جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

یوسف بن یعقوب یصف الامام

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قال القطب الرواندى: ان هبة الله بن أبى منصور الموصلى قال: کان بدیار ربیعة کاتب نصرانى و کان من أهل کفر توثا، یسمى یوسف بن یعقوب، و کان بینه و بین والدى صداقة، قال: فوافانا فنزل عند والدى فقال له والدى: ما شأنک قدمت فى هذا الوقت؟

قال: قد دعیت الى حضرة المتوکل و لا أدرى ما یراد منى، الا أنى اشتریت نفسى من الله بمائة دینار، و قد حملتها لعلى بن محمد بن الرضا علیه‏السلام معى.

فقال له والدى: قد وفقت فى هذا.

قال: و خرج الى حضرة المتوکل و انصرف الینا بعد أیام قلائل فرحا مستبشرا. فقال له والدى حدثنى حدیثک.

قال: صرت الى سر من رأى، و ما دخلتها قط، فنزلت فى دار و قلت: أحب أن اوصل المائة الى ابن الرضا علیه‏السلام قبل مصیرى الى باب المتوکل، و قبل أن یعرف أحد قدومى. قال: فعرفت أن المتوکل قد منعه من الرکوب، و أنه ملازم لداره، فقلت: کیف أصنع؟ رجل نصرانى یسأل عن دار ابن الرضا؟! لا آمن أن ینذر بى فیکون ذلک زیادة فیما احاذره.

قال: ففکرت ساعة فى ذلک، فوقع فى قلبى أن أرکب حمارى و أخرج فى البلد، فلا أمنعه من حیث یذهب، لعلى أقف على معرفة داره من غیر أن أسأل أحدا.

قال: فجعلت الدنانیر فى کاغذة و جعلتها فى کمى، و رکبت فکان الحمار یخترق الشوارع و الأسواق یمر حیث یشاء الى أن صرت الى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن یزول، فلم یزول، فقلت للغلام سل لمن هذه الدار؟

فقیل هذه دار (على بن محمد) ابن الرضا! فقلت: الله أکبر دلالة و الله مقنعة.

قال: و اذا خادم أسود قد خرج من الدار فقال: أنت یوسف بن یعقوب؟

قلت: نعم.

قال: انزل. فنزلت فأقعدنى فى الدهلیز، و دخل، فقلت فى نفسى: و هذه دلالة اخرى من أین عرف هذا الخادم اسمى (و اسم أبى) و لیس فى هذا البلد من یعرفنى و لا دخلته قط؟!

قال: فخرج الخادم فقال: المائة الدینار التى فى کمک فى الکاغدة هاتها؟!

فناولته ایاها. فقلت: و هذه ثالثة ثم رجع الى، فقال: ادخل.

فدخلت الیه و هو فى مجلسه وحده، فقال: یا یوسف أما آن لک أن تسلم؟

فقلت: یا مولاى قد بان (لى من البرهان) ما فیه کفایة لمن اکتفى.

فقال: هیهات أما أنک لا تسلم، و لکن سیسلم ولدک فلان و هو من شیعتنا.

فقال یا یوسف: ان أقواما یزعمون أن ولایتنا لا نتفع أمثالک، کذبوا و الله انها لتنفع أمثالک امض فیما وافیت له، فانک سترى ما تحب (و سیولد لک ولد مبارک).

قال: فمضیت الى باب المتوکل فقلت کل ما أردت فانصرفت.

قال هبة الله: فلقیت ابنه بعد (موت أبیه) و هو مسلم حسن التشیع، فأخبرنى أن أباه مات على النصرانیة، و أنه أسلم بعد موت والده. و کان یقول: أنا بشارة مولاى علیه‏السلام.(1)


1) الخرایج و الجرایح، ج 1، ص 398.