و کأسلافه الحاکمین سار على سنة الفاسقین و نذکر فى هذا الموضوع جانبا من مفاسده الاخلاقیة.
أ) میله للغلمان
فقد روى عنه کان الواثق وافر الادب ملیح الشعر و کان یحب خادما اهدى له من مصر فاغضبه الواثق یوما ثم انه سمعه یقول لبعض الخدم و الله انه لیروم ان اکلمه من امس فما افعل فقال الواثق: –
یاذا الذى بعذ ابى ظل مختفرا++
ما انت الا ملیک جار اذ قدرا
لولا الهوى لتجارینا على قدر++
و ان اقف منه یوماما فسوف ترى
و من شعر الواثق فى خادمه: –
مهج یملک المهج++
بسجى اللحظ و الدعج
حسن القد مخطف++
ذو دلال و ذو غنج
لیس للعین ان بدا++
عنه باللحظ منعرج(1)
و قد روى کنا بین یدى الواثق و قد اصطبح فناوله خادمه مهج وردا و نرجسا فانشد فى ذلک بعد یوم لنفسه: –
حیاک بالنرجس و الورد++
معتدل القامة و القد
فالهبت عیناه نار الهوى++
و زاد فى اللوعة و الوجد
املت بالملک له قربة++
فصار ملکى سبب البعد
و رنحته سکرات الهوى++
فمال بالوصل الى الصد
ان سئل البذل ثنى عطفه++
و اسبل الدمع على الخد
غر بما تجنیه الحاظه++
لایعرف الانجاز للوعد
مولى تشکى الظلم من عبده++
فانصفوا المولى من العبد(2)
و انشدنا بعض اهلنا للواثق و کان یهوى خادمین لهذا یوم یخدمه و لهذا یوم یخدمه فیه:
قلبى قسیم بین نفسین++
فمن رأى روحا بجسمین
یغضب ذا ان جاد ذا بالرضا++
فالقلب مشغول بجوشین(1)
ب) شغفه بالغناء
و کان اعلم الخلفاء بالغناء. و له اصوات و الحان عملها نحو مائة صوت و کان حاذقا بضرب العود روایة للاشعار و الخبار.(3)
ج) کثرة اکله
کان الواثق کثیر الاکل جدا.(1)
د) تبذیره لاموال المسلمین
فقال له الواثق: ارید شاهدا من الشعر فى المرت فبادر بعض من حضر فانشد بیتا لبنى اسد… فضحک ابومحلم و قال: و الله لا ابرح حتى انشدک فانشده للعرب مائة قافیة معروفة لمائة شاعر معروف و فى کل بیت ذکر المرت فامر له الواثق بمائة الف دینار.(4)
و من مظاهر تبذیره لاموال المسلمین: –
و اخرج عن الحزنبل: قال غنى فى مجلس الواثق بشعر الاخطل
و شادن مرمج بالکاس نادمنى++
لا بالحصور و لا فیها بسوار
فقال: اسوار او سأر؟ فوجه الى ابنالاعرابى یسأل عن ذلک فقال: سوار وثاب یقول لایثب على ندمائه و سأر مفضل فى الکاس سؤرا و قد رویا جمیعا فامر الواثق لابن الاعرابى بعشرین الف درهم.(2)
1) المصدر السابق.
2) المصدر السابق ص 345.
3) المصدر السابق ص 343.
4) المصدر السابق و المرت القفر الذى لا ینبت شیئا.