عین الامام الجواد علیهالسلام فى المدینة مؤدبا لولده الهادى علیهالسلام یسمى بأبى ذکوان. کما عین قبل ذلک من تقدمه من المعصومین علیهمالسلام کالنبى صلى الله علیه و آله بالنسبة الى فاطمة، فانه سلمها الى أم سلمة قبل أن یتزوجها الامام أمیرالمؤمنین علیهالسلام(1) و الصادق علیهالسلام بالنسبة الى موسى بن جعفر علیهالسلام.(2)
و السر فى ذلک على فرض صحة الروایات سندا، هو ترغیب الناس وحثهم على اتباع سنة التعلیم و التربیة عند المؤدبین و المعلمین و عدم استنکافهم لهذه المهمة لتعلیم الصبیان، القرآن و الاحکام الشرعیة بعد تعلمهم القراءة و الکتابة عندهم.
و الا فانهم غنى عن ذلک. لأن الذى تربى فى حجر النبى أو أحد المعصومین لم
یکن له بحاجه الى معلم أو مؤدب و قد عرف کل شئ حتى فى صغره.
و سیمر علیک ما رواه الصفار، عن محمد بن عیسى، عن هارون، عن رجل کان رضیع أبى جعفر علیهالسلام، قال: بینا أبوالحسن علیهالسلام عند مؤدب له یکنى أبا ذکوان و أبوجعفر عندنا، أنه ببغداد و أبوالحسن یقرء فى اللوح على مؤدبه اذ بکى بکاءا فسأله المؤدب مم بکاؤک؟
فلم یجبه. فقال ائذن لى بالدخول، فأذن له فارتفع الصیاح….. ثم خرج الینا فسألناه عن البکاء؟ فقال: ان أبى توفى الساعة.(3)
1) حیاة الصدیقه فاطمة، ص 43.
2) أجمل الصور عن حیاة المعصومین فى فترة الصغر، ص 92.
3) اثبات الهداة، ج 3، ص 368.