جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

محمد بن عثمان بن سعید، العمرى، الأسدى

زمان مطالعه: 27 دقیقه

یکنى أباجعفر، و کان هو و أبوه من وکلاء الامام العسکرى و من نواب

الامام المهدى (علیهماالسلام) و لکل منهما منزلة جلیلة و مکانة سامیة، و قد ذکرناهما فى کتاب (الامام المهدى من المهد الى الظهور) و نکتفى هنا بما رواه أحمد بن اسحاق انه سأل أبامحمد الحسن بن على (العسکرى) علیهماالسلام فقال: من اعامل؟ أو عمن آخذ؟ و قول من أقبل؟

فقال (علیه‏السلام) له: العمرى (عثمان بن سعید) و ابنه (محمد بن عثمان) ثقتان فما أدیا الیک فعنى یؤدیان، و ما قالا لک فعنى یقولان، فاسمع لهما، و أطعهما، فانهما الثقتان المأمونان (1).

و کان محمد بن عثمان قد حفر لنفسه قبرا، و سواه بالساج، فسئل عن ذلک؟ فقال: للناس أسباب.

ثم سئل بعد ذلک فقال: قد امرت أن أجمع أمرى.

فمات بعد ذلک بشهرین فى جمادى الاولى سنة خمس و ثلاثمائة. و کان له شرف خدمة الأئمة منذ خمسین سنة. کما ذکره العلامة رحمه الله.

و قد روى الشیخ الطوسى فى (الغیبة) هذا الخبر بصورة أوسع:

بسنده عن أبى‏الحسن على بن أحمد الدلال القمى قال:

دخلت على أبى‏جعفر: محمد بن عثمان رضى الله یوما، لاسلم علیه فوجدته و بین یدیه ساجة (2) و نقاش ینقش علیها، و یکتب آیا من القرآن، و أسماء الأئمة (علیهم‏السلام) على حواشیها (3).

فقلت له: یا سیدى ما هذه الساجة؟

فقال لى: هذه لقبرى، تکون فیه اوضع علیها. أو قال: «اسند الیها» و قد فرغت منه، و أنا فى کل یوم أنزل فیه، فأقرأ جزءا من القرآن فیه، فأصعد.

(و أظنه قال [الراوى]: فأخذ بیدى و أرانیه).

فاذا کان یوم کذا و کذا من شهر کذا و کذا من سنة کذا و کذا (4) صرت

الى الله (عزوجل)، و دفنت فیه، و هذه الساجة معى.

قال [الراوى]: فلما خرجت من عنده أثبت ما ذکره، و لم أزل مترقبا به ذلک، فما تأخر الأمر حتى اعتل أبوجعفر، فمات فى الیوم الذى ذکره من الشهر الذى ذکره، من السنة التى ذکرها، و دفن فیه (5).

و قد روى السید ابن طاووس فى (مهج الدعوات) خبرا حاصله: انه لما توفى الشیخ محمد بن عثمان العمرى، و فرغوا من تجهیزه جلس الشیخ أبوالقاسم الحسین بن روح (النائب الثالث للامام المهدى) و أخرج الیه ذکاء الخادم مدرجا، و عکازا، و حقه (6) خشب مدهونة.

فأخذ العکاز فجعلها فى حجره على فخذیه، و أخذ المدرج بیمینه، و الحقة بشماله فقال – لورثة [محمد بن عثمان]: «فى هذا المدرج ودائع» فنشره، فاذا هى أدعیة، و قنوت موالینا (الأئمة من آل محمد (صلى الله علیه و آله) فأضربوا [ورثة محمد بن عثمان] عنها [أعرضوا عنها].

و قالوا: ففى الحقة جوهر لا محالة!

فقال [الحسین بن روح] لهم: تبیعونها؟

فقالوا: بکم؟

قال [الحسین بن روح]: یا اباالحسن (یعنى ابن‏شبیب الکوثارى) ادفع الیهم عشرة الدنانیر. فامتنعوا، فلم یزل یزیدهم [فى القیمة] و یمتنعون، الى أن بلغ مائة دینار، فقال لهم: ان بعتم، و الا ندمتم!

فاستجابوا للبیع، و قبضوا المائة دینار، و استثنى علیهم المدرج و العکاز.

فلما انفصل الأمر قال [الحسین بن روح]: هذه عکاز مولانا أبى‏محمد الحسن [العسکرى] بن على بن محمد بن على الرضا (علیهم‏السلام) التى

کانت فى یده یوم توکیله سیدنا الشیخ عثمان بن سعید العمرى (رحمه الله) و وصیته الیه، و غیبته الى یومنا هذا؛

و هذه الحقة فیها خواتیم الأئمة (علیهم‏السلام) فأخرجها، فکانت – کما ذکرت من جواهرها و نقوشها و عددها؛

و کان فى المدرج قنوت موالینا: الأئمة (علیهم‏السلام) و فیه قنوت مولانا: أبى‏محمد الحسن [المجتبى] ابن‏أمیرالمؤمنین (علیهماالسلام) و أملاها علینا من حفظه، و کتبناها على ما سطر فى هذه المدرجة، و قال: احتفظوا بها کما تحتفظون بمهمات الدین، و عزمات رب العالمین (جل و عز) و فیها بلاغ الى حین.

قنوت سیدنا الحسن [المجتبى] علیه‏السلام

«یا من بسلطانه ینتصر المظلوم، و بعونه یعتصم المکلوم سبقت مشیتک و تمت کلمتک، و أنت على کل شى‏ء قدیر، و بما تمضیه خبیر.

یا حاضر کل غیب، و یا عالم کل سر، و ملجأ کل مضطر، ضلت فیک الفهوم، و تقطعت دونک العلوم، و انت الله الحى القیوم، الدائم الدیموم.

قد ترى ما أنت به علیم، و فیه حکیم، و عنه حلیم، و أنت بالتناصر على کشفه و العون على کفه غیر ضائق، و الیک مرجع کل أمر، کما عن مشیتک مصدره، و قد أبنت عن عقود کل قوم، و أخفیت سرائر آخرین، و أمضیت ما قضیت، و أخرت ما لا فوت علیک فیه، و حملت العقول ما تحملت فى غیبک، لیهلک من هلک عن بینة، و یحیى من حى عن بینة.

و انک أنت السمیع العلیم، و الأحد البصیر.

و أنت – اللهم – المستعان، و علیک التوکل، و أنت ولى ما (من خ ل) تولیت، لک الأمر کله، تشهد الانفعال، و تعلم الاختلال، و ترى تخاذل أهل الخبال، و جنوحهم الى ما جنحوا الیه من عاجل فان، و حطام عقباه حمیم آن،

و قعود من قعد، و ارتداد من ارتد، و خلوى من النصار، و انفرادى من الظهار، و بک أعتصم و بحبلک استمسک، و علیک أتوکل؛

اللهم قد تعلم أنى ما ذخرت جهدى، و لا منعت و جدى، حتى انفل حدى و بقیت و حدى، فاتبعت طریق من تقدمنى فى کف العادیة، و تسکین الطاغیة، عن دماء أهل المشایعة، و حرست ما حرسه أولیائى من أمر آخرتى و دنیاى.

فکنت لغیظهم أکظم، و بنظامهم أنتظم، و لطریقهم أتسنم، و بمیسمهم أتسم حتى یأتى نصرک، و أنت ناصر الحق و عونه، و ان بعد المدى عن المرتاد، و نأى الوقت عن افناء الأضداد؛

اللهم صل على محمد و آله، و امرجهم [الأعداء] مع النصاب فى سرمد العذاب، و أعم عن الرشد أبصارهم، و سکعهم فى غمرات لذاتهم، حتى تأخذهم بغتة و هم غافلون و سحرة و هم نائمون، بالحق الذى تظهره، و الید التى تبطش بها، و العلم الذى تبدیه، انک کریم علیم».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«اللهم انک الرب الرؤف الملک العطوف، المتحنن المألوف، و أنت غیاث الحیران الملهوف، و مرشد الضال المکفوف، تشهد خواطر أسرار المسرین کمشاهدتک أقوال الناطقین؛

أسألک بمغیبات علمک فى بواطن اسرار سرائر المسرین الیک أن تصلى على محمد و آله، صلاة تسبق بها من اجتهد من المتقدمین، و تتجاوز فیها من یجتهد من المتأخرین، و أن تصل الذى بیننا و بینک صلة من صنعته لنفسک، و اصطنعته لغیبک، فلم تتخطفه خاطفات الظنن، و لا واردات الفتن، حتى نکون لک فى الدنیا مطیعین، و فى الآخرة فى جوارک خالدین».

قنوت الامام الحسین بن على (علیه‏السلام)

«اللهم منک البدء و لک المشیة، و لک الحول و لک القوة، و أنت الله الذى

لا اله الا أنت، جعلت قلوب أولیائک مسکنا لمشیتک، و مکمنا لارادتک و جعلت عقولهم مناصب أوامرک و نواهیک؛

فأنت – اذا شئت ما تشاء – حرکت من أسرارهم کوامن ما أبطنت فیهم، و أبدأت من ارادتک – على ألسنتهم – ما أفهمتهم به عنک فى عقودهم، بعقول تدعوک، و تدعو الیک بحقائق ما منحتهم به؛

و انى لأعلم مما علمتنى مما أنت المشکور على مامنه أریتنى، و الیه آویتنى؛

اللهم و انى – مع ذلک کله – عائذ بک، لائذ بحولک و قوتک، راض بحکمک الذى سقته الى فى علمک، جار بحیث أجریتنى، قاصد ما أممتنى، غیر ضنین بنفسى فیما یرضیک عنى، اذ به قد رضیتنى، و لا قاصر بجهدى عما الیه ندبتنى مسارع لما عرفتنى، شارع فیما أشرعتنى، مستبصر فیما بصرتنى، مراع ما أرعیتنى، فلا تخلنى من رعایتک، و لا تخرجنى من عنایتک، و لا تقعدنى عن حولک و لا تخرجنى عن مقصد أنال به ارادتک؛

و اجعل على البصیرة مدرجتى، و على الهدایة محجتى، و على الرشاد مسلکى حتى تنیلنى و تنیل بى امنیتى، و تحل بى على ما به أردتنى، و له خلقتنى و الیه آویتنى (آویت بى خ ل).

واعذ أولیائک من الافتنان بى، و فتنهم برحمتک لرحمتک فى نعمتک تفتین الاجتباء، و الاستخلاص بسلوک طریقتى، و اتباع منهجى، و ألحقنى بالصالحین من آبائى، و ذوى رحمى (لحمتى خ ل)؛

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«اللهم من آوى الى مأوى فأنت مأواى، و من لجأ الى ملجأ فأنت ملجأى، اللهم صل على محمد و آل محمد، و اسمع ندائى، و أجب دعائى، و اجعل مآبى عندک و مثواى و احرسنى فى بلواى من افتنان الامتحان، و لمة الشیطان، بعظمتک التى لا یشوبها ولع نفس بتفتین، و لا وارد طیف بتظنین، و لا یلم بها فرح حتى تقلبنى الیک بارادتک غیر ظنین و لا مظنون، و لا مراب و لا مرتاب انک

ارحم الراحمین».

دعاء الامام زین‏العابدین (علیه‏السلام)

اللهم ان جبلة البشریة، و طباع الانسانیة، و ما جرت علیه ترکیبات النفسیة و انعقدت به عقود النسبیة (النشئیة خ ل) تعجز عن حمل واردات الأقضیة الا ما وفقت له أهل الاصطفاء، و أعنت علیه ذوى الاجتباء؛

اللهم و ان القلوب فى قبضتک، و المشیة لک فى ملکتک، و قد تعلم – أى رب – ما الرغبة الیک فى کشفه واقعة لأوقاتها بقدرتک، واقفة بحدک من ارادتک، و انى لأعلم أن لک دار جزاء من الخیر و الشر، مثوبة و عقوبة، و أن لک یوما تأخذ فیه بالحق، و أن أناتک أشبه الأشیاء بکرمک، و ألیقها بما وصفت به نفسک فى عطفک و تراؤفک، و أنت بالمرصاد لکل ظالم فى وخیم عقباه و سوء مثواه؛

اللهم و انک قد أوسعت خلقک رحمة و حلما، و قد بدلت أحکامک، و غیرت سنن نبیک، و تمرد الظالمون على خلصائک، و استباحوا حریمک، و رکبوا مراکب الاستمرار على الجرأة علیک؛

اللهم فبادرهم بقواصف سخطک، و عواصف تنکیلاتک، و اجتثاث غضبک و طهر البلاد منهم، و عف عنها آثارهم، و احطط من قاعاتها و مظانها منارهم، و اصطلمهم ببوارک، حتى لا تبقى منهم دعامة لناجم، و لا علما لآم، و لا مناصا لقاصد، و لا رائدا لمرتاد؛

اللهم امح آثارهم، و اطمس على أموالهم، و دیارهم، و امحق اعقابهم، و افکک أصلابهم، و عجل الى عذابک السرمد انقلابهم، و أقم للحق مناصبه، و اقدح للرشاد ناره، و أثر للثار مثیره، و أید بالعون مرتاده، و وفر من النصر زاده، حتى یعود الحق بجدته (بحدبه خ ل) و ینیر معالم مقاصده، و یسلکه أهله بالأمنة حق سلوکه انک على کل شى‏ء قدى».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«اللهم أنت المبین البائن، و أنت المکین الماکن الممکن، اللهم صل على آدم بدیع فطرتک، و بکر حجتک، و لسان قدرتک، و الخلیفة فى بسیطتک، و أول مجتبى للنبوة برحمتک، و ساحف شعر رأسه تذللا لک فى حرمک لعزتک، و منشئى من التراب نطق اعرابا بوحدانیتک، و عبد لک أنشأته لامتک، و مستعیذ بک من مس عقوبتک؛

و صل على ابنه الخالص من صفوتک، و الفاحص عن معرفتک، و الغائص المأمون عن مکنون سریرتک بما أولیته من نعمک و معونتک، و على من بینهما من النبیین و المرسلین و الصدیقین و الشهداء و الصالحین؛

و أسألک – اللهم – حاجتى التى بینى و بینک، لا یعلمها أحد غیرک، أن تأتى قضائها و امضائها فى یسر منک، و شد أزر، و حط وزر؛

یامن له نور لا یطفى، و ظهور لا یخفى، و امور لا تکفى.

اللهم انى دعوتک دعاء من عرفک، و تبتل (تسبل خ ل) الیک، و آل بجمیع بدنه الیک، سبحانک، طوت الأبصار فى صنعتک مدیدتها، و ثنت الألباب عن کنهک أعنتها، فأنت المدرک غیر المدرک، و المحیط غیر المحاط، و عزتک لتفعلن، و عزتک لتفعلن [و عزتک لتفعلن].

قنوت الامام أبى‏جعفر محمد بن على الباقر

اللهم ان عدوک قد استسن فى غلوائه (غلوانه خ ل)، و استمر فى عدوانه، و أمن – بما شمله من الحلم – عاقبة جرأته علیک، و تمرد فى مباینتک؛

و لک – اللهم – لحظات سخط بیاتا و هم نائمون، و نهارا و هم غافلون، و جهرة و هم یلعبون، و بغتة و هم ساهون؛

و ان الخناق قد اشتد، و الوثاق قد احتد، و القلوب شجیت (محیت خ ل) و العقول قد تنکرت، و الصبر قد أودى، و کاد تنقطع حبائله، فانک لبالمرصاد من

الظالم، و مشاهدة من الکاظم [للغیظ] لا یعجلک فوت درک، و لا یعجرک احتجاز محتجز، و انما مهلته استثباتا، و حجتک – على الأحوال – البالغة الدامغة؛

و بعبیدک ضعف البشریة، و عجز الانسانیة، و لک سلطان الالهیة و ملکة الربوبیة، و بطشة الأناة، و عقوبة التأبید.

اللهم فان کان فى المصابرة لحرارة المعان من الظالمین، و کید من نشاهد من المبدلین، رضى لک، و مثوبة منک فهب لنا مزیدا من التأیید، و عونا من التسدید الى حین نفوذ مشیتک فیمن أسعدته أشقیته من بریتک، و امنن علینا بالتسلیم لمحتویات أقضیتک، و التجرع لواردات أقدارک، و هب لنا محبة لما أحببت فى متقدم و متأخر، و متعجل و متأجل، و الایثار لما اخترت فى مستقرب و مستبعد، و لا تخلنا – اللهم – مع ذلک من عواطف رأفتک و رحمتک، و کفایتک و حسن کلاءتک، بمنک و کرامک».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«یا من یعلم هو اجس السرائر، و مکامن الضمائر، و حقائق الخواطر، یا من هو لکل غیب حاضر، و لکل منسى ذاکر، و على کل شى‏ء قادر، و الى الکل ناضر؛.

بعد المهل، و قرب الأجل، و ضعف العمل، و أرأب الأمل، و آن المنتقل أنت – یا الله – الآخر کما أنت الأول، مبید ما أنشأت و مصیرهم الى البلى، و مقلدهم أعمالهم، و محملها ظهورهم، الى وقت نشورهم، من بعثة قبورهم، عند نفخة الصور، و انشقاق السماء بالنور، و الخروج بالمنشر الى ساحة المحشر؛

لا یرتد الیهم طرفهم، و أفئدتهم هواء، متراطمین فى غمة مما أسلفوا، و مطالبین بما احتقبوا، و محاسبین – هناک – على ما ارتکبوا؛

الصحائف فى الأعناق منشورة، و الأوزار على الظهور مأزورة، لا انفکاک و لا مناص، و لا محیص عن القصاص، قد أفحمتهم الحجة، و حلوا فى حیرة المحجة، و همس الضجة، معدول بهم عن المحجة، الا من سبقت له من الله

الحسنى، فنجى من هول المشهد، و عظیم المورد، و لم یکن ممن فى الدنیا تمرد، و لا على أولیاء الله تعند، و لهم استعبد، و عنهم تفرد؛

اللهم فان القلوب قد بلغت الحناجر، و النفوس قد علت التراقى، و الأعمار قد نفدت بالانتظار، لا عن نقص استبصار، و لا عن اتهام مقدار، ولکن لما تعانى من رکوب معاصیک، و الخلاف علیک فى أوامرک و نواهیک، و التلعب بأولیائک و مظاهرة أعدائک؛

اللهم فقرب ما قد قرب، و أورد ما قد دنى، و حقق ظنون الموقنین، و بلغ المؤمنین، تأمیلهم من اقامة حقک، و نصر دینک، و اظهار حجتک، و الأنتقام من أعدائک».

قنوت الامام جعفر الصادق (علیه‏السلام)

یامن سبق علمه، و نفذ حکمه، و شمل حلمه، صل على محمد و آل محمد، أزل حلمک عن ظالمى، و بادره بالنقمة، و عاجله بالاستیصال، و کبه لمنخره، و اغصصه بریقه، و اردد کیده فى نحره، و حل بینى و بینه بشغل شاعل مؤلم، و سقم دائم، و امنعه التوبة، و حل بینه و بین الانابة، و اسلبه روح الراحة، و اشدد علیه الوطأة، و خذ منه بالمخنق، و حشرجه فى صدره، و لا تثبت له قدما، و أثکله، و نکله، و اجتثه، و اجتث راحته و استأصله، و جثه، و جث نعمتک عنه، و ألبسه الصغار، و اجعل عقباه النار، بعد محو آثاره، و سلب قراره، و اجهار قبیح آصاره، و أسکنه دار بواره و لا تبق له ذکرا، و لا تعقبه من مستخلف أجرا؛

اللهم بادره (ثلاث مرات) اللهم عاجله (ثلاث مرات) اللهم لا تؤجله (ثلاث مرات، اللهم خذه (ثلاث مرات) اللهم اسلبه التوفیق (ثلاث مرات) اللهم لا تنهضه، اللهم لا ترثه اللهم لا تؤخره، اللهم علیک به، اللهم اشدد قبضتک علیه؛

اللهم بک اعتصمت علیه، و بک استجرت منه، و بک تواریت عنه، و بک

استکففت (استکهفت خ ل) دونه، و بک استترت من ضرائه؛

اللهم احرسنى – بحراستک – منه و من عداتک (عذابک خ ل) و اکفنى – بکفایتک – کیده و کید بغاتک، اللهم احفظنى بحفظ الایمان، و أسبل على سترک الذى سترت به رسلک عن الطواغیت، و حصنى بحصنک الذى وقیتهم من الجوابیت، اللهم أیدنى منک بنصر لاینفک، و عزیمة صدق لا تحل (لا تختل خ ل) و جللنى بنورک، و اجعلنى متدرعا بدرعک الحصینة الواقیة، و اکلأنى بکلاءتک الکافیة، انک واسع لما تشاء، و ولى من لک توالى، و ناصر من الیک آوى، و عون من بک استعدى، و کافى من بک استکفى، و العزیز الذى لا یمانع عما یشاء، و لا قوة الا بالله، و هو حسبى، علیه توکلت و هو رب العرش العظیم».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«یا مأمن الخائف، و کهف اللاهف، و جنة العائذ، و غوث اللائذ، خاب من اعتمد سواک، و خسر من لجأ الى دونک، و ذل من اعتز بغیرک، و افتقر من استغنى عنک؛

الیک – اللهم – المهرب، و منک – اللهم – المطلب، اللهم قد تعلم عقد ضمیرى عند مناجاتک، و حقیقة سریرتى عند دعائک، و صدق خالصتى باللجأ الیک، فأفزعنى اذا فرغت الیک، و لا تخذلنى اذا اعتمدت علیک، و بادرنى بکفایتک، و لا تسلبنى وفق «رفق خ ل» عنایت، و خذ ظالمى – الساعة الساعة – أخذ عزیز مقتدر علیه مستأصل شافته، مجتث قائمته، حاط دعامته، متبر (مبیر خ ل) له، مدمر علیه،

اللهم بادره قبل أذیتى، و اسبقه – بکفایتک – کیده و شره و مکروهه، و غمزه، و سوء عقده و قصده؛

اللهم انى الیک فوضت أمرى، و بک تحصنت منه، و من کل من یتعمدنى بمکروهه، و یترصدنى بأذیته، و یصلت لى بطانته، و یسعى على بمکائده؛

اللهم کدلى و لا تکد على، و امکر و لا تمکر بى، و أرنى الثار من کل عدو أو مکار، و لا یضرنى ضار و أنت ولیى، و لا یغلبنى مغالب و أنت عضدى، و لا تجرى على مساءة و أنت کنفى، اللهم بک استذرعت (استدرعت خ ل) و اعتصمت، و علیک توکلت، و لا حول و لا قوة الا بک».

قنوت الامام موسى بن جعفر (علیه‏السلام)

«یا مفزع الفازع، و مأمن الهالع، و مطمع الطامع، و ملجأ الضارع، یا غوث اللهفان، و مأوى الحیران، و مروى الظمآن، و مشبع الجوعان، و کاسى العریان، و حاضر کل مکان بلادرک و لا عیان، و لا صفة و لا بطان؛

عجزت الأفهام، و ضلت الأوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام فضلا عن الأجرام العظام مما أنشأت حجابا لعظمتک، و أنى یتغلغل الى ما وراء ذلک (مما خ ل) بما لا یرام.

تقدست یا قدوس عن الظنون و الحدوس، و أنت الملک القدوس، بارى‏ء الأجسام و النفوس، و منخر العظام، و ممیت الأنام، و معیدها بعد الفناء و التطمیس؛

أسألک یا ذا القدرة و العلاء، و العزة و الثناء أن تصلى على محمد و آله اولى النهى، و المحل الأوفى، و المقام الأعلى، و أن تعجل ما قد تأجل، و تقدم ما قد تأخر، و تأتى بما قد وجب اتیانه (قد أوجبت اثباته) و تقرب ما قد تأخر – فى النفوس الحصرة – أوانه، و تکشف البأس، و سوء اللباس، و عوارض الوسواس الخناس فى صدور الناس و تکفینا ما قد رهقنا، و تصرف عنا ما قد رکبنا، و تبادر اصطلام الظالمین، و نصر المؤمنین و الادالة من المعاندین (العاندین خ ل) آمین رب العالمین».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«اللهم انى و فلان بن فلان: عبدان من عبیدک، نواصینا بیدک، تعلم

مستقرنا و مستودعنا، و منقلبنا و مثوانا، و سرنا و علانیتنا، تطلع على نیاتنا، و تحیط بضمائرنا؛

علمک بما نبدیه کعلمک بما نخفیه، و معرفتک بما نبطنه کمعرفتک بما نظهره و لا ینطوى عنک شى‏ء من امورنا، و لا یستتر دونک حال من أحوالنا، و لا منک معقل یحصننا، و لا حرز یحرزنا، و لا مهرب لنا نفوتک به، و لا یمنع الظالم منک حصونه، و لا یجاهدک عنه جنوده، و لا یغالبک مغالب بمنعة، و لا یعازک معاز بکثرة، أنت مدرکه أینما سلک، و قادر علیه أینما لجأ؛

فمعاذ المظلوم منا بک، و توکل المقهور منا علیک، و رجوعه الیک، و یستغیث بک اذا خذله المغیث، و یستصرخک اذا قعد عنه النصیر، و یلوذ بک اذا نفته الأفنیة، و یطرق بابک اذا اغلقت عنه الأبواب المرتجة، و یصل الیک اذا احتجبت عنه الملوک الغافلة، تعلم ما حل به قبل أن یشکوه الیک، و تعلم ما یصلحه قبل أن یدعوک له: فلک الحمد سمیعا لطیفا علیما خبیرا؛

و انه قد کان فى سابق علمک، و محکم قضائک، و جارى قدرک، و نافذ أمرک و قاضى حکمک، و ماضى مشیتک فى خلقک أجمعین: شقیهم و سعیدهم، و برهم و فاجرهم أن جعلت – لفلان بن فلان – على قدرة فظلمنى بها و بغى على بمکانها، و استطال و تعزز بسلطانه الذى خولته ایاه، و تجبر و افتخر بعلو حاله الذى نولته، و غره املاؤک له، و أطغاه حلمک عنه، فقصدنى بمکروه عجزت عن الصبر علیه، و تعمدنى بشر ضعفت عن احتماله، و لم أقدر على الانتصاف (الاستنصاف خ ل) منه لضعفى، و لا على الانتصار منه لقلتى و ذلى، فوکلت أمره الیک، و توکلت – فى شأنه – علیک، و توعدته بعقوبتک، و حذرته ببطشک، و خوفته نقمتک، فظن أن حلمک عنه من ضعف و حسب أن املاءک له عن عجز، و لم تنهه واحدة عن اخرى، و لا انزجر عن ثانیة باولى.

لکنه تمادى فى غیه، و تتابع فى ظلمه، و لج فى عدوانه، و استشرى فى طغیانه جرأة علیک یا سیدى و مولاى، و تعرضا لسخطک الذى لا ترده عن

الظالمین، و قلة اکتراث ببأسک الذى لا تحبسه عن الباغین؛

فها أنا ذا – یا سیدى – مستغصف فى یده، مستضام تحت سلطانه، مستذل بفنائه، مبغى على، مرعوب و جل، خائف مروع مقهور، قد قل صبرى، و ضاعت حیلتى، و انغلقت على المذاهب الا الیک، و انسدت عنى الجهات الا جهتک، و التبست على امورى فى دفع مکروهه عنى، و اشتبهت على الآراء فى ازالة ظلمه، و خذلنى من استنصرته من خلقک، و أسلمنى من تعلقت به من عبادک؛

فاستثرت نصیحى فأشار على بالرغبة الیک، و استرشدت دلیلى فلم یدلنى الا الیک، فرجعت الیک – یا مولاى – صاغرا راغما مستکینا، عالما أنه لا فرج لى الا عندک، و لا خلاص لى الا بک، أتنجز وعدک فى نصرتى و اجابة دعائى، لأن قولک الحق الذى لا یرد و لا یبدل، و قد قلت – تبارکت و تعالیت: «و من بغى علیه لینصرنه الله» (7) و قلت – جل ثناؤک، و تقدست اسماؤک -: «ادعونى أستجب لکم».

فانا فاعل ما أمرتنى به، لامنا علیک، و کیف أمن به و أنت علیه دللتنى فصل على محمد و آل محمد و استجب لى کما وعدتنى، یا من لا یخلف المیعاد؛

و انى لأعلم – یا سیدى – أن لک یوما تنتقم فیه من الظالم للمظلوم، و أتیقن أن لک وقتا تأخذ فیه من الغاصب للمغصوب، لأنک لا یسبقک معاند، و لا یخرج من قبضتک منابذ، و لا تخاف فوت فائت، ولکن جزعى و هلعى لا یبلغان الصبر على أناتک و انتظار حلمک؛

فقدرتک – یا سیدى – فوق کل قدرة، و سلطانک غالب کل سلطان، و معاد کل أحد الیک و ان أمهلته، و رجوع کل ظالم الیک و ان أنظرته، و قد أضرنى – یا سیدى – حلمک عن فلان، و طول أناتک له، و امهالک ایاه، فکاد

القنوط یستولى على لولا الثقة بک، و الیقین بوعدک؛

فان کان فى قضائک النافذ، و قدرتک الماضیة أنه ینیب أو یتوب، أو یرجع عن ظلمى، و یکف عن مکروهى، و نتقل عن عظیم ما رکب منى، فصل على محمد و آل محمد و أوقع ذلک فى قلبه، الساعة الساعة الساعة، قبل ازالة نعمتک التى أنعمت به على، و تکدیر معروفک الذى صنعته عندى؛

و ان کان فى علمک به غیر ذلک من مقامه على ظلمى فانى أسألک – یا ناصر المظلومین المبغى علیهم – اجابة دعوتى، فصل على محمد و آل محمد، و خذه من مأمنه أخذ عزیز مقتدر، و افجأه فى غفلته مفاجاة ملیک منتصر، و اسلبه نعمته و سلطانه، و افضض عنه جموعه و أعوانه، و مزق ملکه کل ممزق، و فرق أنصاره کل مفرق، و أعره من نعمتک التى لا یقابلها بالشکر، و انزع عنه سربال عزک الذى لم یجازه باحسان؛

و اقصمه یا قاصم الجبابرة، و أهلکه یا مهلک القرون الخالیة، و أبره یا مبیر الامم الظالمة، و اخذ له یا خاذل الفرق الباغیة، و ابتر عمره، و ابتز ملکه، و عف أثره، و اقطع خبره، و أطف ناره، و أظلم نهاره، و کور شمسه، و أزهق نفسه و اهشم سوقه [جمع ساق] وجب سنامه، و ارغم أنفه، و عجل حتفه، و لا تدع له جنة الا هتکتها، و لا دعامة الا قصمتها، و لا کلمة مجتمعة الا فرقتها، و لا قائمة علو الا وضعتها، و لا رکنا الا وهنته، و لا سببا الا قطعته؛

و أرنا أنصاره عبادید بعد الالفة، و شتى بعد اجتماع الکلمة، و مقنعى الرؤس بعد الظهور على الامة، و اشف – بزوال أمره – القلوب الوجلة، و الافئدة اللهفة؛ و الامة المتحیرة، و البریة الضائعة؛

و أدل – ببواره – الحدود المعطلة، و السنن الدائرة، و الأحکام المهملة، و المعالم المغبرة (المغیرة خ ل) و الآیات المحرفة، و المدارس المهجورة، و المحاریب المجفوة، و المشاهد المهدومة، و أشبع به الخماص الساغبة، و أرو به اللهوات اللاغبة، و الأکباد الظامئة و أرح به الأقدام المتعبة، و اطرقه بلیلة لا اخت لها،

و بساعة لا مثوى فیها، و بنکبة لا انتعاش معها، و بعثرة لا اقالة منها، و أبح حریمه و نغص نعیمه، و أره بطشتک الکبرى، و نقمتک المثلى، و قدرتک التى فوق قدرته، و سلطانک الذى هو أعز من سلطانه؛

و اغلبه لى بقوتک القویة، و محالک الشدید، و امنعنى منه بمنعک الذى کل خلق فیه ذلیل، و ابتله بفقر لا تجبره، و بسوء لا تستره، و کله الى نفسه فیما یرید، انک فعال لما ترید، و ابرأه من حولک، و قوتک، و لکه الى حوله و قوته؛

و أزل مکره بمکرک، و ادفع مشیته بمشیتک، و اسقم جسده، و أیتم ولده و انقص (اقض خ ل) أجله، و خیب أمله، و أزل دولته، و أطل عولته، و اجعل شغله فى بدنه، و لا تفکه من حزنه، و صیر کیده فى ضلال، و أمره الى زوال، و نعمته الى انتقال و جده فى سفال، و سلطانه فى اضمحلال، و عاقبته الى شر مآل، و أمته بغیظه الى أمته، و أبقه بحسرته ان أبقیته، و قنى شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته، و المحه لمحة تدمر بها علیه، فانک أشد بأسا و أشد تنکیلا».

أقول: قد ذکرنا هذا الدعاء فى کتاب (الامام الهادى من المهد الى اللحد) و ذکرنا – هناک – کلام الامام الهادى (علیه‏السلام) انه قال:

«لما بلغ منى الجهد رجعت الى کنوز نتوارثها من آبائنا هى أعز من الحصون و السلاح و الجنن [جمع جنة] و هو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به علیه [المتوکل] فأهلکه الله…».

قنوت الامام على بن موسى الرضا (علیه‏السلام)

الفزع الفزع الیک، یا ذا المحاضرة، و الرغبة الرغبة الیک یا من المفاخرة و أنت – اللهم – مشاهد هواجس النفوس، و مراصد حرکات القلوب، و مطالع مسرات السرائر من غیر تکلف و لا تعسف؛

و قد ترى – اللهم – ما لیس عنک بمنطوى، ولکن حلمک آمن أهله علیه جرأة و تمردا و عتوا و عنادا، و ما یعانیه أولیاؤک من تعفیة آثار الحق، و دروس

معالمه، و تزید الفواحش، و استمرار أهلها علیه، و ظهور الباطل، و عموم التغاشم و التراضى بذلک فى المعاملات و المتصرفات، قد جرت به العادات، و صار کالمفروضات و المسنونات؛

اللهم فبادرنا منک بالعون الذى من أعنته به فاز، و من أیدته لم یخف لمز لماز و خذ الظالم أخذا عنیفا، و لا تکن له راحما و لا به رؤفا؛

اللهم اللهم اللهم بادرهم، اللهم عاجلهم، اللهم لا تمهلهم، اللهم غادرهم بکرة و هجیرة و سحرة و بیاتا و هم نائمون، و ضحى و هم یلعبون، و مکرا و هم یمکرون، و فجأة و هم آمنون؛

اللهم بددهم، و بدد أعوانهم، و اغلل أعضادهم، و اهزم جنودهم، و افلل حدهم، و اجتث سنامهم، و اضعف عزائمهم، اللهم امنحنا أکتافهم، و ملکنا أکنافهم، و بدلهم بالنعم النقم و بدلنا من محاذرتهم و بغیهم السلامة، و اغنمناهم أکمل المغنم، اللهم لا ترد عنهم بأسک الذى اذا حل بقوم فساء صباح المنذرین».

قنوت الامام محمد بن على بن موسى (علیه‏السلام)

«اللهم منائحک متتابعة، و أیادیک متوالیة، و نعمک سابغة، و شکرنا قصیر و حمدنا یسیر، و أنت – بالتعطف على من اعترف – جدیر؛

اللهم و قد غص أهل الحق بالریق، و ارتبک أهل الصدق فى المضیق، و أنت – اللهم – بعبادک و ذوى الرغبة الیک شفیق، و باجابة دعائهم و تعجیل الفرج عنهم حقیق؛

اللهم فصل على محمد و آل محمد، و بادرنا منک بالعون الذى لا خذلان بعده، و النصر الذى لا باطل یتکأده، و أتح لنا من لدنک متاحا فیاحا، یأمن فیه ولیک، و یخیب فیه عدوک، و تقام فیه معالمک، و تظهر فیه أوامرک، و تنکف فیه عوادى عداتک.

اللهم بادرنا منک بدار الرحمة، و بادر أعدائک من بأسک بدار النقمة،

اللهم أعنا و أغثنا، و ارفع نقمتک عنا، و أحلها بالقوم الظالمین».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

اللهم أنت الأول بلا أولیة معدودة، و الآخر بلا آخریة محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحکمتک اختیارا و بلوتنا – بأمرک و نهیک – اختبارا، و أیدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و کلفتنا الطاقة، و جشمتنا الطاعة، فأمرت تخییرا، و نهیت تحذیرا، و خولت کثیرا، و سألت یسیرا؛

فعصى أمرک فحلمت، و جهل قدرک فتکرمت، فأنت رب العزة و البهاء و العظمة و الکبریاء، و الاحسان و النعماء، و المن و الآلاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء، لا تحیط القلوب لک بکنه، و لا تدرک الأوهام لک صفة، و لا یشبهک شى‏ء من خلقک، و لا یمثل بک شى‏ء من صنعتک، تبارکت أن تحس أو تمس، أو تدرکک الحواس الخمس، و أنى یدرک مخلوق خالقه؟ و تعالیت – یا آلهى – عما یقول الظالمون علوا کبیرا؛

اللهم أدل لأولیائک من أعدائک الظالمین، الباغین الناکثین القاسطین المارقین الذین أضلوا عبادک، و حرفوا کتابک، و بدلوا أحکامک، و جحدوا حقک، و جلسوا مجالس أولیائک، جرأة منهم علیک، و ظلما منهم لأهل بیت نبیک (علیهم سلامک و صلواتک و رحمتک و برکاتک) فضلوا و أضلوا خلقک، و هتکوا حجاب سترک من عبادک، و اتخذوا – اللهم – مالک دولا، و عبادک خولا، و ترکوا – اللهم – عالم أرضک فى بکماء عمیاء ظلماء مدلهمة، فأعینهم مفتوحة، و قلوبهم عمیة، و لم تبق لهم – اللهم – علیک من حجة، لقد حذرت – اللهم – عذابک، و بینت نکالک، و وعدت المطیعین احسانک و قدمت الیهم بالنذر، فآمنت طائفة، و أیدت – اللهم – الذین آمنوا على عدوک، و عدو أولیائک، فأصبحوا ظاهرین، و الى الحق داعین، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعین، و جدد – اللهم – على أعدائک و أعدائهم نارک، و عذابک الذى لا تدفعه عن القوم الظالمین؛

اللهم صل على محمد و آل محمد، و قو ضعف المخلصین لک بالمحبة، المشایعین لنا بالموالاة، و المتبعین لنا بالتصدیق و العمل، المؤازرین لنا بالمواساة فینا، المحیین ذکرنا عند اجتماعهم، و شد – اللهم – رکنهم، و سدد لهم – اللهم – دینهم الذى ارتضیته لهم، و أتمم علیهم نعمتک، و خلصهم و استخلصهم، و سد – اللهم – فقرهم، و المم – اللهم – شعث فاقتهم، و اغفر – اللهم – ذنوبهم و خطایاهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هدیتهم، و لا تخلهم – أى رب – بمعصیتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولایة أولیائک، و البرائة من اعدائک انک سمیع مجیب، و صلى الله على محمد و آله الطیبین الطاهرین أجمیعن».

قنوت الامام مولانا الزکى على بن محمد بن على الرضا (علیه‏السلام)

«مناهل کراماتک بجزیل عطیاتک مترعة، و أبواب مناجاتک لمن أمک مشرعة و عطوف لحظاتک لمن ضرع الیک غیر منقطعة، و قد الجم الحذار، و اشتد الاضطرار و عجز عن الاصطبار أهل الانتظار (الانتصار خ ل) و أنت – اللهم – بالمرصد من المکار؛

اللهم و غیر مهمل مع الامهال، و اللائذ بک آمن، و الراغب الیک غانم و القاصد – اللهم – لبابک – سالم.

اللهم فعاجل من قد استن فى طغیانه، و استمر على جهالته لعقباه فى کفرانه، و أطمعه حلمک عنه فى نیل ارادته، فهو یتسرع الى أولیائک بمکارهه و یواصلهم بقبائح مراصده، و یقصدهم فى مظانهم بأذیته؛

اللهم اکشف العذاب عن المؤمنین، و ابعثه جهرة على الظالمین،

اللهم اکفف العذاب عن المستجیرین، واصببه على المغترین (المفترین، المغیرین خ ل) اللهم بادر عصبة الحق بالعون، و بادر أعوان الظلم بالقصم، اللهم اسعدنا بالشکر و امنحنا النصر، و أعذرنا من سوء البداء و العاقبة و الختر».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته:

«یا من تفرد بالربوبیة، و توحد بالوحدانیة، یا من أضاء باسمه النهار، و أشرقت به الأنوار، و أظلم بأمره حندس اللیل، و هطل بغیثه وابل السیل یا من دعاه المضطرون فأجابهم، و لجأ الیه الخائفون فآمنهم، و عبده الطائعون فشکرهم، و حمده الشاکرون فأثابهم، ما أجل شأنک، و أعلى سلطانک، و أنفذ أحکامک؛

أنت الخالق بغیر تکلف، و القاضى بغیر تحیف، حجتک البالغة، و کلمتک الدامغة بک اعتصمت و تعوذت من نفثات العندة، و رصدات الملحدة، الذین ألحدوا فى أسمائک و رصدوا بالمکاره لأولیائک، و أعانوا على قتل أنبیائک و أصفیائک، و قصدوا لاطفاء نورک باذاعة سرک، و کذبوا رسلک، و صدوا عن آیاتک، و اتخذوا – من دون رسولک و دون المؤمنین – ولیجة رغبة عنک، و عبدوا طواغیتهم و جوابیتهم بدلا منک، فمننت على أولیائک بعظیم نعمائک، و جدت علیهم بکریم آلائک، و أتممت لهم ما أولیتهم بحسن جزائک، حفظا لهم من معاندة الرسل، و ضلال السبل، و صدقت لهم بالعهود ألسنة الاجابة، و خشعت لک بالعقود قلوب الانابة؛

أسألک – اللهم – باسمک الذى خشعت له السموات و الأرض، و أحییت به موات الأشیاء، و أمت به جمیع الأحیاء، و جمعت به کل متفرق، و فرقت به کل مجتمع، و أتممت به الکلمات، و أریت به کبرى الآیات، و تبت به على التوابین و أخسرت به عمل المفسدین، فجعلت عملهم هباء منثورا، و تبرتهم تتبیرا أن تصلى على محمد و آل محمد، و أن تجعل شیعتى من الذین حملوا فصدقوا، و استنطقوا فنطقوا آمنین مأمونین؛

اللهم انى أسألک – لهم – توفیق أهل الهدى، و أعمال أهل الیقین، و مناصحة أهل التوبة، و عزم أهل الصبر، و تقیة أهل الورع، و کتمان الصدیقین، حتى یخافوک – اللهم – مخافة تحجزهم عن معاصیک، و حتى یعملوا بطاعتک،

لینالوا کرامتک و حتى یناصحوا لک، و فیک خوفا منک، و حتى یخلصوا لک النصیحة فى التوبة حبا لک فتوجب لهم محبتک التى أوجبتها للتوابین، و حتى یتوکلوا علیک فى امورهم کلها حسن ظن بک، و حتى یفوضوا الیک امورهم ثقة بک؛

اللهم لا تنال طاعتک الا بتوفیقک، و لا تنال درجة من درجات الخیر الا بک، اللهم یا مالک یوم الدین، العالم بخفایا صدور العالمین، طهر الأرض من نجس أهل الشرک، و أخرس الخراصین عن تقولهم على رسولک الافک؛

اللهم اقصم الجبارین، و أبر المفترین، و أبد الأفاکین، الذین اذا تتلى علیهم آیات الرحمن قالوا أساطیر الأولین؛

و أنجز لى وعدک انک لا تخلف المیعاد، و عجل فرج کل طالب مرتاد، انک لبالمرصاد للعباد، و أعوذ بک من کل لبس ملبوس، و من کل قلب عن معرفتک محبوس، و من کل نفس تکفر اذا أصابها بؤس، و من واصف عدل عمله عن العدل معکوس، و من طالب للحق و هو عن صفات الحق منکوس، و من مکتسب اثم باثمه مرکوس، و من وجه عند تتابع النعم علیه عبوس، أعوذ بک من ذلک کله و من نظیره و أشکاله و أمثاله، انک على علیم حکیم».

قنوت مولانا الحسن بن على العسکرى (علیه‏السلام)

«یا من غشى نوره الظلمات، یا من أضاءت بقدسه الفجاج المتوعرات یا من خشع له أهل الأرض و السموات، یا من بخع له بالطاعة کل متجبر عات، یا عالم الضمائر المستخفیات، وسعت کل شى‏ء رحمة و علما، فاغفر للذین تابوا و اتبعوا سبیلک، و قهم عذاب الجحیم، و عاجلهم بنصرک الذین وعدتهم، انک لا تخلف المیعاد، و عجل – اللهم – اجتیاح أهل الکید، و آوهم (أوبهم خ ل) الى شر دار فى أعظم نکال و أقبح مثاب (متاب خ ل).

اللهم انک حاضر أسرار خلقک، و عالم بضمائرهم، و مستغن – لولا

الندب باللجأ الى تنجز ما وعدت اللاجین (وعدته اللاجى) – عن کشف مکامنهم، و قد تعلم – یا رب – ما اسره و ابدیه، و أنشره و أطویه، و أظهره و اخفیه، على متصرفات أوقاتى، و أصناف حرکاتى فى جمیع حاجاتى؛

و قد ترى – یا رب – ما قد تراطم فیه أهل ولایتک، و استمر علیهم من اعدائک، غیر ظنین فى کرم، و لا ضنین بنعم، لکن الجهد یبعث على الاستزادة، و ما أمرت به من الدعاء – اذا أخلص لک اللجأ یقتضى احسانک – شرط الزیادة، و هذه النواصى و الأعناق خاضعة لک بذل العبودیة، و الاعتراف بملکة الربوبیة، داعیة بقلوبها، و مشخصات (محصنات خ ل) الیک فى تعجیل الانالة، و ما شئت کان، و ما تشاء کائن؛

أنت المدعو المرجو، المأمول المسئول، لا ینقصک نائل و ان اتسع، و لا یلحفک سائل و ان ألح و ضرع، ملکک لا یلحقه التنفید، و عزک الباقى على التأبید، و ما فى الأعصار من مشیتک بمقدار، و أنت الله لا اله الا أنت الرؤف الجبار، اللهم أیدنا بعونک، و اکنفنا بصونک، و أنلنا منال المعتصمین بحبلک المستظلین بظلک».

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته، و أمر أهل قم بذلک لما شکوا من موسى بن بغا.

«الحمدلله (شکرا خ ل) شاکرا لنعمائه، و استدعاء لمزیده، و استخلاصا له و به (استجلابا لرزقه خ ل) دون غیره، و عیاذا به من کفرانه، و الالحاد فى عظمته و کبریائه؛

حمد من یعلم أن ما به من نعماء فمن عند ربه، و ما مسه من عقوبة فبسوء جنایة یده، و صلى الله على محمد عبده و رسوله، و خیرته من خلقه، ذریعة المؤمنین الى رحمته، و آله الطاهرین ولاة أمره؛

اللهم انک ندبت الى فضلک، و أمرت بدعائک، و ضمنت الاجابة لعبادک و لم تخیب من فزع الیک برغبة، و قصد الیک بحاجة، و لم ترجع ید طالبة صفرا

من عطائک، و لا خائبة من نحل هباتک، و أى راحل رحل الیک فلم یجدک قریبا أو أى وافد وفد علیک فاقتطعته عوائد الرد دونک، بل أى محتفر من فضلک لم یمهه فیض جودک، و أى مستنبط لمزیدک أکدى دون استماحة سجال عطیتک.

اللهم و قد قصدت الیک برغبتى، و قرعت باب فضلک ید مسئلتى، و ناجاک بخشوع الاستکانة قلبى، و وجدتک خیر شفیع لى الیک، و قد علمت ما یحدث من طلبتى قبل أن یخطر بفکرى، أو یقع فى خلدى، فصل – اللهم – دعائى ایاک باجابتى، و اشفع مسألتى بنجح طلبتى؛

اللهم و قد شملنا زیغ الفتن، و استولت علینا غشوة الحیرة، و قارعنا الذل و الصغار، و حکم علینا غیر المأمونین فى دینک، و ابتز امورنا معادن الابن!! ممن عطل حکمک، و سعى فى اتلاف عبادک، و افساد بلادک؛

اللهم و قد عاد فیئنا دولة بعد القسمة، و امارتنا غلبة بعد المشورة، و عدنا میراثا بعد الاختیار للامة، فاشتریت الملاهى و المعازف بسهم الیتیم و الأرملة و حکم فى أبشار المؤمنین أهل الذمة، و ولى القیام بامورهم فاسق کل قبیلة، فلا ذائد یذودهم عن هلکة، و لا راع ینظر الیهم بعین الرحمة، و لا ذو شفقة یشبع الکبد الحرى من مسغبة، فهم اولو ضرع بدار مضیعة، و اسراء مسکنة، و حلفاء کآبة و ذلة.

اللهم و قد لا استحصد زرع الباطل، و بلغ نهایته، و استحکم عموده، و استجمع طریده، و خذرف ولیده، و بسق فرعه، و ضرب بجرانه، اللهم فأتح له من الحق یدا حاصدة تضرع (تصدع خ ل) قائمة، و تهشم سوقه [جمع ساق] و تجب سنامه و تجدع مراغمه، لیستخفى الباطل بقبح صورته، و یظهر الحق بحسن حلیته؛

اللهم و لا تدع للجور دعامة الا قصمتها، و لا جنة الا هتکتها، و لا کلمة مجتمعة الا فرقتها، و لا سریة ثقل الا خففتها، و لا قائمة علو الا حططتها، و لا رافعة علم الا نکستها، و لا خضراء الا أبرتها؛

اللهم فکور شمشه، و حط نوره، و اطمس ذکره، و أرم بالحق رأسه و فض جیوشه، و أرعب قلوب أهله، اللهم و لا تدع منه بقیة الا أفنیت، و لا بنیة الا سویت، و لا حلقة الا قصمت، و لا سلاحا الا أکللت، و لا حدا الا أفللت، و لا کراعا الا اجتحت، و لا حاملة علم الا نکست؛

اللهم و أرنا أنصاره عبادید بعد الالفة، و شتى بعد اجتماع الکلمة، و مقنعى الرؤس بعد الظهور على الامة، و اسفر لنا عن نهار العدل، و أرناه سرمدا لا ظلمة فیه و نورا لا شوب معه، و اهطل علینا ناشئته، و أنزل علینا برکته، و أدل له ممن ناواه و انصره على من عاداه؛

اللهم و أظهر به الحق، و أصبح به فى غسق الظلم، و بهم الحیرة، اللهم و أحى به القلوب المیتة، و اجمع به الأهواء المتفرقة، و الآراء المختلفة، و أقم به الحدود المعطلة و الأحکام المهملة، و أشبع به الخماص الساغبة، و أرح به الأبدان اللاغبة المتعبة، کما ألهجتنا بذکره، و أخطرت ببالنا دعاءک له، و وفقتنا للدعاء الیه و حیاشة أهل الغفلة عنه (الیه خ ل) و أسکنت فى قلوبنا محبته و الطمع فیه، و حسن الظن بک لاقامة مراسمه، اللهم فآت لنا منه على أحسن یقین، یا محقق الظنون الحسنة، و یا مصدق الآمال المبطنة (المبطئة خ ل)؛

اللهم و أکذب به المتألین علیک فیه، و اخلف به ظنون القانطین من رحمتک و الآیسین منه، اللهم اجعلنا سببا من أسبابه، و علما من أعلامه، و معقلا من معاقله، و نضر وجوهنا بتحلیته، و أکرمنا بنصرته، و اجعل فینا خیرا تظهرنا له و به، و لا تشمت بنا حاسدى النعم، و المتربصین بنا حلول الندم، و نزول المثل؛

فقد ترى – یا رب – براءة ساحتنا، و خلو ذرعنا من الاضمار لهم على احنة و التمنى لهم وقوع جائحة، و ما تنازل من تحصینهم بالعافیة، و ما أضبوا لنا من انتهاز الفرصة، و طلب الوثوب بنا عند الغفلة؛

اللهم و قد عرفتنا من أنفسنا، و بصرتنا من عیوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن استیهال اجابتک، و أنت المتفضل على غیر المستحقین، و المبتدى‏ء

بالاحسان غیر السائلین، فأت لنا من أمرنا على حسب کرمک و جودک و فضلک و امتنانک انک تفعل ما تشاء و تحکم ما ترید، انا الیک راغبون، و من جمیع ذنوبنا تائبون؛

اللهم و الداعى الیک، و القائم بالقسط من عبادک، الفقیر الى رحمتک، المحتاج الى معونتک على طاعتک، اذ ابتدأته بنعمتک، و ألبسته أثواب کرامتک، و ألقیت علیه محبة طاعتک، ثبت و طأته فى القلوب من محبتک، و وفقته للقیام بما أغمض فیه – أهل زمانه – من أمرک، و جعلته مفزعا لمظلومى عبادک، و ناصرا لمن لا یجد له ناصرا غیرک، و مجددا لما عطل من أحکام کتابک، و مشیدا لما رد (دثر خ ل) من أعلام دینک و سنن نبیک (علیه و آله سلامک و صلواتک و رحمتک و برکاتک) فاجعله – اللهم – فى حصانة من بأس المعتدین، و أشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدین، و بلغ به أفضل ما بلغت به القائمین بقسطک من أتباع النبیین؛

اللهم و أذلل به من لم تسهم له فى الرجوع الى محبتک، و من نصب له العداوة و ارم بحجرک الدامغ من أراد التألیب على دینک باذلاله، و تشتیت أمره، و اغضب لمن لا ترة له و لا طائلة، و عادى الأقربین و الأبعدین فیک، منا منک علیه، لا منا منه علیک؛

اللهم فکما نصب نفسه غرضا فیک للأبعدین، و جاد ببذل مهجته لک فى الذب عن حریم المؤمنین، و رد شر بغاة المرتدین المریبین، حتى اخفى ما کان جهر به من المعاصى، و أبدى ما کان نبذه العلماء وراء ظهورهم، مما أخذت میثاقهم على أن یبینوه للناس و لا یکتموه؛

و دعا الى افرادک بالطاعة، و ألا یجعل لک شریکا من خلقک، یعلو أمره على أمرک، مع ما یتجرعه فیک من مرارات الغیظ، الجارحة بحواس القلوب و ما یعتوره من الغموم، و یفزع علیه من أحداث الخطوب، و یشرق به من الغصص التى لا تبتلعها الحلوق، و لا تحنو علیها الضلوع، من نظرة الى أمر من أمرک،

و لا تناله یده بتغییره و رده الى محبتک.

فاشدد – اللهم – أزره بنصرک، و أطل باعه فیما قصر عنه من اطراد الراتعین فى حماک، و زده فى قوته بسطة من تأییدک، و لا توحشنا من انسه، و لا تخترمه دون أمله من الصلاح الفاشى فى أهل ملته، و العدل الظاهر فى امته؛

اللهم و شرف بما استقبل به من القیام بأمرک لدى موقف الحساب مقامه و سر نبیک محمدا (صلواتک علیه و آله) برؤیته، و من تبعه على دعوته، و أجزل له – على ما رأیته قائما به من أمرک – ثوابه، و ابن‏قرب دنوه منک فى حیاته، و ارحم استکانتنا من بعده، و استخذاءنا لمن کنا نقمعه به اذ أفقدتنا وجهه، و بسطت أیدى من کنا نبسط أیدینا علیه لنرده عن معصیته، و افتراقنا (افترقنا خ ل) بعد الالفة و الاجتماع تحت ظل کنفه، و تلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته، و طلبنا من القیام بحق ما لا سبیل لنا الى رجعته؛

و اجعله – اللهم – فى أمن مما یشفق علیه منه، ورد عنه من سهام المکاید ما یوجهه أهل الشنآن الیه، و الى شرکائه فى أمره، و معاونیه على طاعة ربه، الذین جعلتهم سلاحه و حصنه، و مفزعه و انسه، الذین سلوا عن الأهل و الأولاد، و جفوا الوطن، و عطلوا الوثیر من المهاد، و رفضوا تجاراتهم، و أضروا بمعایشهم، و فقدوا فى أندیتهم بغیر غیبة عن مصرهم، و خاللوا البعید ممن عاضدهم، و قلوا القریب ممن صد عنهم و عن جهتهم (و جهتهم خ ل)، فائتلفوا بعد التدابر و التقاطع فى دهرهم، و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنیا؛

فاجعلهم – اللهم – فى أمن حرزک، و ظل کنفک، و رد عنهم بأس من قصد الیهم بالعداوة من عبادک، و أجزل لهم على دعوتهم من کفایتک و معونتک و أمدهم (أیدهم خ ل) بتأییدک و نصرک، و أزهق – بحقهم – باطل من أراد اطفاء نورک.

اللهم و املأ بهم کل افق من الآفاق، و قطر من الأقطار قسطا و عدلا، و مرحمة و فضلا، و اشکرهم على حسب کرمک، وجودک ما مننت به على

القائمین بالقسط من عبادک، و ادخرت لهم من ثوابک ما ترفع لهم به الدرجات، انک تفعل ما تشاء و تحکم ما ترید».

قنوت مولانا الحجة ابن الحسن (علیهماالسلام)

«اللهم صل على محمد و آل محمد، و أکرم أولیاءک بانجاز وعدک، و بلغهم درک ما یأملونه من نصرک، و اکفف عنهم بأس من نصب الخلاف علیک، و تمرد بمنعک على رکوب مخالفتک، و استعان برفدک على فل حدک، و قصد لکیدک بأیدک، و وسعته حلما لتأخذه على جهرة، و تستأصله على غرة، فانک – اللهم – قلت – و قولک الحق -: «حتى اذا أخذت الأرض زخرفها و ازینت و ظن أهلها أنهم قادرون علیها أتاها أمرنا لیلا أو نهارا فجعلناهم حصیدا کأن لم تغن بالأمس کذلک نفصل الآیات لقوم یتفکرون» و قلت: «فلما آسفونا انتقمنا منهم»:

و ان الغایة – عندنا- قد تناهت، و انا لغضبک غاضبون، و انا على نصر الحق متعاصبون، و الى ورود أمرک مشتاقون، و لانجاز وعدک مرتقبون، و لحلول و عیدک – بأعدائک – متوقعون؛

اللهم فأذن بذلک، و افتح طرقاته، و سهل خروجه، و وطأ مسالکه و اشرع شرائعه، و أید جنوده و أعوانه، و بادر بأسک القوم الظالمین، و ابسط سیف نقمتک على أعدائک المعاندین، و خذ بالثار انک جواد مکار.

و دعا (علیه‏السلام) فى قنوته بهذا الدعاء:

اللهم مالک الملک، تؤتى الملک من تشاء، و تنزع الملک ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء، بیدک الخیر انک على کل شى‏ء قدیر، یا ماجد یا جواد، یا ذا الجلال و الأکرام، یا بطاش، یا ذا البطش الشدید، یا فعالا لما یرید، یا ذا القوة المتین، یا رؤف یا رحیم، یا لطیف یا حى حین لا حى؛

اللهم أسألک باسمک المخزون المکنون، الحى القیوم الذى استأثرت به فى

علم الغیب عندک، و لم یطلع علیه أحد من خلقک، و أسألک باسمک الذى تصور به خلقک فى الأرحام کیف تشاء، و به تسوق الیهم أرزاقهم فى أطباق الظلمات، من بین العروق و العظام و أسألک باسمک الذى ألفت به بین قلوب أولیائک، و ألفت بین الثلج و النار، لا هذا یذیب هذا، و لا هذا یطفى‏ء هذا!!؛

و اسألک باسمک الذى کونت به طعم المیاه، و أسألک باسمک الذى أجریت به الماء فى عروق النبات بین أطباق الثرى، و سقت الماء الى عروق الأشجار بین الصخرة الصماء، و أسألک باسمک الذى کونت به طعم الثمار و ألوانها، و اسألک باسمک الذى به تبدى‏ء و تعید، و أسألک باسمک الفرد الواحد المتفرد بالوحدانیة، المتوحد بالصمدانیة و اسألک باسمک الذى فجرت به الماء من الصخرة الصماء و سقته من حیث شئت، و أسألک باسمک الذى خلقت به خلقک، و رزقتهم کیف شئت.

یا من لا تغیره الأیام و اللیالى، أدعوک بما دعاک به نوح حین ناداک فأنجیته و من معه، و أهلکت قومه، و أدعوک بما دعاک به موسى کلیمک حین ناداک، ففرقت (ففلقت خ ل) له البحر، فأنجیته و بنى‏اسرائیل، و أغرقت فرعون و قومه فى الیم، و ادعوک بما دعاک به عیسى روحک حین ناداک فنجیته من أعدائه، و الیک رفعته، و ادعوک بما دعاک به حبیبک و صفیک و نبیک محمد (صلى الله علیه و آله) فاستجبت له، و من الأحزاب نجیته و على أعدائک نصرته، و أسألک باسمک الذى اذا دعیت به أجبت، یا من له الخلق و الأمر یا من أحاط بکل شى‏ء علما، و أحصى کل شى‏ء عددا؛

یا من لا تغیره الأیام و اللیالى، و لا تتشابه علیه الأصوات، و لا تخفى علیه اللغات و لا یبرمه الحاج الملحین، أسألک أن تصلى على محمد و آل محمد خیرتک من خلقک فصل علیهم بأفضل صلواتک، و صل على جمیع النبیین و المرسلین، الذین بلغوا عنک الهدى، و عقدوا لک المواثیق بالطاعة، و صل على عبادک الصالحین؛

یا من لا یخلف المیعاد، أنجز لى ما وعدتنى، و اجمع لى أصحابى، و صبرهم و انصرنى على أعدائک و أعداء رسولک، و لا تخیب دعوتى، فانى عبدک ابن عبدک، ابن أمتک، أسیر بین یدیک؛

سیدى أنت الذى مننت على بهذا المقام، و تفضلت به على دون کثیر من خلقک أسألک أن تصلى على محمد و آل محمد، و أن تنجز لى ما وعدتنى، انک انت الصادق و لا تخلف المیعاد، و أنت على کل شى‏ء قدیر» (8).


1) الکافى ج 1 / 329.

2) نوع من الخشب لا تکاد تبلیه الأرض.

3) حواشیها: جوانبها.

4) أى ذکر تاریخ الیوم و الشهر و السنة.

5) غیبة الطوسى / 222.

6) المدرج: الکتاب الملفوف المطوى، و العکازة: عصا فى أسفلها زج، یتوکأ علیها الرجل، و الحقة – بضم الحاء -: وعاء منحوت من الخشب أو العاج و غیرهما.

7) الآیة هکذا: «ذلک و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى علیه لینصرنه الله» و لعل الامام (علیه‏السلام) نقل الآیة بالمعنى.

8) مهج الدعوات / 45 – 69.