لما فرغت من تألیف کتاب حیاة الصدیقة فاطمة علیهاالسلام، نویت أن أکمل البحث
و الدراسة عن حیاة الامام زین العابدین علیهالسلام الذى بدأت به منذ سنین، لکن اقترح على بعض السادة الأفاضل بتقدیم البحث عن حیاة الامام الهادى علیهالسلام لعلل منها أنه قل ما کتب عنه و عن ولده فاستغربت من کلامه لظنى أن الباحثین و أصحاب الفکر و القلم قدیما و حدیثا قد ألفوا ما فیه غنى و کفایة.
فما وصلت الى کنه کلامه الا بعد الشروع، فرأیت مع الأسف الشدید أنهم قد ألفوا مئات الکتب و الرسائل الفقهیة و الکلامیة و التفسیریة و غیر ذلک و لکن لم یتطرقوا حتى لحیاة الامام الهادى علیهالسلام الفقهیة و الکلامیة، فکیف بافراد کتاب خاص یتضمن البحث عن حیاته علیهالسلام. نعم، کثر تعجبى حینما تصفحت بعض الفهارس و رأیت أن ما کتب عنه لا یتجاوز الثلاثین.
فیا عجبا من هذه الغفلة بالنسبة الى أولیاء النعم. أفلا یستحق هذا الامام و هکذا سائر الأئمة علیهمالسلام أن یکتب عنهم فى کل سنة کتابا عن حیاتهم و التعریف بشخصیتهم، و کم ترکت هذه الغفلة من نتائج سلبیة على المسلمین من عدم معرفة امامهم. فلماذا، و لأى سبب؟!!
و لذلک قویت عزمى و صرفت همتى لیلا و نهارا على انجاز هذا العمل حتى أن وفقنى الله جل و علا لذلک. شکرا لما من على بحبهم و بولایتهم.