قال الطبرى: و حدثنى أبو عبدالله القمى، قال حدثنى ابن عباس قال حدثنى أبوطالب عبیدالله بن أحمد، قال: حدثنى مقبل الدیلمى، قال: کنت جالسا على با بنا بسر من رأى و مولانا أبوالحسن راکب لدار المتوکل، فجاء فتح القلانسى و کانت له خدمة لأبى الحسن، فجلس الى جانبى و قال: ان لى على مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانیها لانتفعت بها.
فقلت: ما کنت صانعا بها؟
قال: أشترى بمائتى درهم خرقا تکون فى یدى أعمل منها قلانس و أشترى بمائتى درهم تمرا أعمله نبیذا. فأعرضت بوجهى و لم أکلمه لما ذکر و أمسکت، و أقبل أبوالحسن على اثر هذا الکلام و لم یسمعه أحد، فلما أبصرته قمت اجلالا له فنزل عن دابته و هو مقطب الوجه.
فذهبت لدار الدواب، فدعانى و الغضب یعرف فى وجهه.
فقال: یا مقبل، ادخل و أخرج أربعمائة درهم و ادفعها الى هذا الملعون فتح، و قل له: هذا حقک فاشتر منها خرقا بمائتى درهم و اتق الله فیما أردت أن تفعله فى
المائتى درهم الباقیة فأخرجتها الیه و حدثته فبکى و قال: والله لا شربت نبیذا و لا مسکرا أبدا و صاحبک یعلم.(1)
أقول: سنتحدث فى المجلد الثانى من هذا الکتاب عن أولاد الامام و منهم جعفر المعروف بالکذاب.
1) دلائل الامامة، ص 220.