جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

محمد (أبوعبدالله)

زمان مطالعه: 3 دقیقه

شاکرى [خادم] الامام العسکرى (علیه‏السلام)

روى الشیخ الطوسى فى (الغیبة) عن أبى‏محمد: هارون بن موسى التلعکبرى (رحمه الله) قال: کنت فى دهلیز أبى‏على محمد بن همام (رحمه الله) على دکة، اذ مر بنا شیخ کبیر، علیه دراعة فسلم على أبى‏على ابن همام، فرد علیه‏السلام، و مضى؛

فقال لى: أتدرى من هو هذا؟ فقلت: لا. فقال: هذا شاکرى (1) لسیدنا أبى‏محمد (علیه‏السلام) أفتشتهى أن تسمع من أحادیثه عنه شیئا؟ قلت: نعم. فقال لى: معک شى‏ء تعطیه؟ فقلت له: معى درهمان صحیحان. فقال: هما یکفیانه؛

فمضیت خلفه، فلحقته فقلت له: أبوعلى یقول لک: تنشط (2) للمصیر الینا؟ فقال: نعم. فجئنا الى أبى‏على ابن همام، فجلس الیه، فغمزنى أبوعلى أن اسلم الیه الدرهمین، فقال [الشاکرى]: ما یحتاج الى هذا. ثم أخذهما.

فقال له أبوعلى: یا با عبدالله: محمد، حدثنا عن أبى‏محمد (علیه‏السلام) ما رأیت، قال: «کان استادى (3) صالحا من العلویین، لم أر قط مثله، و کان یرکب بسرج صفته (4) بزیون مسکى و أزرق؛

قال: و کان یرکب الى دار الخلافة بسر من رأى فى کل اثنین و خمیس:

قال: و کان یوم النوبة یحضر من الناس شى‏ء عظیم، و یغص الشارع بالدواب و البغال و الحمیر و الضجة، فلا یکون لأحد موضع یمشى و لا یدخل بینهم؛

قال: فاذا جاء استاذى سکنت الضجة، و هدأ صهیل الخیل، و نهاق الحمیرا!

قال: و تفرقت البهائم حتى یصیر الطریق واسعا لا یحتاج أن یتوقى من الدواب تحفه لیزحمها، ثم یدخل فیجلس فى مرتبته التى جعلت له؛

فاذا أراد الخروج و صاح البوابون: «هاتوا دابة أبى‏محمد» سکن صیاح الناس و صهیل الخیل، و تفرقت الدواب، حتى یرکب و یمضى؛

و قال الشاکرى: و استدعاه یوما الخلیفة، و شق ذلک علیه، و خاف أن یکون قد سعى به الیه بعض من یحسده – على مرتبته – من العلویین و الهاشمیین، فرکب و مضى الیه، فلما حصل فى الدار قیل له: ان الخلیفة قد قام، ولکن اجلس فى مرتبتک أو انصرف.

قال: فانصرف و جاء الى سوق الدواب، و فیها من الضجة و المصادمة

و اختلاف الناس شى‏ء کثیر؛

فلما دخل الیها سکن الناس، و هدأت الدواب؛

قال: و جلس الى نخاس کان یشترى له الدواب؛ قال: فجى‏ء له بفرس کبوس لا یقدر ان یدنو منه.

قال: فباعوه ایاه بوکس (5) فقال لى: یا محمد، قم فاطرح السرج علیه؛

قال: فقلت: انه [الامام] لا یقول لى [یکلفنى] ما یوذینى. فحللت الحزام، و طرحت السرج فهدأ و لم یتحرک، و جئت به [الفرس] لأمضى به فجاء النخاس فقال لى: لیس یباع فقال [الامام] لى: سلمه الیهم؛

فجاء النخاس لیأخذه فالتفت [الفرس] الیه التفاتة، ذهب منه منهزما.

قال: و رکب [الامام] و مضینا، فلحقنا النخاس فقال: صاحبه یقول: اشفقت أن یرد (6)، فان کان علم ما به من الکبس فلیشتره.

فقال لى استاذى [الامام]: قد علمت. قال: قد بعتک. فقال [الامام]: خذه. فأخذته، فجئت به الى الاصطبل، فما تحرک و لا آذانى، ببرکة استاذى.

فلما نزل [الامام] جاء الیه و أخذ اذنه الیمنى فرقاه (7) ثم أخذ اذنه الیسرى فرقاه، فوالله لقد کنت أطرح الشعیر، فافرقه بین یدیه فلا یتحرک، هذا ببرکة استاذى؛

قال محمد الشاکرى: کان استاذى أصلح من رأیت من العلویین و الهاشمیین، ما کان یشرب هذا النبیذ، کان یجلس فى المحراب، و یسجد فأنام و أنتبه و انام و هو ساجد، و کان قلیل الأکل کان یحضره التین و العنب و الخوخ و ما شاکله، فیأکل منه الواحدة و الثنتین، و یقول: شل (8) هذا یا محمد الى صبیانک. فأقول: هذا کله؟ فیقول: خذه.

ما رأیت قط أسدى منه. (9).


1) الشاکرى: الأجیر، المستخدم، معرب چاکر.

2) تنشط: تخرج أو تنتقل أو تطیب نفسک.

3) الاستاذ: المعلم: المدبر، العالم.

4) الصفة الثوب الذى یلقى على الدابة. و بزیون على وزن عصفور: السندس.

5) الوکس: الناقص أى بثمن رخیص.

6) اشفقت: أى ما أجبت ان استرجع الفرس.

7) رقاه: عوذه بالله.

8) شل: ارفع.

9) غیبة الطوسى / 129.