قال المسعودى فى اثبات الوصیة: قدم به علیهالسلام بغداد و خرج اسحاق بن ابراهیم و جملة القواد فتلقوه، فحدث أبوعبدالله محمد بن أحمد الحلبى القاضى، قال: حدثنى الخضر بن البزار و کان شیخا مستورا ثقة یقبله القضاة و الناس، قال: رأیت فى المنام کأنى على شاطئ الدجلة بمدینة السلام فى رحبة الجسر و الناس مجتمعون خلق کثیر یزحم بعضهم بعضا و هم یقولون قد أقبل بیت الله الحرام.
فبینا نحن کذلک اذا رأیت البیت بما علیه من الستار و الدیباج و القباطى، قد أقبل مارا على الأرض یسیر حتى عبر الجسر من الجانب الغربى الى الجانب الشرقى الناس یطوفون به و بین یدیه دار خزیمة و هى التى آخر من ملکها بعد عبیدالله بن عبدالله بن طاهر القمى و أبوبکر المفتى ابن اخت اسماعیل بن بلبل بدر الکبیر الطولوى المعروف بالحمامى فانه أقطعها.
فلما کان بعد أیام خرجت فى حاجة انتهیت الى الجسر، فرأیت الناس مجتمعین هم یقولون: قدم ابن الرضا المدینة فرأیته قد عبر من الجسر على شهرى تحته کبیر یسیر علیه المسیر رفیقا و الناس بین یدیه و خلفه و جاء حتى دخل دار خزیمة بن حازم فعلمت أنه تأویل الرؤیا التى رأیتها ثم خرج الى سر من رأى فتلقاه جملة أصحاب المتوکل حتى دخل الیهم فأعظمه و أکرمه و شهد له، ثم انصرف عنه الى دار اعدت له و أقام بسر من رأى.(1)
1) اثبات الوصیة، ص 228.