتب، فمضى. فقال للغلام: لیس الى ذلک حاجة. ثم کتب کتابا طویلا الى أن غاب الشفق، ثم قطعه، فقال للغلام: أصلح و أخذ الغلام الکتاب، و خرج الى الفازه لیصلحه، ثم عاد و ناوله لیختمه فختمه من غیر أن ینظر الخاتم مقلوبا أو غیر مقلوب، فناولنى، فقمت لأذهب فعرض فى قلبى قبل أن أخرج من الفازة، اصلى قبل أن آتى المدینة. قال یا أحمد صل المغرب و العشاء الآخرة فى مسجد الرسول صلى الله علیه و آله و اطلب الرجل فى الروضة فانک توافقه ان شاء الله.

قال: فخرجت مبادرا فأتیت المسجد و قد نودى العشاء الآخرة، فصلیت المغرب، ثم صلیت معهم العتمة، و طلبت الرجل حیث أمرنى، فوجدته، فأعطیته الکتاب و أخذه و فضه لیقرأه، فلم یستبن قراءته فى ذلک الوقت، فدعا بسراج فأخذته و قرأته علیه فى السراج فى المسجد، فاذا خط مستولیس حرف ملتصقا بحرف، اذا الخاتم مستولیس بمقلوب، فقال لى الرجل: عد الى غدا حتى أکتب جواب الکتاب، فغدوت فکتب الجواب فجئت به الیه، فقال: ألیس قد وجدت الرجل حیث قلت لک؟ فقلت نعم، قال: أحسنت.(1)


1) الخرایج و الجرایح، ج 1، ص 410، بحار الأنوار، ج 50، ص 153.