یظهر من بدایة رسالة الامام الهادى علیهالسلام أنها کانت ردا على رسالة ورد علیه، و لم یعرف من الذى أرسله حسب نقل الحرانى فى تحف العقول. ولکن الطبرسى ذکر أن هذه الرسالة کانت جوابا لأهل أهواز فقال: مما أجاب به أبوالحسن على بن محمد العسکرى فى رسالته الى أهل الأهواز حین سألوه عن الجبر و التفویض.(1)
و یظهر أیضا من رسالته علیهالسلام انه قد علا فیهم الخلاف اثر هذه العقیدة الفاسدة بحیث سبب الفرقه و العداوة بینهم.
فکتب علیهالسلام رسالته المفصلة الیهم و بین لهم بکل وضوح مسئله الجبر و التفویض، مستدلا بالآیات و الروایات و الأمثلة و الشواهد على ذلک و الیک بعض الاشارات:
الأولى: أکد الامام علیهالسلام فى رسالته على محورین أساسیین فى الامة الاسلامیة و هو القرآن الکریم و العترة الطاهرة بأنهما المرجع و الملجأ عند اختلاف المسلمین.
الثانیة: انه استشهد خلال رسالته بستین آیة من آیات القرآن الکریم لنفى الجبر و التفویض و اثبات الأمر بین الأمرین من سور مختلفه منها:
سورة البقرة الآیة 286 ، 273 ، 255 ، 132 ، 79 ، 76.
سورة آلعمران الآیة 166 ، 152 ، 97 ، 91 ، 28 ، 7.
سورة النساء الآیة 163 ، 101 ، 100 ، 59 ، 40 ، 11.
سورة المائدة الآیة 55 ، 48. سورة محمد الآیة 235.
سورة الأنعام الآیة 160 ، 128. سورة الحج الآیة 36 ، 10.
سورة الأنفال الآیة 20. سورة الأحزاب الآیة 57 ، 36.
سورة الأعراف الآیة 154 ، 181. سورة الکهف الآیة 47.
سورة النحل الآیة 106 ، 14 ، 8. سورة یونس الآیة 45.
سورة التغابن الآیة 16. سورة الذاریات الآیة 56.
سورة الطلاق الآیة 7. سورة الزخرف الآیة 31 ، 30.
سورة النور الآیة 60 ، 31. سورة الاسراء الآیة 72 ، 16.
سورة المجادلة الآیة 5 ، 4. سورة التین الآیة 4.
سورة التوبة الآیة 91. سورة الانفطار الآیة 6.
سورة الصف الآیة 2. سورة العنکبوت الآیة 1.
سورة ص الآیة 33. سورة المؤمنون الآیة 110.
سورة طه الآیة 134 ، 87. سورة فصلت الآیة 17.
سورة القلم الآیة 17. سورة الزمر الآیة 19.
سورة الملک الآیة 2.
النقطة الرابعة روى أیضا تسع روایات عن النبى منها:
لا تجتمع أمتى على ضلالة،(2) انى مخلف فیکم الثقلین،(3) من کنت مولاه،(4) أنت منى بمنزلة هارون من موسى،(5) على یقضى دینى،(6) من آذى علیا فقد آذانى،(7) من أحب علیا فقد أحبنى،(8) لابعثن الیهم رجلا کنفسى،(9) لابعثن الیهم غدا رجلا یحب الله….(10)
و الخامسة روى عن أمیرالمؤمنین ما سئله عبایة بن ربعى حین سأله عن الاستطاعه، و حین أتى نجده یسأله عن معرفته، و حین قال لرجل سأله بعد انصرافه من الشام.
السادسة هکذا روى عن الصادق: لا جبر و لا تفویض، و ما سئل عنه: هل أجبر الله العباد على المعاصى، الناس فى القدر على ثلاثه أوجه.
السابعة: انه من طالع هذه الرسالة و تأمل فیها أدرک حلاوة الجواب على رغم صعوبة السؤال حیث ان الامام جمع لهم فى هذا الکتاب الأیات القرآنیة و کلام النبى و أهل البیت العصمه، و مزجه ببعض الأمثلة و الشواهد لنفى الجبر و التفویض و اثبات الأمر بین الأمرین. و أضاف بعض الشبهات و أجاب عنها. فلا بأس بمراجعة هذه الرسالة الشریفة لرسوخ العقیدة الصحیحة فینا فى ظل مدرسة أهل البیت علیهمالسلام.
1) الاحتجاج، ج 2، ص 251.
2) الصراط المستقیم، ج 2، ص 113؛ بحارالأنوار، ج 39، ص 3.
3) فضائل الخمسة عن الصحاح الستة، ج 2، ص 52، عن صحیح مسلم، و الترمذى و ابن الأثیر الجزرى و النیسابورى و أحمد و أبىنعیم و الخطیب البغدادى و المتقى الهندى و ابن حجر و الهیثمى و غیرهم.
4) الأربعون حدیثا من الأربعین، ص 141، عن ابن الجوزى و أحمد و البغوى.
5) أمالى الطوسى، ص 47؛ بحارالأنوار، ج 3، ص 254.
6) فضائل الخمسة، ج 3، ص 59.
7) المستدرک على الصحیحین، ج 3، ص 122.
8) الأربعون حدیثا عن الأربعین، ص 23.
9) بحارالأنوار، ج 5، ص 69.
10) فضائل الخمسة عن الصحاح الستة، ج 2، ص 198، عن البخارى و مسلم و الترمذى و ابن ماجة و الهیثمى و النیسابورى و المتقى الهندى و الاصبهانى و النسائى.