من الممکن أن یخطر بذهن القارئ الکریم عند ما یقرأ کتاب المتوکل الى الامام الهادى علیهالسلام أن المتوکل العباسى أراد أن یخدم الامام و یستفید من حضوره فى سامراء.
نقول و کان هذا دأب الخلفاء العباسیین لانتزاع الأئمة من بین الناس، أن یکتبوا کتابا و یدعوهم الى حیث ما کانوا ظاهرا ولکن فى الحقیقه، المسئله بعکس ذلک.
و الشواهد على ذلک کثیرة:
1- اذا کان المقصود من بعث یحیى بن هرثمه، تسلیم الرسالة الى الامام الهادى علیهالسلام فلماذا أمره بحشد القوى و اختیار ثلاثمائه رجل و قائدهم رجل خارجى من أعداء على بن أبى طالب.
فهل تسلیم کتاب الخلیفه یحتاج الى حشد القوى.
2 – لا شک ان الخلیفه انما أمر یحیى بأخذ ثلاثمائة رجل معه، أراد ارعاب أهل المدینة لئلا یمانعوا من أشخاص الامام الهادى علیهالسلام فاذا کان قصد الخلیفة غیر ما قلناه فلماذا أرسل مع یحیى ثلاثمائه رجل.
3 – و لا شک أیضا ان المتوکل أمره و بأوامر سریه و ان لم ینقل الینا، بأن أهل المدینه أو بنى هاشم ان وقفوا بوجهک و لم یفسحوا المجال لاشخاص الامام الى سامراء فقاتلهم.
4- ضجیج أهل المدینة و خوفهم على حیاة الامام أکبر دلیل على أن عملیة اشخاص الامام ما کانت سلمیة و نتیجة خدمته له علیهالسلام.