قال الشیخ محمد حسین المظفر واصفا حالة الامام بعد أبیه الى أن هاجر من المدینة: فکان موئل الشیعة و مرجعهم منهل وراد العلم و مرتع رواده، فنهلوا من مشرعته ورتعوا الخصب من ربیعه کما کان حالهم مع آبائه الغر، هذا أمر یسترعى الانتباه و یستلفت الأنظار، أیحسن ابن هذه السن من الناس القراءة و الکتابة دون أن یکون أن له شئ من معرفة أو علم.
فکیف یکون جامعة العلوم لا یسئل عن شئ، الا و الجواب لدیه حاضر، و لا یبتدى فى البیان عن مسئلة الا و أبهر العقول فیما یبدیه، أیجوز هذا فى غیر من ألهمه الله العلم و العرفان، و لو کان على غیر تلک الحال من العلم الالهى لما انقادت
الیه خاضعة شیوخ الفضل و العلم، و أخذت عنه مأموم عن امام و رأت فیه أنه الحجة من الله و المعصوم عن الرجس العالم بکل شئ، و لو لم یکن رأوه و شاهدوه لکذبت الحوادث و الامتحانات ذلک الرأى و العقیدة فیه. بقى الهادى علیهالسلام فى المدینة و الشیعة نافرة الیه للتفقه فى الدین و اغتنام محاسن الأخلاق حتى سنه 236…(1)
1) تاریخ الشیعة، ص 58.