جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

قتل الشیعة و إبادتهم‏

زمان مطالعه: 3 دقیقه

و طاردوا الشیعة و الموالون لأهل البیت فى کل مکان و قتل الکثیر منهم بعد أن زجوا فى السجون و عذبوا أشد العذاب.

قال ابن شهر اشوب: أنه أتى النقى علیه‏السلام رجل خائف و هو یرتعد و یقول: أن ابنى أخذ بمحبتکم و اللیلة یرمونه من موضع کذا و یدفنونه تحته.

قال: فما ترید؟ قال: فما یرید الأبوان.

فقال علیه‏السلام لا بأس علیک اذهب فأن ابنک یاتیک غدا. فلما أصبح أتاه ابنه فقال یا بنى ما شانک؟!

فقال: لما حفر القبر وشدوا لى الأیدى أتانى عشرة أنفس مطهرة عطرة و سألوا

عن بکائى فذکرت لهم.

فقالوا: لو جعل الطالب مطلوبا تجرد نفسک و تخرج و تلزم تربة النبى صلى الله علیه و آله؟

قلت: نعم.

فأخذوا الحاجب فرموه من شاهق الجبل و لم یسمع أحد جزعه و لا رآنى الرجال أو ردونى الیک و هم ینتظرون خروجى الیهم و ودع أباه و ذهب.

فجاء أبوه الى الامام و أخبره بحاله، فکان الغوغاء تذهب و تقول وقع کذا و کذا و الامام و یتبسم و یقول: انهم لا یعلمون ما نعلم.(1)

2- روى الکشى عن محمد بن مسعود قال: قال یوسف بن السخت کان على بن جعفر وکیلا لأبى الحسن صلوات الله علیه و کان رجلا من أهل همینیا قریة من قرى سودان بغداد فسعى به الى المتوکل فحبسه فطال حبسه و احتال من قبل عبدالرحمن بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة ألف دینار، و کلمه عبیدالله، فعرض حاله على المتوکل، فقال: یا عبیدالله لو شککت فیه لقلت انک رافضى، هذا وکیل فلان و أنا عازم على قتله.

قال: فتأدى الخبر الى على بن جعفر، فکتب الى أبى الحسن علیه‏السلام یا سیدى الله الله فى، فقد خفت أن أرتاب، فوقع فى رقعته أما اذا بلغ بک الأمر ما أرى فسأقصد الله فیک و کان هذا فى لیلة الجمعة.

فأصبح المتوکل محموما فازدادت علیه حتى صرخ علیه یوم الاثنین، فأمر بتخلیة کل محبوس عرض علیه اسمه حتى ذکر هو على بن جعفر و قال لعبید الله لم لم تعرض على أمره؟

فقال: لا أعود الى ذکره أبدا. قال: خل سبیله الساعة و سله أن یجعلنى فى حل

فخلى سبیله و صار الى مکة بأمر أبى الحسن علیه‏السلام، مجاورا بها و برأ المتوکل من علته.(2)

و فى نص آخر للکشى انه عرض على بن جعفر نفسه على المتوکل و أخبره عبیدالله بن یحیى بن خاقان بما قاله المتوکل.(3)

3- قال المسعودى فى مروج الذهب: کان بغا من الأتراک من غلمان المعتصم یشهد الحروب العظام یباشرها بنفسه، فیخرج منها سالما و لم یکن یلبس على بدنه شیئا من الحدید، فعذل فى ذلک فقال: رأیت فى نومى النبى صلى الله علیه و آله و معه جماعة من أصحابه فقال: یا بغا أحسنت الى رجل من امتى فدعا لک بدعوات استجیبت له فیک.

قال: فقلت یا رسول الله و من ذلک الرجل؟

قال: الذى خلصته من السباع.

فقلت یا رسول الله سل ربک أن یطیل عمرى، فشال یده نحو السماء، و قال: اللهم أطل عمره و انسى‏ء فى أجله،

فقلت یا رسول الله خمس و تسعون سنة فقال: خمس و تسعون سنة. فقال رجل کان بین یدیه: و یوقى من الآفات

فقال النبى صلى الله علیه و آله و یوقى من الآفات.

فقلت للرجل: من أنت؟

فقال: أنا على بن أبى طالب، فاستیقظت من نومى و أنا أقول على بن أبى طالب.

و کان بغا کثیر التعطف و البر على الطالبیین، فقیل له: ما کان ذلک الرجل الذى

خلصته من السباع؟ قال: اتى المعتصم بالله برجل قد رمى ببدعة فجرت بینهم فى اللیل مخاطبة فى خلوة، فقال لى المعتصم: خذه فألقه الى السباع، فأتیت بالرجل الى السباع لالقیه الیها، و أنا مغتاظ علیه، فسمعته یقول: أللهم انک تعلم أنى ما کلمت الا فیک، و لا نصرت الا دینک، و لا أتیت الا من توحیدک، و لم ارد غیرک تقربا الیک بطاعتک و اقامه الحق على من خالفک أفتسلمنى؟

قال: فارتعدت و داخلنى له رقة و على قلبى منه وجع، فجذبته على طریق برکة السباع، قد کدت أن أزخ به فیها، و اتیت به الى حجرتى فأخفیته و أتیت المعتصم فقال: هیه؟

فقلت: ألقیته.

قال: فما سمعته یقول؟

قلت: أنا أعجمى و کان یتکلم بکلام عربى ما کنت أعلم ما یقول؟ و قد کان الرجل أغلظ للمعتصم خطابه، فلما کان فى وقت السحر قلت للرجل: قد فتحت الأبواب أنا مخرجک مع رجال الحرس و قد آثرتک على نفسى و وقیتک بروحى فاجهد أن لا تظهر فى أیام المعتصم.

قال: نعم. قلت، فما خبرک؟

قال: هجم رجل من عمالنا فى بلدنا على ارتکاب المحارم و الفجور و اماتة الحق و نصر الباطل، فسرى ذلک فى فساد الشریعة و هدم التوحید، فلم أجد ناصرا علیه فهجمت فى لیلة علیه فقتلته لأن جرمه کان مستحقا فى الشریعة أن یفعل به ذلک فأخذت فکان ما رأیت.(4)


1) مناقب آل أبى طالب، ج 4، ص 416.

2) رجال الکشى، ص 505.

3) نفس المصدر، ص 506.

4) مروج الذهب، ج 4، ص 76، بحارالأنوار، ج 50، ص 218.