أقول: نسب ابن العماد الحنبلى ضمن الثناء على الامام الهادى علیهالسلام مسئلة الغلو الى الشیعة، لاعتقادهم بعصمة الأئمة الاثنى عشر و لکن لیست هذه بأول تهمة یوجهها ابن العماد و أمثاله من المؤرخین الى الشیعة. فانه ان لم یعتقد للامام الهادى علیهالسلام مرتبة سامیة دون سائر الناس، فلم یبق فرق بین الامام و المأموم، اذا فلماذا لقبه بالامام؟!
و ان اعتقد أن مرتبة الامام الهادى علیهالسلام أعلى و أعظم من سائر الناس فلماذا یستغرب من قول الشیعة أنه کان معصوما حتى یتجرأ بالهجوم علیهم و نسبة الغلو الیهم؟!
فهل یصح أن ننسب الى بعض هؤلاء الذین ینکرون عصمة الأنبیاء ما لا یرضون به فى حین أن الأنبیاء کانوا معصومون، و عصمتهم ثابتة بالآیات القرآنیة.
و ثانیا: هل المعصیة و الذنب تعد رجسا أم لا؟ فان کانت رجسا لا یجوز نسبة المعصیة الیهم لانهم منزهون عن ذلک لأن الله طهرهم عن المعاصى و الأرجاس حیث یقول: یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت و یطهرکم تطهیرا.(1) فکیف تنکرون عصمتهم و الله أثبت ذلک لهم؟!!
و مما یزید تعجبى من أمثال ابن العماد، هو التناقض و التهافت فى أقوالهم فتارة یشیرون الى موارد من فسقهم و فجورهم و ادمانهم لشرب الخمر و أخرى یعتقدون بامامة هؤلاء الفسقة و یطلقون لقب أمیرالمؤمنین، و خلیفة المسلمین، أو امام المسلمین على شخص فاسق فاجر شارب للخمر و معلن بالفسق کالمتوکل العباسى و لا یتأملون فى هذه النسبة الباطلة الیهم أدنى تأمل!!
فکیف یرضى المؤمن الذى یتحرز عن المعاصى یرى امامه یشرب الخمر و یعصى الله؟ فیالیته فسر لنا معنى الامام الذى یعتقده.
فلا شک أنه لما لم یرى من هؤلاء الأئمة الا الفسق و شرب الخمر، فلذلک استغرب من اعتقاد الشیعة بعصمة أئمتهم الاثنى عشر الذین طهرهم الله تطهیرا.
و الا فالمسئلة ثابتة لا غبار علیها و من أراد التوسع فى ذلک فلیراجع مجمع البیان للعلامة الطبرسى و الفصول المختارة للشیخ المفید و التبیان للشیخ الطوسى و مرآة العقول للعلامة المجلسى و غیر ذلک من المصادر.
1) سورة الأحزاب، الآیة 33.