و من الوکلاء الممدوحین على بن جعفر الهمانى. کان فاضلا مرضیا من وکلاء أبىالحسن و أبى محمد علیهماالسلام(1) عده الشیخ فى رجاله تارة فى أصحاب الهادى علیهالسلام و قال: على بن جعفر وکیل ثقه.(2) و اخرى فى أصحاب الامام العسکرى قائلا: على بن جعفر، قیم لأبى الحسن علیهالسلام، ثقه.(3)
روى الکشى عن محمد عن مسعود قال: قال یوسف بن السخت: کان على بن جعفر وکیلا لأبى الحسن، و کان رجلا من أهل همینیا، من قرى سواد بغداد، فسعى به الى المتوکل فحبسه، فطال حبسه و احتال من قبل عبدالله بن خاقان بمال ضمنه عنه بثلاثه آلاف دینار فکلمه عبدالله، فعرض جامعه على المتوکل، فقال: یا عبدالله لو شککت فیک لقلت: انک رافضى، هذا وکیل فلان، و أنا عازم على قتله.
قال: فتأدى الخبر الى على بن جعفر، فکتب الى أبى الحسن علیهالسلام: یا سیدى،
الله الله فى، فقد والله خفت أن أرتاب.
فوقع فى رقعته: أما اذا بلغ الأمر ما أرى فسأقصد الله فیک. و کان هذا فى لیلة الجمعة، فأصبح المتوکل محموما، فازداوت علیه حتى صرخ علیه یوم الاثنین فأمر بتخلیة کل محبوس عرض علیه اسمه، حتى ذکر هو على بن جعفر، فقال لعبد الله لم لا تعرض على أمره؟
فقال: لا أعود الى ذکره. قال: خل سبیله، و سله أن یجعلنى فى حل، فخلى سبیله، و صار الى مکه بأمر أبى الحسن، فجاور بها، و برأ المتوکل من علته.(4)
و دامت هذه الوکاله الى أن استشهد الامام الهادى و أنفذها الامام الحسن العسکرى علیهالسلام، فکان قائما بشئون الوکالة و کان ینفق النفقات العظیمة فى بعض السنوات التى کان یحضر الموسم.
روى الشیخ الطوسى عن أحمد بن على الرازى، عن على بن مخلد الأیادى، قال: حدثنى أبوجعفر العمرى – رضى الله عنه – قال: حج أبوطاهر بن بلال، فنظر الى على بن جعفر، و هو ینفق النفقات العظیمة، فلما انصرف کتب بذلک الى أبى محمد علیهالسلام، فوقع فى رقعته: قد کنا أمرنا له بمائتا ألف دینار، ثم أمرنا له بمثلها، فأبى قبوله ابقاء علینا، ما للناس و الدخول فى أمرنا فیما لم ندخلهم فیه.(5)
1) الغیبه، ص 212.
2) رجال الشیخ الطوسى، ص 418.
3) نفس المصدر، ص 432.
4) رجال الکشى، ص 505، حیاة الامام العسکرى، ص 338.
5) الغیبة، ص 212.