و من دلائل خوف المتوکل من الامام الهادى و من شخصیته العظیمة أنه کان على رعب و قلق من ظهور علمه علیهالسلام فلذلک کان یأمر ببعض الأمور لاطفاء نوره و اخماد ذکره ولکن کان یخیب و یفتضح. فمرة طلب من ابن السکیت أن یسأل الامام بمسائل صعبة، و اخرى أمر أن لا یشال له الستر، و ثالثه أدخله مع السباع التى کانت فى قصره و رابعة بشکل آخر.
و أما مسآئلة ابن السکیت فآل أمرهم الى فضیحة ابن أکثم حیث قال للمتوکل: ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شىء بعد مسائلى فانه لا یرد علیه شىء بعدها الا دونها و فى ظهور علمه تقویة للرافضة.(1) و اما قضیة ادخاله مع السباع و غلق باب القصر علیه فکذلک کما.
نقل المسعودى: ان المتوکل أمر بثلاثة من السباع فجىء بها فى صحن قصره ثم دعا الامام على النقى علیهالسلام. فلما دخل أغلق باب القصر فدارت السباع حوله و خضعت له و هو یمسحها بکمه، ثم صعد الى المتوکل و تحدث معه ساعة ثم نزل ففعلت السباع معه کفعلها الأول حتى خرج فأتبعه المتوکل بجائزة عظیمة. فقیل للمتوکل ان ابن عمک یفعل بالسباع ما رأیت فافعل بها ما فعل ابن عمک، قال: أنتم
تریدون قتلى، ثم أمرهم أن لا یفشوا ذلک.(2)
1) بحارالأنوار، ج 50، ص 172.
2) ینابیع الموده، ص 366، اثبات الهداة، ج 3، ص 390، الفصول المهمة، ص 261.