جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

کلمات المدح و الثناء

زمان مطالعه: 6 دقیقه

ان الأئمة الطاهرین من آل رسول الله (صلى الله علیه و آله) فى غنى عن مدح الناس لهم، و قد أثنى علیهم القرآن الکریم بأحسن الثناء، و أجمل المدح فى آیات کثیرة.

و عرفهم الرسول الصادق الأمین (صلى الله علیه و آله) فى أحادیث لا تحصى، و جعلهم عدل القرآن، و جعل ولایتهم شرط قبول الأعمال و شرط دخول الجنة.

ولکن القلوب العامرة بولائهم و حبهم و مودتهم تظهر آثارها على الألسن، نظما و نثرا و قولا و فعلا؛

فلا عجب اذا تفتحت القرائح بمدائح الأئمة الطاهرین (علیهم‏السلام) و رثائهم، و ذکر فضائلهم و فواضلهم و مکارم أخلاقهم، و علو منزلتهم و سمو شرفهم:

و هذه باقات عطرة منثورة و منظومة نجعلها ختام هذا السفر الشریف:

قال على بن عیسى الاربلى فى (کشف الغمة): قلت:

«مناقب سیدنا أبى‏محمد الحسن بن على العسکرى دالة على أنه السرى ابن السرى، فلا یشک فى امامته أحد و لا یمترى؛

و اعلم أنه متى بیعت مکرمة أو اشتریت، فسواه بائعها و هو المشترى،

یضرب فى السؤدد و الفخار بالقداح الفائزة، و اذا اجیز کریم للشرف و المجد فاز بالجائزة، واحد زمانه غیر مدافع، و نسیج وحده غیر منازع، و سید أهل عصره، و امام أهل دهره فالسعید: من وقف عند نهیه و أمره؛

فله العلاء الذى علا على النجوم الزاهرة، و المحتد الذى فرع العظماء عند المنافرة و المفاخرة، و المنصب الذى ملک به معادتى الدنیا و الآخرة، فمن الذى یرجو اللحاق بهذه الخلال الفاخرة، و المزایا الظاهرة، و الأخلاق الشریفة الطاهرة؟!

أقواله سدیدة، و أفعاله رشیدة، و سیرته حمیدة، و عهوده فى ذات الله و کیدة، فالخیرات منه قریبة، و الشرور عند بعیدة، اذا کان أفاضل زمنه قصیدة کان (علیه‏السلام) بیت القصیدة، و ان انتظموا عقدا کان مکان الواسعة و الفریدة؛

و هذه عادة قد سلکها الأوائل، و جرى على منهاجها الأفاضل، و الا کیف تقاس النجوم بالجنادل؟ و این فصاحة قس من فهاهة باقل؟

فارس العلوم الذى لا یجارى، و مبین غوامضها فلا یجادل و لا یمارى؛

کاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفکره الثاقب؛

المطلع – بتوقیف الله – على أسرار الکائنات، المخبر – بتوفیق الله – عن الغائبات، المحدث – فى سره – بما مضى و بما هو آت، الملهم بالامور الخفیات، الکریم الأصل و النفس و الذات صاحب الدلائل و الآیات و المعجزات؛

مالک أزمة الکشف و النظر، مفسر الایات مقرر الخبر، وارث السادة الخیر ابن الأئمة، أبوالمنتظر، فانظر الى الفرع و الأصل و جدد النظر، و اقطع بأنهما (علیهماالسلام) أضوء من الشمس و أبهى من القمر، و اذا تبین زکاء الأغصان تبین طیب الثمر، فأخبارهم و نعوتهم (علیهم‏السلام) عیون التواریخ و عنوان السیر؛

شرف تتابع کابر عن کابر++

کالرمح، انبوبا على انبوب‏

و والله أقسم قسما برا: أن من عد محمدا جدا، و علیا أبا، و فاطمة اما، و الأئمة اباء، و المهدى ولدا. لجدیر أن یطول السماء علا و شرفا، و الأملاک سلفا و ذاتا و خلفا؛

و الذى ذکرته من صفاته: دون مقداره، فکیف لى باستقصاء نعوته و أخباره؟ و لسانى قصیر، و طرف بلاغتى حسیر، فلهذا یرجع عن شأو صفاته کلیلا، و یتضاءل لعجزه و قصوره و ما کان عاجزا و لا ضئیلا، و ذنبه أنه وجد مکان القول ذاسعة فما کان قؤلا، و رأى سبیل الشرف واضحا، و ما وجد الى حقیقة مدحه سبیلا؛

فقهقر، و کان من شأنه الاقدام، و أحجم مقرا بالقصور و ما عرف منه الاحجام؛

ولکن قوى الانسان لها مقادیر تنتهى الیها، و حدود تقف عندها، و غایات لا تتعداها.

یفنى الزمان و لا یحیط بوصفهم أیحیط ما یفنى بما لا ینفد؟

و قد نظمت – على العادة – شعرا فى مدحه، غرضى فیه: ما قدمته فى مدح آبائه (علیهم‏السلام) و لا خلد لى ذکرا مع ذکرهم على بقایا الأیام، و هو:

یا راکبا یسرى على جسرة (1).++

قد غبرت فى أوجه الضمر

عرج بسامراء، و الثم ثرى‏++

أرض الامام الحسن العسکرى‏

عرج على من جده صاعد++

و مجده عال على المشترى‏

على الامام الطاهر المجتبى‏++

على الکریم، الطیب العنصر

على ولى الله فى عصره‏++

و ابن‏خیار الله فى الأعصر

على کریم، صوب معروفه‏++

یربى على صوب الحیا الممطر

على امام عدل أحکامه‏++

یسلط العرف على المنکر

و بلغا عن عبد الآئه‏++

تحیة أزکى من العنبر

و قل: سلام الله وقف على‏++

ذاک الجناب الممرع الأخضر

دار: بحمد الله قد أسست‏++

على التقى و الشرف الأظهر

من جنة الخلد ثرى أرضها++

و ماؤها من أنهر الکوثر

حل بها شخصان من دوحة++

أغصانها: طیبة المکسر

العسکریان، هما: ما هما++

فطول التقریض أو قصر

عصنا علاء، قمرا سدقة++

شمسا نهار، فارسا منبر

من معشر فاقوا جمیع الورى‏++

جلالة، ناهیک من معشر

هم الاولى شادوا بناء العلى‏++

بالأبیض الباتر و الأسمر

هم الاولى لولاهم فى الورى‏++

لم یؤمن العبد و لم یکفر

هم الاولى سنوا لنا منهجا++

بواضح من سعیهم نیر

هم الاولى دلوا على مذهب‏++

مثل الصباح الواضح المسفر

فاتضح الحق لوراده‏++

و لاح قصد الطالب المبصر

أخلاقهم، أنى أتى سائل‏++

: مثل الربیع الیانع المزهر

یا سادتى! ان ولائى لکم‏++

من خیر ما قدمت للمحشر

أرجو بکم نیل الأمانى غدا++

فى مبعثى، و الأمن فى مقبرى‏

فأنتم قصدى، و حبى لکم‏++

: تجارتى، و الربح فى متجرى‏

و الحمدلله على أنه ++

وفقنى للفرض الأکبر» (2).

و للمرحوم السید صالح النجفى المعروف بالقزوینى:

أیا صفوة الهادى، و یا محیى الهدى‏++

و محکم دین المصطفى و هو دارس‏

فکم للعدى من نعمة قد غرستها++

فلم تجن الا عکس ما أنت غارس‏

و لما مضى الهادى أریت معاجزا++

بها ارغمت من شانئیک المعاطس‏

و لما جفاک المستعین، و ما اکتفى‏++

بأفعاله، و هو الحسود المنافس‏

أبنت بأن الرجس بعد ثلاثة++

على الرأس فى قعر الجحیم لناکس‏

و بشرت فى بشرى حکیمة نرجسا++

بمولودها المولى الذى لا یقایس‏

و وافتک بالمهدى انوار وجهه‏++

تضیى‏ء، و تجلى من سناها الحنادس‏

و طبع الحصى فى خاتم منک معجز++

کعلمک بالأموات و هى داورس‏

و لولاک لارتاب الأنام براهب‏++

تصوب اذا استسقى علیها الرواجس‏

و أظهرت ما أخفاه من عظم مرسل‏++

فبانت لدى الناس الامور اللوابس‏

بوجهک یستسقى الغمام، و للعدى‏++

بحبسک عنها الله للقطر حابس‏

بنفسى من نالت به سر من رأى‏++

فخارا، له تعنو النجوم الکوانس‏

بنفسى من أبکى النبى مصابه‏++

و أظلم فیه دینه و هو شامس‏

بنفسى محبوسا على حبس حقه‏++

مضى، و علیه المکرمات حبائس‏

بنفسى من فى کل یوم تسومه‏++

هوانا، بنوالعباس و هى عوابس‏

بنفسى من قاسى أذى الضیم منهم++‏

زمانا، و ما فیهم به من یقایس‏

بنفسى مسموما تشفت به الهدى قضى++‏

و بها لم تشف منه النسائس‏

بنفسى مکروبا قضى بعد سمه‏++

بکاه الموالى و العدو المشاکس‏

و شاب – لما قد ناله – کل مفرق‏++

و کل فؤاد فیه شبت مقابس‏

فلا کان یوم العسکرى، فانه‏++

لیوم على الدین الحنیفى ناحس‏

حکى جده عمرا و سما و غربة++

و مارس من أعدائه ما یمارس‏

الى آخر القصیدة.

و قال المرحوم السید محسن الأمین العاملى:

أبکى و هل یشفى الغلیل بکائى‏++

بدرین قد غربا بسامراء

علمین من رب البریة للورى‏++

نصبا، بأعلى قنة (3) العلیاء

نجمین یهدى السالکون لربهم‏++

بهداهما فى الفتنة العمیاء

قد ضل من لا یتهدى بهداهما++

و متى هدایة خابط الظلماء؟

و هما سبیل الله حقا، من یحد++

عنه، یته فى ظلمة طخیاء

بعلى الهادى، و بالحسن: ابنه‏++

کشف الکروب و مدفع اللأواء

یا آل أحمد ما ببعض صفاتکم‏++

– ولو اجتهدت – یفى جمیع ثنائى‏

أنى و قد نطق الکتاب بمدحکم‏++

نصا، فأخرس ألسن – البلغاء

و علیکم الصلوات فى صلواتنا++

تتلى بکل صبیحة و مساء

و قال المرحوم الشیخ محمد حسین الاصفهانى فى مدحه و رثائه، منها:

لقد بدا سر الملیک الأکبر++

فى قائد الحق الزکى العسکرى‏

سر النبى فى محاسن الشیم‏++

و من یشابه أبه فما ظلم‏

بل هو فى کل معانیه حسن‏++

فانه سر النبى المؤتمن‏

و وجهه کتاب حسن ذاته‏++

و فهرس الأسماء فى صفاته‏

و جنة النعیم فى و جنته‏++

کل نعیم هو فى جنته‏

له من المعروف و الأیادى‏++

ما هو معروف بکل نادى‏

له من العلوم و المعارف‏++

ما جل عن توصیف أى واصف‏

رغما لمن أنکره و لم یحط++

خبرا بما رووه عنه، و ضبط

فکیف و هو حجة الله على‏++

عباده؟ فجل عن أن یجهلا

و علمه تراثه من جده‏++

لا أنه بکسبه و جده‏

و هو أمین الله فى الأنام‏++

و صدره مستودع الأحکام‏

حاز من النبى کل مکرمة++

فهى له بکل معنى الکلمة

فاز بأقصى رتب الولایة++

ولایة الارشاد و الهدایة

و هو أبوالمهدى و ابن‏الهادى‏++

فلا أحق منه بالارشاد

فهو سلیل خاتم الرسالة++

و صاحب الرفعة و الجلالة

و هو أبوالخاتم للولایة++

من هو مأمول لکل غایة

قاسى عظیما فى عظیم شأنه‏++

من خلفاء الجور فى زمانه‏

حتى اذا القى فى السباع‏++

و هو ابن‏لیث غابة الابداع‏

شبل على أسد الله، و لا++

یرى لدیه الأسد الا مثلا

لقد بکاه الروح و الأرواح‏++

لما استحلوا منه و استباحوا

لرزئه اقشعرت الأظلة++

بکاه کل ملة و نحلة

و کم رأى فى عمره القصیر++

منهم من التوهین و التحقیر

ایطلب الاسراج و الالجام‏++

للبغل منه و هو الامام؟ (4).

فبتر الله به أعمارهم‏++

کما محى من بعدهم آثارهم‏

حتى قضى العمر بما یقاسى‏++

فسمه المعتمد العباسى‏

قضى على شبابه مسموما++

مضطهدا، محتسبا مظلوما

فناحت الحور على شبابه‏++

و صبت الدموع فى مصابه‏

تضعضعت لرزئه السبع العلى‏++

و الملأ الأعلى نحیبه على‏

و انصدعت لرزئه الجبال‏++

کأنه الساعة و الأهوال‏

بکته عین الحق و الحقیقة++

و شرعة المختار و الطریقة


1) جسرة: العظیم من الابل.

2) کشف الغمة: ج 2 / 435.

3) القنه: بالضم: اعلى الجبل، مثل القلة.

4) اشارة الى روایة أحمد بن الحارث القزوینى.