جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

محمد بن القاسم

زمان مطالعه: 3 دقیقه

المفسر الاسترابادى، الجرجانى، یکنى أباالحسن، و هو الذى یروى التفسیر المنسوب الى الامام الحسن العسکرى (علیه‏السلام) عن رجلین من أصحاب الامام.

و قد وعدنا القراء أن نذکر کلمة حول هذا التفسیر الذى وقع مورد الخلاف بین العلماء الرجالیین منذ قرون، و الیک هذه الکلمة المتواضعة:

یوجد تفسیر ینسب الى الامام العسکرى (علیه‏السلام) و قد اضطربت الأقوال، و اختلفت الأقلام من المحدثین و المفسرین و الفقهاء و الرجالیین حوله، مع العلم انه لا یوجد منه سوى تفسیر سورة الحمد، و شى‏ء من سورة البقرة، و أما بقیة أجزاء التفسیر فهى مفقودة؛

و التفسیر یروى عن الحسن بن خالد البرقى عن الامام العسکرى (علیه‏السلام) و یروى عن محمد بن القاسم الاسترابادى الجرجانى، عن یوسف بن محمد، و على بن محمد بن یسار أو سیار عن الامام العسکرى (علیه‏السلام)؛

فهناک ثلة من علماء الرجال و المحدثین الذین قد ضعفوا هذا التفسیر من ناحیة السند و بعضهم من ناحیة المتن، و بعضهم من ناحیة السند و المتن جمیعا؛

و بعضهم یوثقون التفسیر، و یعتمدون على السند و المتن.

و لکل من الفریقین أدلة و حجج و براهین قابلة للمناقشة، و هذا معرکة علمیة بین أبطال العلم و المعرفة، و علماء الرجال و الدرایة، فالأفضل نقل آراء الفریقین، فأقول:

ان أول من ضعف هذا التفسیر من ناحیة السند و المتن: هو أحمد بن الحسین الغضائرى فى کتابه (الضعفاء) فان قال: محمد بن القاسم المفسر الاسترابادى – روى عنه أبوجعفر ابن بابویه [الصدوق] – ضعیف کذاب، روى

[الصدوق] عنه [محمد بن القاسم] تفسیرا عن رجلین مجهولین، أحدهما یعرف بیوسف بن محمد بن زیاد، و الآخر على بن محمد بن سیار، عن أبیهما، عن ابى‏الحسن الثالث [الهادى] (علیه‏السلام)، و التفسیر موضوع عن سهل الدیباجى عن أبیه، بأحادیث منکرة.

أقول: لا یخفى أن هذا الکلام مضطرب و مشوش و غیر واضح، لما یلى:

1 – المعروف بین علماء الرجال ان اسناد الکتاب الى ابن‏الغضائرى غیر ثابت، اذن، فکل کلام فى کتاب ابن‏الغضائرى مشکوک فیه لعدم ثبوت اسناد الکتاب الیه، فلا اعتماد على ما نقل عنه توثیقا أو تضعیفا؛

2 – ان التفسیر غیر مروى عن سهل الدیباجى عن أبیه، و لیس سهل الدیباجى فى سند الحدیث حتى یطعن فیه من هذه الناحیة.

3 – ان التفسیر منسوب الى الامام الحسن العسکرى (علیه‏السلام) لا الى الامام أبى‏الحسن الثالث [الهادى] (علیه‏السلام) کما زعمه ابن‏الغضائرى فى الکتاب المنسوب الیه، و یالیته ذکر مصدر قوله من ان محمد بن القاسم المفسر ضعیف کذاب!!

مع العلم أن کتب الرجال خالیة عن تضعیفه و توثیقه، و آخر ما یقال فى حقه: انه مجهول. فکیف یکون المجهول کذابا ضعیفا؟!

و تبعه على هذا التضعیف أکثر من تأخر عنه من علماء الرجال، کالعلامة الحلى فى (الخلاصة) و التفرشى فى (نقد الرجال) و المحقق الداماد فى (شارع النجاة) و الاسترابادى فى (منهج المقال) و الأردبیلى فى (جامع الرواة) و القهبائى فى (مجمع الرجال) و الشیخ محمد جواد البلاغى فى رسالة خاصة حول التفسیر، و التسترى (المعاصر) فى (الأخبار الدخیلة) و السید الخوئى فى (معجم رجال الحدیث) و غیر هؤلاء.

و أکثر هؤلاء یتبعون ابن‏الغضائرى فى تضعیف هذا التفسیر سندا و متنا، ولکل من هولاء آراء و تعلیقات مشروحة فى کتبهم، و لا مجال – هنا – للتفصیل.

و اما القائلون بصحة هذا التفسیر سندا و متنا، فأولهم:

الشیخ الصدوق فى کثیر من مؤلفاته، فانه روى عن هذا التفسیر الشى‏ء الکثیر، لانه یعتمد على التفسیر، و لا یرى تضعیفه.

و أکثر من تأخر عن الشیخ الصدوق انما اعتمد على التفسیر تبعا للشیخ الصدوق الثقة، أمثال: القطب الراوندى، و ابن‏شهراشوب، و المحقق الکرکى و الشهید الثانى، والمجلسیان: الأول و الثانى، و الحر العاملى، و الفیض الکاشانى، و البحرانى صاحب (البرهان) و صاحب (الذریعة) و غیرهم من الرجالیین.

و بین هذین الجانبین کر و فر، و تزییف و تضعیف لأقوال کل منهما؛

و لعل خیر الأقوال و أصحها أن نقول: ان التفسیر فیه غث و سمین، و صحیح و سقیم، و مقبول و مردود، فلا یمکن توثیقه بالکلیة، و لا تضعیفه بالکلیة.

و کل ما کان من الأحادیث الموجودة فى هذا التفسیر مطابقا للأحادیث الصحیحة أو مؤیدة بها یعمل بها.

و کل ما کان فیها من الأحادیث الشاذة التى تثیر الشک فینبغى التوقف فیها!!

هذه کلمة ملخصة موجزة حول التفسیر المنسوب الى الامام العسکرى (علیه‏السلام) ذکرناها مع الحیاد و عدم التطرف، والله العالم.