و هو رجل له مرکز مهم یؤهله لقبض الاموال من الشیعة ولکنه خان الامانة و اسرف فى ذلک فشکل خطرا على التحرک. و قد وقف له الامام الهادى (ع) بالمرصاد و یمکن تبیان موقفه بالتالى: –
أ) دعوة الشیعة الى الاستخفاف به و عدم الاهتمام.
ب) عدم الخوض معه بالکلام و المناقشات خوفا من افساده.
ج) عدم ادخاله بشىء من امور الشیعة او مشاورته.
د) هتکه و مکاتبة اقطاب الشیعة بامره و امرهم بکشفه امام الشیعة مع مراعاة عدم تسرب الامر الى المخالفین.
و ما یجدر ذکره هو وجود مجموعة من الکتب الفها فارس ابنحاتم. روى «فارس بن حاتم بن ماهویه القزوینى نزیل العسکر قل ما روى الحدیث الا شاذا. له:
1) کتاب الرد على الواقفة.
2) کتاب الحروب.
3) کتاب التفضیل.
4) کتاب عدد الائمة من حساب الجمل.
5) کتاب الرد على الاسماعیلیة.»(1)
و قد تعرض له الکشى فى رجاله فذکر عنه(2)
«عن ابراهیم بن داود الیعقوبى قال: کتبت الیه – یعنى اباالحسن (ع) – اعلمه امر فارس بن حاتم. فکتب: لاتحفلن به و ان اتاک فاستخف به.
و کتب عروة الى ابىالحسن (ع) فى امر فارس بن حاتم، فکتب: کذبوه و اهتکوه ابعده الله و اخزاه، فهو کاذب فى جمیع ما یدعى و یصف ولکن صونوا انفسکم عن الخوض و الکلام فى ذلک و توقوا مشاورته و لاتجعلوا له السبیل الى طلب الشر، کفانا الله مؤنته و مؤنة من کان مثله.
و عن ابراهیم بن محمد انه قال / کتبت الیه جعلت فداک قبلنا اشیاء یحکى عن فارس و الخلاف بینه و بین على بن جعفر حتى صاریبرأ بعضهم من بعض، فان رایت ان تمن على بما عندک فیهما و ایهما یتولى حوائج قبلک حتى لا اعدوه الى غیره فقد احتجت الى ذلک فعلت متفضلا ان شاء الله؟ فکتب: لیس عن مثل هذا یسأل و لا فى مثله یشک، قد عظم الله قدر على بن جعفر متعنا الله تعالى به عن ان یقایس الیه فاقصد على بن جعفر بحوائجک و اخشوا فارسا و امتنعوا من ادخاله فى شىء من امورکم تفعل ذلک و انت و من اطاعک من اهل بلادک، فانه قد بلغنى ماتموه به على الناس فلا تلتفوا الیه ان شاء الله.
و عن محمد بن عیسى بن عبید ان اباالحسن العسکرى (ع) امر بقتل فارس بن حاتم و ضمن لم قتله الجنة، فقتله جنیدو کان فارس فتانا یفتن الناس و یدعوهم الى البدعة، فخرج من ابىالحسن (ع) هذا فارس لعنه الله یعمل من قبلى فتانا داعیا الى البدعة و دمه هدر لکل من
قتله، فمن هذا الذى یریحنى منه و یقتله و انا ضامن له على الله الجنة.
قال جنید ارسل الى ابوالحسن العسکرى (ع) یأمرنى بقتل فارس بن حاتم لعنه الله، فقلت لاخى: اسمعته منه یقول لى ذلک یشافهنى به؟ قال: فبعث الى فدعانى فصرت الیه فقال: امرک بقتل فارس بن حاتم، فناولنى دراهم من عنده و قال اشتر بهذه سلاحا فاعرضه على، فاشتریت سیفا فعرضته علیه فقال: رد هذا و خذ غیره، قال فرددت و اخذت مکانه ساطورا فعرضته علیه فقال: هذا نعم، فجئت الى فارس و قد خرج من المسجد بین الصلاتین المغرب و العشاء، فضربت على رأسه فصرعته فثنیت علیه فسقط میتا اذ لم یوجد هناک احد غیرى، فلم یروا معى سلاحا و لا سکینا و طلبوا الزقاق و الدور فلم یجدوا شیئا و لم یروا اثر الساطور بعد ذلک.
و عن محمد بن عیسى بن عبید انه کتب الى ایوب بن نوح یسأله عما خرج الیه فى الملعون فارس بن حاتم فى جواب الجبلى على بن عبیدالله الدنیورى؟ فکتب الیه ایوب: سألتنى ان اکتب الیک بخبر ما کتب به الى فى امر القزوینى فارس، فقد نسخت لک فى کتابى هذا امره و کان سبب ذلک خیانته ثم صرفته الى اخیه، فلما کان فى سنتنا هذه اتانى و سألنى و طلب الى فى حاجة و فى الکتاب الى ابىالحسن اعزه الله، فدفعت ذلک عن نفسى فلم یزل یلح فى ذلک حتى قبلت ذلک منه و انفذت الکتاب و مضیت الى الحج، ثم دفعت فلم یات جوابات الکتب التى انفذتها قبل خروجى، فوجهت رسولا فى ذلک فکتب به الى الجبلى یذکر انه وجه باشیاء على یدى الفارس الخائن لعنه الله متقدمة و متجددة لها قدر فاعلمناه انه لم یصل الینا اصلا و امرناه ان لا یوصل الى الملعون شیئا ابدا و ان یصرف حوائجه الیک، و وجه بتوقیع من فارس بخط له بالوصول لعنه الله و ضاعف علیه العذاب فما اعظم ما اجترأ على الله عزوجل و علینا فى الکذب علینا و اختیان اموال موالینا و کفى به معاقبا و منتقما فاشتهر فعل فارس فى اصحابنا الجبلیین و غیرهم من موالینا و لا تجاوز بذلک الى غیرهم من المخالفین کیما تحذر ناحیة فارس لعنه الله، و تجنبوه و تحرسوا منه کفى الله مؤنته، و نحن نسأل الله السلامة فى الدین و الدنیا و ان یمتعنا بها و السلام.
قال ابونصر: سمعت ابایعقوب یوسف بن السخت قال: کنت بسر من رأى اتنفل فى وقت الزوال اذ جاء الى على بن عبدالغفار فقال لى: اتانى العمرى رحمه الله فقال لى: یامرک مولاک ان توجه رجلا ثقة فى طلب رجل یقال له على بن عمرو العطار قدم من قوم قزوین و هو ینزل فى جنبات دار احمد ابنالخضیب فقلت: سمانى؟ فقال: لا ولکن لم اجد اوثق منک، فدفعت الى الدرب الذى فیه على فوقفت على منزله فاذا هو عند فارس، فاتیت علیا فاخبرته فرکب و رکبت معه فدخل على فارس فقام الیه و عانقه و قال: کیف اشکر هذا البر؟ فقال: لاتشکرنى فانى لم اتک انما بلغنى ان على بن عمرو قدم یشکو ولد سنان و انا اضمن له مصیره الى مایحب فدله علیه فاخذ بیده فاعلمه انى رسول ابىالحسن (ع) و امره ان لایحدث فى المال الذى معه حدثا، و اعلمه ان لعن فارس قد خرج و وعده ان یصیر الیه من غد، ففعل فأوصله العمرى و سأله عما اراد و امر بلعن فارس و حمل ما معه.
عن ابىمحمد الرازى قال: ورد علینا رسول من قبل الرجل: اما القزوینى فارس فانه فاسق منحرف و یتکلم بکلام خبیث فیلعنه الله.
و کتب ابراهیم بن محمد الهمدانى مع جعفر ابنه فى سنة اربعین و مائتین یسأله عن العلیل و عن القزوینى أیهما یقصد بحوائجه و حوائج غیره، فقد اضطرب الناس فیهما و صار یبرأ بعضهم من بعض؟ فکتب الیه لیس عن مثل هذا یسأل و لا فى مثله یشک، و قد عظم الله من حرمة العلیل ان یقاس علیه القزوینى سمى باسمهما جمیعا، فاقصد الیه بحوائجک و من اطاعک من اهل بلادک ان یقصدوا الى العلیل بحوائجهم و ان یجتنبوا القزوینى ان یدخلوه فى شىء من امورهم، فانه قد بلغنى ماتموه به عند الناس فلا تلتفتوا الیه ان شاء الله، و قد قرأ منصور بن العباس هذا الکتاب و بعض اهل الکوفة.
عن محمد بن عیسى قال: قرأنا فى کتاب الدهقان و خط الرجل فى القزوینى و کان کتب الیه الدهقان یخبره باضطراب الناس فى هذا الامر و ان الموادعین قد امسکوا عن بعض ما کانوا فیه لهذه العلة من الاختلاف، فکتب: کذبوه و اهتکوه ابعده الله و اخزاه فهو کاذب فى جمیع ما یدعى و یصف، ولکن صونوا انفسکم عن الخوض و الکلام فى ذلک و توقوا مشاورته و لا تجعلوا له السبیل الى طلب الشر، کفى الله مؤنته و مؤنة من کان مثله.»
1) رجال النجاشى ص 238.
2) انظر المصدر السابق ص440 – 444.