یظهر من کتاب المتوکل العباسى الى الامام الهادى علیهالسلام أنه عظم فى عینه و هو فى المدینة، و لما دخل سامراء کان معظما عنده و ان کان حسد الخلیفة مانعا من اظهار ذلک فى کثیر من الموارد.
قال فى رسالته الى الهادى علیهالسلام: أما بعد ان أمیرالمؤمنین عارف بقدرک، راع لقرابتک، موجب لحقک، مؤثر من الامور فیک و فى أهل بیتک، لما فیه صلاح حالک و حالهم و یثبت عزک و عزهم و ادخال الأمر علیک و علیهم یبتغى بذلک رضا الله و أداء ما افترضه علیه فیک و فیهم…. و قد ولى أمیرالمؤمنین مما کان یلیه
عبدالله بن محمد من الحرب و الصلاة بمدینة الرسول لمحمد بن فضل و أمره باکرامک و احترامک و توقیرک و تجلیلک و الانتهاء الى أمرک و رأیک و عدم مخالفتک و التقرب الى الله تعالى و الى أمیرالمؤمنین بذلک و أمیرالمؤمنین مشتاق الیک یحب احداث العهد بقربک و التیمن بالنظر الى میمون طلعتک المبارکة….(1)
و کان المتوکل مع حقده و بغضه لآل أبى طالب و على الخصوص بالنسبة الى الامام الهادى علیهالسلام یکرمه و یحترمه یجله اذا دخل علیه الى أن حسده أحد الأشرار فقال یوما له: ما یعمل أحد بک أکثر مما تعمله بنفسک فى على بن محمد، فلا یبقى فى الدار الا من یخدمه و لا یتعبونه بشیل ستر و لا فتح باب و لا شئ و هذا اذا علمه الناس قالوا: لو لم یعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا،دعه اذا دخل یشیل الستر لنفسه و یمشى کما یمشى غیره….(2)
1) الفصول المهمة، ص 262.
2) بحار الأنوار، ج 50، ص 128.