فى (اثبات الوصیة) عنه قال:
کنت یوما کتبت الیه أخبره باختلاف الموالى، و أسأله اظهار دلیل [على امامته] فکتب:
«انما خاطب الله (عزوجل) ذوى الألباب (العاقل خ ل) و لیس أحد یأتى بآیة أو یظهر دلیلا أکثر مما جاء به خاتم النبیین و سید المرسلین، فقالوا: کاهن و ساحر کذاب.
فهدى الله من اهتدى، غیر أن الأدلة یسکن الیها کثیر من الناس، و ذلک ان الله (جل جلاله) یأذن لنا فنتکلم، و یمنع فنصمت؛
ولو أحب الله أن لا یظهر حقا لما بعث النبیین مبشرین و منذرین، یصدعون بالحق فى حال الضعف و القوة فى أوقات، و ینطقون فى أوقات، لیقضى الله أمره، و ینفذ حکمه؛
و الناس فى: طبقات شتى:
فالمستبصر على سبیل نجاة، متمسک بالحق، متعلق بفرع أصیل، غیر شاک و لا مرتاب، لا یجد عنه ملجا؛
و طبقة: لم تأخذ الحق من أهله، فهم کراکب البحر، یموج عند موجه، و یسکن عند سکونه؛
و طبقة: استحوذ علیهم الشیطان، شأنهم الرد على أهل الحق، و دفعهم الحق بالباطل، حسدا من عند أنفسهم؛
فدع من ذهب (یذهب خ ل) یمینا و شمالا، فان الراعى اذا أراد أن یجمع غنمه جمعها بأهون سعى؛
ذکرت ما اختلف فیه موالى، فاذا کانت الوصیة و الکتب (الکبر خ ل) فلا ریب، و من جلس مجلس (مجالس خ ل) الحکم فهو أولى بالحکم؛
أحسن رعایة من استرعیت، و ایاک و الاذاعة و طلب الرئاسة فانهما یدعوان الى الهلکة؛ ثم قال [کتب]:
ذکرت شخوصک [سفرک] الى فارس، فاشخص [سافر] (خار الله لک) و تدخل مصر ان شاء الله آمنا، و اقرأ من تثق به من موالینا السلام، و مرهم بتقوى الله العظیم، و أداء الأمانة؛
و أعلمهم أن المذیع علینا: حرب لنا».
قال [محمد بن عبیدالله]: فلما قرأت: «خار الله لک فى دخولک مصر ان شاء الله آمنا» لم أعرف المعنى فیه، قدمت بغداد عازما على الخروج الى فارس، فلم یقیض [یتهیأ] لى و خرجت الى مصر (1).
1) اثبات الوصیة / 210 و فى تحف العقول / 361 مع زیادة و نقیصة.