یکنى أباالعباس، کان من أصحاب الامام الهادى و الامام العسکرى (علیهماالسلام) و له مؤلفات عدیدة، أشهرها: کتاب (قرب الأسناد).
فى (الکافى) و (التهذیب) بسنده عن عبدالله بن جعفر قال: کتبت الى أبىمحمد (علیهالسلام): «امرأة ماتت، و ترکت زوجها و أبویها، و جدها أو جدتها کیف یقسم میراثها؟» فوقع (علیهالسلام): «للزوج: النصف، و ما بقى فللأبوین (1).
و فى (الکافى) بسنده عن عبدالله بن جعفر قال: کتبت الى الرجل أسأله عن رجل اشترى جزورا، أو بقرة للأضاحى، فلما ذبحها و جد فى جوفها صرة فیها دراهم أو دنانیر أو جوهرة لمن یکون ذلک؟
فوقع (علیهالسلام): عرفها البایع، فان لم یکن یعرفها فالشىء لک، رزقک الله ایاه (2).
و ذکر الشیخ المجلسى فى (البحار من الکتاب العتیق الغروى) عن عبدالله بن جعفر الحمیرى قال: کنت عند مولاى أبىمحمد الحسن بن على العسکرى (صلوات الله علیه) اذ وردت الیه رقعة من الحبس من بعض موالیه، یذکر فیها ثقل الحدید، و سوء الحال، و تحامل السلطان. فکتب الیه:
«یا عبدالله ان الله (عزوجل) یمتحن عباده لیختبر صبرهم فیثیبهم على ذلک ثواب الصالحین فعلیک بالصبر؛ و اکتب الى الله (عزوجل) رقعة، و أنفذها الى مشهد الحسین بن على (صلوات الله علیه) و ارفعها عنده الى الله (عزوجل)، و ارفعها حیث لا یراک أحد، و اکتب فى الرقعة:
«الى الله الملک الدیان، المتحنن المنان، ذى الجلال و الکرام، و ذى المنن العظام، و الأیادى الجسام، و عالم الخفیات، و مجیب الدعوات، و راحم العبرات، الذى لا تشغله اللغات و لا تحیره الأصوات، و لا تأخذه السنات؛
من عبده الذلیل، البائس الفقیر، المسکین الضعیف المستجیر.
اللهم أنت السلام، و الیک یرجع السلام، تبارکت و تعالیت یا ذا الجلال و الاکرام و المنن العظام و الأیادى الجسام؛
الهى، مسنى و أهلى الضر و أنت ارحم الراحمین، و أرأف الأرأفین، و أجود الأجودین، و أحکم الحاکمین، و أعدل الفاصلین.
اللهم، انى قصدت بابک، و نزلت بفنائک، و اعتصمت بحبلک، و استعنت بک، و استجرت بک، یا غیاث المستغیثین أغثنى، یا جار المستجیرین أجرنى، یا اله
العالمین خذ بیدى.
انه قد علا الجبابرة فى أرضک، و ظهروا فى بلادک، و اتخذوا أهل دینک خولا، و استأثروا بفیئى المسلمین، و منعوا ذوى الحقوق حقوقهم التى جعلتها لهم، و صرفوها فى الملاهى و المعازف، و استصغروا آلاءک، و کذبوا أولیاءک، و تسلطوا بجبریتهم لیعزوا من أذللت، و یذلوا من أعززت، و احتجبوا عمن یسألهم حاجة، أو ینتجع منهم فائدة؛
و انت – مولاى – سامع کل دعوة، و راحم کل عبرة، و مقیل کل عثرة، و سامع کل نجوى و موضع کل شکوى، و لا یخفى علیک ما فى السموات العلى، و الأرضین السفلى، و ما بینهما و ما تحت الثرى؛
اللهم انى عبدک، ابن أمتک، ذلیل بین بریتک، مسرع الى رحمتک، راج لثوابک.
اللهم، ان کل من أتیته فعلیک یدلنى، و الیک یرشدنى، و فیما عندک یرغبنى..
مولاى، و قد أتیتک راجیا، سیدى و قد قصدتک مؤملا، یا خیر مأمول، و أکرم مقصود، صل على محمد و آل محمد، و لا تخیب أملى، و لا تقطع رجائى، و استجب دعائى و ارحم تضرعى، یا غیاث المستغیثین أغثنى، یا جار المستجیرین أجرنى، یا اله العالمین انقذنى و استنقذنى، و وفقنى و اکفنى؛
اللهم انى قصدتک بأمل فسیح، و أملتک برجاء منبسط، فلا تخیب أملى، و لا تقطع رجائى.
اللهم انه لا یخیب منک سائل، و لا ینقصک نائل، یا رباه، یا سیداه، یا مولاه، یا عماداه یا کهفاه یا حرزاه، یا لجآه.
اللهم، ایاک أملت سیدى، و لک أسلمت یا مولاى، و لبابک قرعت، فصل على محمد و آل محمد، و تردنى بالخیبة محروما، و اجعلنى ممن تفضلت علیه باحسانک، و أنعمت علیه بتفضلک، وجدت علیه بنعمتک، و أسبغت علیه آلاءک؛
اللهم أنت غیاثى و عمادى، و أنت عصمتى و رجائى، مال أمل سواک، و لا رجاء غیرک.
اللهم فصل على محمد و آل محمد، وجد على بفضلک، و امنن على باحسانک و افعل بى ما أنت أهله، و لا تفعل بى ما أنا أهله، یا أهل التقوى و المغفرة، أنت خیر لى من أبى و امى، و من الخلق أجمعین.
اللهم، هذه قصتى الیک، لا الى المخلوقین، و مسألتى لک اذ کنت خیر مسئول و أعز مأمول.
اللهم صل على محمد و آل محمد، و تعطف على باحسانک، و من على بعفوک و عافیتک و حصن دینى بالغنى، و احرز أمانتى بالکفایة، و اشغل قلبى بطاعتک، و لسانى بذکرک و جوارحى بما یقربنى منک.
اللهم ارزقنى قلبا خاشعا، و لسانا ذاکرا، و طرفا غاضا، و یقینا صحیحا، حتى لا احب تعجیل ما أخرت، و لا تأخیر ما أجلت، یا رب العالمین و یا ارحم الراحمین، صل على محمد و آل محمد، و استجب دعائى، و ارحم تضرعى، و کف عنى البلاء، و لا تشمت بى الأعداء، و لا حاسدا، و لا تسلبنى نعمة ألبستنیها، و لا تکلنى الى نفسى طرفة عین یا رب العالمین و صل على محمد النبى و آله و سلم تسلیما (3).
فى (الدر النظیم) قال الحمیرى: کتبت الیه (علیهالسلام):
«یختلف علینا أخبارکم، فکیف العمل بها؟» قال: فکتب الى:
«من لزم رأس العین لم یختلف علیه أمره، فانها تخرج من مخرجها و هى بیضاء صافیة، نقیة، فتخالطها الأکدار فى طریقها».
قال: فکتبت الیه: «کیف لنا برأس العین، و قد حیل بیننا و بینه؟» قال: فکتب الى:
«هى مبذولة لمن طلبها، الا لمن أرادها بالحاد».
و فى کتاب (من لا یحضره الفقیه): و کتب عبدالله بن جعفر الحمیرى الى أبىمحمد الحسن بن على العسکرى (علیهالسلام) فى امرأة أرضعت ولدا لرجل أیحل لذلک الرجل أن یتزوج ابنة المرضعة أم لا؟ فوقع (علیهالسلام): لا یحل ذلک له (4).
أیضا: و کتب عبدالله بن جعفر الحمیرى الى أبىمحمد الحسن بن على (علیهالسلام): انه روى عن الصالحین (علیهمالسلام): أن اختنوا أولادکم یوم السابع یطهروا، فان الأرض تضج الى الله (عزوجل) من بول الأغلف. (5).
و لیس – جعلنى الله فداک – لحجامى بلدنا حذق (6) بذلک، و لا یختنونه یوم السابع، و عندنا حجام من الیهود، فهل یجوز للیهود أن یختنوا أولاد المسلمین أم لا؟
فوقع (علیهالسلام): یوم السابع، فلا تخالفوا السنن ان شاء الله (7).
و عن الحمیرى قال: کتبت الى أبىمحمد (علیهالسلام) أشکو الیه: ان بى دما صفراء، فاذا احتجمت هاجت الصفراء، و اذا أخرت الحجامة أضر بى الدم، فما ترى فى ذلک؟
فکتب (علیهالسلام) الى: احتجم، و کل على أثر الحجامة سمکا طریا، فأعدت علیه المسألة، فکتب الى: احتجم، و کل على أثر الحجامة سمکا طریا بماء و ملح.
فاستعملت ذلک، فکنت فى عافیة، و صار ذلک غذائى (8).
1) التهذیب ج 9 حدیث 1113. و الکافى ج 7 / 114 حدیث 10.
2) الکافى ج 5 / 139.
3) البحار ج 102 / 238.
4) من لا یحضره الفقیه ج 3 حدیث 1471.
5) الأغلف: غیر المختون.
6) حذق: بصیرة.
7) من لا یحضره الفقیه ج 3 حدیث 1529.
8) مکارم الأخلاق / 62.