جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الامام الهادى و الحاسدون علیه

زمان مطالعه: 3 دقیقه

غضب عدد کثیر من الناس على الامام الهادى علیه‏السلام و حسدوه لما رأوا فیه من

الآیات و الکرامات و المعجزات، و لما راؤا فیه غزارة العلم و طیب الأخلاق و سمو المقام و اقبال الناس علیه و تفضیله على الآخرین. فلذلک حسده بریحه او عبدالله بن محمد و هو المدینة و طلب من المتوکل أن یخرجه من المدینة، و طلب زید بن موسى من عمر بن الفرج أن یجلسه مکان الهادى، و طلب یحیى بن أکثم من المتوکل أن یترک السؤال عنه، حتى لا یظهر علمه أکثر مما ظهر، و سعى به البطحائى الى المتوکل حتى هجموا علیه لیلا فى بیته الى آخر ما تقرأه فى حیاة الهادى علیه‏السلام. من هذه المواقف السلبیة ضده علیه‏السلام. و نحن نکتفى هنا ببعض الفقرات و نحیل أصل ما جرى فى ذلک فى الفصل المخصص به.

1- قال فى عیون المعجزات: و روى أن بریحة صلى الصلاة بالحرمین و کتب الى المتوکل، ان کان لک فى الحرمین حاجة فأخرج على بن محمد منهما، فانه قد دعا الناس الى نفسه و اتبعه خلق کثیر و تابع الیه….(1)

2- قال الطبرسى: رفع زید بن موسى الى عمر بن الفرج مرارا یسأله أن یقدمه على ابن أخیه و یقول: انه حدث و أنا عم أبیه، فقال عمر ذلک لأبى الحسن علیه‏السلام، فقال: افعل واحدة اقعدنى غدا قبله ثم انظر، فلما کان من الغد، أحضر عمر أباالحسن علیه‏السلام، فجلس فى صدر المجلس ثم أذن لزید بن موسى فدخل فجلس بین یدى أبى الحسن علیه‏السلام، فلما کان یوم الخمیس أذن لزید بن موسى قبله فجلس فى صدر المجلس ثم أذن لأبى الحسن علیه‏السلام فدخل، فلما رآه زید، قام من مجلسه و أقعده فى مجلسه و جلس بین یدیه.(2)

3- و قال أیضا: و کان المتوکل یجتهد فى ایقاع حیلة به و یعمل على الوضع من قدره فى عیون الناس فلا یتمکن من ذلک.(3) و منه أنه لما وصل الامام الهادى الى

سامرا، تقدم المتوکل أن یحتجب عنه فى منزله، فنزل فى خان یعرف بخان الصعالیک فقام فیه یومه ثم تقدم المتوکل بافراد دار له فانتقل الیها.(4) و منه انه کان یقول: و یحکم أعیانى أمر ابن الرضا وجهدت أن یشرب معى و یناد منى فامتنع….(5)

4- قال ابن عیاش و حدثنى أبوطاهر الحسن بن عبدالقاهر الطاهرى، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأشتر العلوى قال کنت مع أبى على باب المتوکل و أنا صبى فى جمع من الناس ما بین طالبى الى عباسى و جعفرى، و نحن وقوف اذ جاء أبوالحسن ترجل الناس حتى دخل.

فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأکبرنا و لا بأسننا، و الله لا ترجلنا له.

فقال أبوهاشم الجعفرى: و الله لتترجلن له صغرة اذا رأیتموه فما هو الا أن أقبل و بصروا به حتى ترجل له الناس کلهم. فقال لهم أبوهاشم الجعفرى: ألیس زعمتم أنکم لا ترجلون له؟

فقالوا له: و الله ما ملکنا أنفسنا حتى ترجلنا.(5)

5- و قال یحیى بن أکثم فى حدیث له مع الهادى علیه‏السلام فى مجلس المتوکل تقدیم أسئله من صعاب المسائل الیه لیجیب الامام علیها، مخاطبا المتوکل: ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شئ بعد مسائلى، فانه لا یرد علیه شئ بعدها الا دونها، و فى ظهور علمه تقویة للرافضة.(6)

6- و حسده العباس بن محمد الملقب بهریسة فقال یوما للمتوکل: ما یعمل أحد بک أکثر مما تعمله بنفسک فى على بن محمد، فلا یبقى فى الدار الا من یخدمه

و لا یتعبونه بشیل ستر، و لا فتح باب و لا شئ و هذا اذا علمه الناس قالوا: لو لم یعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه اذا دخل یشیل الستر لنفسه و یمشى کما یمشى غیره فتمسه بعض الجفوة….(7)

7- و أنکر الفقهاء فى عصره، حکمه فى نصرانى فجر بامرأة مسلمه، حسدا منهم طلبوا من المتوکل أن یبین العلة فى ذلک. قال جعفر بن رزق الله: قدم الى المتوکل رجل نصرانى فجر بامرأة مسلمة فأراد أن یقیم علیه الحد، فأسلم.

فقال یحیى بن أکثم: الایمان یمحو ما قبله، و قال بعضهم یضرب ثلاثه حدود، فکتب المتوکل الى على بن محمد النقى یسأله، فلما قرأ الکتاب کتب: یضرب حتى یموت، فأنکر الفقهاء ذلک فکتب الیه یسأله عن العلة فقال: بسم الله الرحمن الرحیم فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و کفرنا بما کنا مشرکین….(8)

8- و سعى به البطحائى الى المتوکل فقال: عنده سلاح و أموال، فتقدم المتوکل الى سعید الحاجب أن یهجم لیلا علیه، و یأخذ ما یجد عنده من الأموال و السلاح یحمل الیه….(9)

9- و حسده بعض المخالفین و استهان به فى دار المتوکل فدعا علیه الامام، لما کان کاذبا فى دعواه فوقع الرجل میتا. کما روى المسعودى فى اثبات الوصیة: أنه دخل دار المتوکل، فقام یصلى فأتاه بعض المخالفین فوقف حیاله فقال له: الى کم هذا الریاء؟

فأسرع الصلاة و سلم، ثم التفت الیه فقال: ان کنت کاذبا نسخک الله.

فوقع الرجل میتا فصار حدثیا فى الدار.(10)


1) عیون المعجزات، ص 131.

2) اعلام الورى، ص 365.

3) اعلام الورى، ص 348.

4) نفس المصدر، ص 348.

5) اعلام الورى، ص 343.

6) مناقب آل أبى طالب، ج 4، ص 403.

7) بحار الأنوار، ج 50، ص 128.

8) نفس المصدر، ص 172.

9) الارشاد، ص 309.

10) اثبات الوصیة، ص 230.