و قد کان الشعراء الموالون بمثابة اجهزة اعلام لکشف فساد النظام المنحرف و مثالهم فى امامة الهادى ابنالرومى فى قصیدته الجیمیة الطویلة فى ذم العباسیین ورثاء یحیى بن عمر.
و من جملة ذلک استعمال الامام للشعر فى مجلس المتوکل العباسى لتبیان قضیة اهل البیت سأل المتوکل ابنالجهم من اشعر الناس؟ فذکر شعراء الجاهلیة و الاسلام ثم انه سأل الحسن الامام على بن محمد الهادى فقال الحمانى(1) حیث یقول: –
لقد فاخرتنا من قریش عصابة++
بمد خدود و امتداد اصابع
فلما تنازعنا المقال قضى لنا++
علیهم بما یهوى نداء الصوامع
ترانا سکوتا و الشهید بفضلنا++
علیهم جهیر الصوت فى کل جامع
فان رسول الله احمد جدنا++
و نحن بنوه کالنجوم الطوالع
قال و مانداء الصوامع یا أباالحسن؟ قال أشهد ان لا اله الا الله و أشهد ان محمدا رسول الله جدى أم جدک؟ فضحک المتوکل ثم قال: هو جدک لاندفعک عنه.(2)
و من هذه الروایة نستفید:
1) استعمال الامام للشعر فى الوقت المناسب لطرح معنى رسالى یریده.
2) تقییم الشاعر من خلال القضیة الاسلامیة فقد فضل الامام الهادى السید الحمانى على شعراء الجاهلیة و الاسلام لقوله السابق.
1) السید الحمانى: هو ابو حسین على بن محمد بن جعفر بن محمد ابنمحمد بن زید بن على بن الحسین بن على بن ابىطالب الکوفى المعروف بالافوه المتوفى سنة 301 ه.
2) انظر الغدیر ج 3 ص 58.